مجلس الأمن الدولي يبحث التطورات الأخيرة في سوريا والهجمات الإسرائيلية

ناقش مجلس الأمن الدولي التطورات الأخيرة في سوريا، لا سيما التوتر القائم في محافظة السويداء جنوب سوريا بين العشائر العربية البدوية والمجموعات المسلحة الدرزية، إلى جانب هجمات الاحتلال الصهيوني على الأراضي السورية.

ووفقاً لما تابعه فريق تحرير كوزال نت، قد اجتمع مجلس الأمن تحت عنوان “الوضع في الشرق الأوسط” لبحث التطورات الأخيرة في سوريا.

الموقف الروسي من التطورات الأخيرة في سوريا

وفي كلمته أمام المجلس، أدان السفير الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الهجمات الصهيونية على سوريا، واصفًا إياها بأنها “انتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974”.

وأكد نيبينزيا أن روسيا تدعم باستمرار سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، مشددًا على أن بلاده “لن تسمح لأي أطراف خارجية أو داخلية، لا سيما من يسعون لإثارة التوترات العرقية والدينية، باستغلال هشاشة الوضع في سوريا لخدمة أجنداتهم الجيوسياسية”.

موقف الصين

من جانبه، انتقد نائب المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة، غينغ شوانغ، الهجمات الصهيونية قائلاً: “إن التصرفات الإسرائيلية تمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، وتُضيف عقبات جديدة أمام عملية السلام والاستقرار والانتقال السياسي في سوريا”.

وأضاف غينغ أن الصين تدين هذه الهجمات بشكل صريح، داعياً الكيان الصهيوني إلى وقف هجماته العسكرية على سوريا فوراً، والانسحاب في أقرب وقت ممكن من جميع الأراضي السورية، بما في ذلك مرتفعات الجولان.

أما القائمة بالأعمال المؤقتة للبعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، فقد أدانت بلهجة واضحة أعمال العنف في السويداء، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تتواصل بنشاط مع جميع الأطراف في سوريا بهدف تعزيز الاندماج وتحقيق مستقبل أكثر ازدهارًا للسوريين.

وأوضحت شيا أن “الولايات المتحدة، وإن لم تكن تدعم الهجمات الصهيونية الأخيرة، فإنها تجري اتصالات دبلوماسية رفيعة المستوى مع كل من الكيان الصهيوني وسوريا بهدف احتواء الأزمة الحالية والتوصل إلى اتفاق دائم بين دولتين ذواتي سيادة”.

واختتمت شيا بالتأكيد على أن لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رؤية لسوريا مستقرة تعيش بسلام مع جيرانها، مشددة على أن الولايات المتحدة تدعم وحدة سوريا الوطنية وتعمل مع حلفائها، بما في ذلك تركيا، من أجل حل سلمي وشامل يضمن مشاركة الأقليات.

 

“الاعتداءات الإسرائيلية تهدف إلى تقويض استقرار سوريا”

وحول التطورات الأخيرة في سوريا، أدان مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، بشدة الهجمات الصهيونية على بلاده، قائلًا:
“إن الجمهورية العربية السورية تدين بشدة هذه الاعتداءات الإسرائيلية السافرة، التي تُعد انتهاكًا واضحًا لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، وتخالف القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.

وأكد الضحاك أن “الاعتداءات الإسرائيلية تأتي امتدادًا لسياسات ممنهجة تهدف إلى تقويض استقرار سوريا ودفع البلاد نحو دوامة من الصراع”، مضيفًا أن “هذه الهجمات تسعى بشكل مباشر إلى إعاقة جهود الدولة السورية في بسط الأمن والاستقرار وضبط التوترات الداخلية ضمن نهج وطني شامل”.

ورغم خطورة الهجمات الصهيونية، أشار الضحاك إلى أن سوريا تعاملت بحكمة مع المساعي الرامية إلى التهدئة، بما في ذلك جهود الوساطة التي تشارك فيها تركيا، في محاولة لمنع انزلاق المنطقة نحو صدام مفتوح.

وشدّد على أن “الشعب السوري لن يسمح لأي قوة خارجية بجره إلى حرب هدفها تمزيق وحدة البلاد والنيل من مساعي تحقيق الاستقرار”، مؤكدًا رفض سوريا القاطع لجميع الذرائع التي تستخدمها القوى المحتلة لتبرير اعتداءاتها وانتهاكاتها للقانون الدولي ضد الأراضي السورية.

الصراع في السويداء والغارات الإسرائيلية

اندلعت يوم 13 يوليو/تموز اشتباكات محدودة في محافظة السويداء جنوبي سوريا بين عشائر عربية بدوية ومجموعات مسلحة من الدروز.

وخلال المواجهات، التي اتسعت رقعتها، تعرضت قوات الأمن السورية لهجمات من الجماعات الدرزية المسلحة، ما أسفر عن مقتل العشرات من الجنود.

وبعد تصاعد حدة الاشتباكات بين القوات النظامية والمجموعات الدرزية المحلية، جرى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أن الهدنة لم تصمد طويلًا.

فيما بعد، شنّ جيش الاحتلال الصهيوني هجمات على قوات الأمن السورية، واستهدفت طائراته في 16 يوليو/تموز 2025 كلًا من مجمع القصر الجمهوري، ورئاسة الأركان العامة، ووزارة الدفاع.

وفي اليوم نفسه، أُعيد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحكومة والمجموعات المحلية في السويداء، إلا أن الطيران الحربي الصهيوني شنّ غارات جديدة على دمشق ودرعا.

ويُقدّر عدد القتلى في محافظة السويداء جراء الاشتباكات والغارات الصهيونية بالمئات، في ظل انسحاب قوات الأمن من العديد من المناطق داخل المدينة.

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.