سفير السعودية في فلسطين يزور رام الله “لأول مرة”!
أعرب سفير السعودية في فلسطين، نايف بندر السديري، عن أمل بلاده في أن تتمكن من فتح البعثة الدبلوماسية لبلاده في القدس، مُدعياً أن أي اتفاق للتطبيع في المستقبل مع كيان دولة الاحتلال سيكون بناءً على مبادرة السلام العربية التي تشترط إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقًا لحدود ما قبل الـ4 من حزيران عام 1967.
ووفقاً لمتابعة فريق كوزال نت، فإن السفير السعودي غير المقيم لفلسطين، السديري، قام بأول زيارة رسمية من بلاده إلى فلسطين عبر الأردن.
سفير السعودية في فلسطين لأول مرة في رام الله!
وقد وصل سفير السعودية في فلسطين السديري إلى وزارة الخارجية الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية، حيث قدم نسخة من أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الفلسطيني المالكي في تصريح بعد اللقاء أهمية هذه الزيارة كمؤشر على أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة للمملكة العربية السعودية وثقة السلطة الفلسطينية في موقف الرياض من القضية الفلسطينية.
السفير السديري أيضًا أكد أهمية موقف المملكة العربية السعودية من القضية الفلسطينية، حيث أشار إلى أن المملكة تؤيد حل الدولتين وفقًا للاتفاقيات الدولية، والذي يشمل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها في القدس الشرقية، كما هو مُنصوص عليه في الاتفاقيات الدولية.
بالنسبة للسؤال حول ما إذا كانت بعثة المملكة العربية السعودية الدبلوماسية ستفتح مقرها في القدس الشرقية أم لا، أجاب السديري بأن بلاده “تأمل” في أن تكون القنصلية السعودية في فلسطين في القدس الشرقية.
وفيما يتعلق بأهمية قضية فلسطين في مفاوضات المملكة العربية السعودية مع كيان دولة الاحتلال برعاية الولايات المتحدة كجهة وساطة لتحقيق اتفاق التطبيع، أشار السديري إلى أهمية هذه القضية وأن “مبادرة السلام العربية التي قادتها المملكة العربية السعودية في عام 2002 تشكل أساسًا لاتفاق المستقبل” بين كيان الاحتلال والفلسطينيين.
الجدير بالذكر أن زيارة السفير تميزت باعتبارها “أول زيارة رسمية” من وفد سعودي إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، وفي وقت لاحق من أمس قدم السديري أوراق اعتماده كسفير للسعودية إلى رئيس دولة فلسطين محمود عباس.
مفاوضات التطبيع بين السعودية وما يُسمى بـ “إسرائيل”
زيارة سفير السعودية في فلسطين تأتي بعد “رسائل إيجابية” أعلن عنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن المحادثات التي جرت بين البلدين بشأن اتفاق تطبيع العلاقات.
وفي مقابلة مع تلفزيون فوكس، أعلن بن سلمان أن بلاده “تقترب أكثر يوماً بعد يوم” من التوصل إلى اتفاق تطبيع مع الكيان الصهيوني.
وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشار نتنياهو إلى أنهم “على أعتاب اتفاق تاريخي مع السعودية”.
قد عينت السعودية للمرة الأولى في تاريخها، سفيراً لدى فلسطين في إطار المحادثات التي تجري بوساطة الولايات المتحدة بين الكيان الصهيوني والدولة السعودية.
وكان السفير السعودي نايف بن بندر السديري قد قدم نسخة من أوراق اعتماده إلى مفوض الشؤون الدبلوماسية للرئيس الفلسطيني في العاصمة الأردنية عمان يوم 12 أغسطس/آب 2023.
ووُصف السفير السديري بأنه “سفير فوق العادة بالكامل” وأيضًا “قنصل عام غير مقيم في القدس”، وقد جرى تعيينه في هذه الوظيفة.
وحتى الأن لا توجد علاقة دبلوماسية بين الكيان الصهيوني والمملكة العربية السعودية.
وتقوم الولايات المتحدة بدور الوساطة في المفاوضات بين السعودية والكيان الصهيوني بهدف التوصل إلى اتفاق تطبيع مثلما فعلت مع البحرين والإمارات العربية المتحدة والمغرب والسودان.
ويتطلب التوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية من كيان الاحتلال القيام بخطوات “ملموسة” فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى طلب السعودية من الولايات المتحدة ضمانات أمنية وتكنولوجيا نووية مدنية.
ويعتقد أن نتنياهو، الذي يتزعم أكثر حكومة “يمينية” في تاريخ إسرائيل، سيواجه صعوبة في تقديم تنازلات تجاه الفلسطينيين.
وصرح وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين أنهم “لن يسمحوا لأي دولة بفتح مكتب تمثيلي فلسطيني في القدس” بعد أن عينت السعودية سفيرا لها في فلسطين.
يذكر أن دول الجامعة العربية أعلنت أنها ستقبل بتطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال إذا قبل بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة في حدود عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، منذ عام 2002، وفقاً لمبادرة السلام العربية التي قادتها السعودية.
إعداد وتحرير: عبد الجواد حميد
التعليقات مغلقة.