معاناة مزدوجة أصابت اللاجئين السوريين في لبنان جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي!
في ظل استمرار الحرب بين الكيان الصهيوني وقوات حزب الله وتصاعد الهجمات العسكرية الصهيونية على لبنان، أُجبر أكثر من مليون شخص على ترك منازلهم واللجوء إلى البلدان المجاورة، ومن ضمنهم اللاجئين السوريين في لبنان الذين عانوا من تاريخ طويل من العداء والتمييز، من بين أكثر الفئات هشاشة في هذا النزاع.
ووفقاً لما ترجمه ونقله فريق منصة كوزال نت عن صحيفة “gzt” التركية، أعلنت الحكومة اللبنانية أن أكثر من 400 ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا خلال الأسبوعين الماضيين، تزامناً مع تكثيف الغارات الجوية الصهيونية على مختلف أنحاء لبنان.
اللاجئين السوريين في لبنان يُضطرون للعودة إلى سوريا!
وأفادت وحدة الأزمة الحكومية أن ما بين 23 سبتمبر/أيلول و5 أكتوبر/تشرين الأول 2024، بلغ عدد الفارين من لبنان 300 ألفاً و774 سورياً عادوا إلى بلادهم التي مزقتها الحرب، بينما كان 102 ألفاً و283 من الفارين لبنانيين.
كما أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أن 250 ألف شخص عبروا إلى سوريا منذ 23 سبتمبر/أيلول 2024 مع استمرار الهجمات الجوية والبرية الصهيونية على لبنان.
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والجيش الإسرائيلي يخوض اشتباكات محدودة مع حزب الله، حيث شن في 23 سبتمبر/أيلول مئات الغارات الجوية على مدن جنوب لبنان بالإضافة إلى مناطق البقاع وبعلبك.
ووفقاً لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة اللبنانية، فقد استشهد 2169 شخصاً منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، منهم 104 أطفال و194 امرأة.
من بلد في حالة حرب إلى وطنهم الذي يواجه أزمة منذ 13 عاماً
ويستضيف لبنان حوالي 1.5 مليون لاجئ سوري فروا من بلادهم بعد الحرب الداخلية بين النظام والمعارضة السورية المستمرة، والتي أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من المدنيين، وتدمير البنية التحتية الحيوية للبلاد، وتسببت في حاجة ملايين الأشخاص إلى المساعدة.
أزمة اللاجئين السوريين في لبنان
اللاجئون السوريون الذين فروا إلى لبنان نتيجة الحرب في سوريا أصبحوا ضحايا مرة أخرى بسبب الهجمات الصهيونية.
واضطر العديد من اللاجئين السوريين في لبنان الذين لجأوا إليها بعد اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، والذين كانوا يعملون في جنوب البلاد خصوصاً في القطاع الزراعي، إلى ترك المناطق التي كانوا يعيشون فيها بسبب القصف الصهيوني مرة أخرى.
عالقون بين نارين!
وبسبب المخاوف الأمنية، لا يرغب نحو 1150 لاجئاً من السوريين في لبنان بالعودة إلى سوريا، وبما أنهم لا يحملون الجنسية اللبنانية، لم يتمكنوا من الإقامة في المدارس التي تم إسكان السكان المحليين فيها. هؤلاء اللاجئون يعيشون في ظروف صعبة في منطقة بصيدا منذ 15 يوماً وهم في انتظار المساعدة.
وقال اللاجئ السوري محمد علي أبو محمود: “نحن هنا لاجئون. قدمنا من جنوب النبطية. عدد كبير من الناس نزحوا من هناك. تم إحضارنا إلى هنا لكننا لا نعلم ما هو المخطط القادم.”
وأضاف أبو محمود أن المنطقة تفتقر إلى الغذاء، والنظافة، ووسائل الإقامة، كما أن المسجد القريب أغلق مرافقه الصحية.
وقال: “قدمت لنا الحكومة اللبنانية الكثير من المساعدة، لكننا لا نعلم ما يخبئه لنا المستقبل.”
كما أشار عبد السلام، وهو أحد اللاجئين السوريين، إلى أن الشتاء على الأبواب، ومع انخفاض درجات الحرارة ستزداد المشاكل التي يعاني منها الناس، أما أبو عمار، فقد أكد أن عدم توفر مواد التنظيف يحول دون الحفاظ على النظافة، محذراً من أن الاستمرار في هذه الظروف قد يؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد
التعليقات مغلقة.