بعد الهجمات التي شنها الجيش الصهيوني على مناطق مختلفة في لبنان، بدأ آلاف النازحين اللبنانيين، بمن فيهم أعضاء من “حزب الله”، بالفرار إلى محافظات حمص وحلب ودمشق وحماة في سوريا، التي قام نظام بشار الأسد بقصفها وإخلائها مسبقاً.
ووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت عن وكالة الأناضول التركية الرسمية، أدت الغارات الجوية الصهيونية على لبنان إلى إطلاق موجة هجرة واسعة طالت آلاف النازحين اللبنانيين.
عناصر حزب الله من بين آلاف النازحين اللبنانيين!
وبدأ الآلاف من الأشخاص الفارين، بمن فيهم أعضاء من “حزب الله”، في الانتقال إلى المناطق التي أخلاها النظام السوري بالقصف.
ووفقاً لمعلومات حصل عليها مراسل وكالة الأناضول من مصادر محلية، استقر عدد كبير من الفارين من لبنان في قرى بمدن دمشق وحلب وحمص وحماة.
وقد عبر آلاف النازحين اللبنانيين، من بينهم أعضاء من “حزب الله” وعائلاتهم، الحدود إلى سوريا عبر معابر الدبوسية وتلكلخ والمصنع والجوسية بين لبنان وسوريا خلال الأيام الثلاثة الماضية.
ما لا يقل عن 5 آلاف عائلة عبرت إلى سوريا
وأفادت المعلومات بأن آلاف النازحين اللبنانيين الذين عبروا من معبري الدبوسية والجوسية توجهوا بشكل رئيسي إلى المناطق الجنوبية والشرقية من حمص، بينما اتجه أولئك الذين دخلوا من معبري المصنع وتلكلخ نحو القرى في دمشق وحماة.
ويُذكر أن الهجمات التي شنها الكيان الصهيوني منذ 23 سبتمبر/أيلول 2024 أدت إلى عبور ما لا يقل عن 5 آلاف عائلة من لبنان إلى سوريا، حيث استقبلتهم لجان محلية تابعة لحزب الله.
وفي المرحلة الأولى، تم إسكان العائلات في مراكز إيواء، ثم نقلوا لاحقاً إلى القرى التي قصفها وأخلاها نظام الأسد.
”ذاهبون إلى دمشق“
وهربًا من الهجمات الصهيونية على لبنان، قال اللبناني حسين علي، أثناء حديثه لوكالة الأناضول، “لا يمكن العيش بعد الآن لا في جنوب لبنان، ولا في منطقة الضاحية، ولا في المناطق التي يسكنها الشيعة. نحن كشيعة نتعرض للهجمات باستمرار. نحن ذاهبون إلى دمشق لأنها أكثر أمانًا بالنسبة لنا. نحن نحب بشار الأسد كثيرًا”.
ومن ضمن آلاف النازحين اللبنانيين لبناني آخر يُدعى محمد فروخ، كان يحاول العبور إلى سوريا، قال: “تعرضنا لهجمات مكثفة في قرية خضر جنوب لبنان. بعضنا ذهب إلى دمشق والبعض الآخر استقر في مناطق آمنة داخل لبنان”.
وأضاف فروخ: “لم يبقَ أحد من أقاربي في القرية. هناك هجمات يومية على محيط القرية، وفي الأيام الأولى كانت الهجمات على مركز القرية شديدة جدًا، حيث كان هناك 26 قتيلاً في اليوم الأول والدمار كان واسعًا”.
وأعرب الطفل تيسير سيد البالغ من العمر 12 عامًا من بعلبك عن خوفه الشديد من الهجمات، قائلاً: “نحن نغادر إلى سوريا بسبب الهجمات، الأصوات تخيفني كثيرًا. الوضع في بعلبك كان مرعبًا وصادمًا، لم نتمكن من النوم ليلاً، ونحن الآن في طريقنا إلى دمشق”.
المناطق التي استقر بها اللبنانيون
واستقرت العائلات اللبنانية في أحياء السيدة زينب، الحُسينية، الحُجيرة، زهراء القديمة، قزاز، زين العابدين وجورة في دمشق، وفي محافظة حمص يتم إيواؤها في مناطق القصير، تلكلخ، وادي إيران، السبيل والعباسية.
أما في محافظة حماة، فإنهم يقيمون في مناطق مثل الطوافرة، البشورة، أبو الفداء، السنديانة، أم عمد، أم بيور وأبو حقفة.
وتُعرف محافظة حمص والجنوب الدمشقي على وجه الخصوص بأنها المناطق التي قام فيها حزب الله، الذي قاتل إلى جانب نظام الأسد في الحرب الأهلية السورية، بشن هجمات أفرغت هذه المناطق من سكانها.
حزب الله يرشد العائلات الراغبة في مغادرة لبنان إلى سوريا
ونشر “حزب الله” دليلًا خاصًا للعائلات التي ترغب في الانتقال إلى سوريا، عقب الهجمات التي شنّتها إسرائيل على المناطق التي يتمتع فيها الحزب بنفوذ قوي في لبنان.
وقد جرى مشاركة هذا الدليل في مجموعات “واتساب” التابعة لـ”حزب الله”، حيث يتضمن معلومات الاتصال بالمسؤولين المكلفين بإدارة عملية الانتقال إلى سوريا. كما يحتوي على خريطة تُقسم المناطق التي يسيطر عليها الحزب في لبنان إلى قطاعات، ويُطلب من الراغبين في الانتقال التواصل مع المسؤولين المحددين في تلك القطاعات من خلال أرقام هواتفهم.
كما تم تقديم تفاصيل إضافية لعائلات أعضاء “حزب الله” حول جهات الاتصال التي يمكنهم التواصل معها بعد وصولهم إلى سوريا.
ومنذ 23 سبتمبر/أيلول، بدأت أعداد كبيرة من الأشخاص، بينهم أفراد من “حزب الله”، بالاستقرار في المدن التي أجبر سكانها على مغادرتها نتيجة الهجمات التي شنّتها قوات نظام بشار الأسد خلال الحرب الأهلية.
وعبر خمسة معابر حدودية ونقاط عبور، انتقلت أكثر من 5000 عائلة إلى مدن حمص، دمشق، حلب، حماة، وطرطوس في سوريا. في المرحلة الأولى، تم إسكان العائلات في مراكز إيواء، ثم تم نقلهم لاحقًا إلى القرى التي أُخليت جراء الهجمات التي شنّتها قوات النظام قبل سنوات.
1030 شهيداً في الهجمات الصهيونية المكثفة على لبنان
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل الجيش الصهيوني اشتباكات محكومة مع “حزب الله”، حيث شن في 23 سبتمبر/أيلول مئات الغارات الجوية على المدن الجنوبية في لبنان، بالإضافة إلى مناطق البقاع وبعلبك.
ووفقًا للسلطات اللبنانية، منذ 17 سبتمبر/أيلول، حين جرى تفجير أجهزة الاتصال التي يستخدمها “حزب الله”، بلغ عدد الشهداء 1030 شخصًا، من بينهم 104 أطفال و194 امرأة.
كما قُتل زعيم “حزب الله” حسن نصر الله في الغارات الجوية التي شنها الجيش الصهيوني على بيروت في 27 سبتمبر/أيلول.
بدوره، يرد “حزب الله” على إسرائيل بالصواريخ والقذائف، والتي استهدفت بشكل رئيسي القواعد العسكرية الصهيونية، دون الإبلاغ عن أضرار كبيرة في الجانب الصهيوني.
وبسبب القصف الصهيوني، نزح ما يقرب من 150 ألف لبناني داخل البلاد.
فيما تستمر موجات النزوح من المناطق الجنوبية إلى العاصمة بيروت والشمال، يُذكر أن عشرات الآلاف قد فروا إلى سوريا.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد
التعليقات مغلقة.