أجاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أسئلة الصحفيين في الطائرة أثناء عودته من زيارته إلى السعودية وأذربيجان، وأكد أردوغان رغبته في تحسين العلاقات بين تركيا وسوريا، قائلاً: “ما زلت أضع أملي في اللقاء مع بشار الأسد”.
ووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت عن موقع “BBC TÜRKÇE“، كان أردوغان قد ظهر في الصورة الجماعية خلال القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية التي عُقدت في العاصمة السعودية الرياض، بجانب الرئيس النظام السوري بشار الأسد.
رغم تأكيد على أمله في اللقاء مع بشار الأسد، لم يستمع لكلمته في القمة العربية الإسلامية!
وأشار أردوغان إلى أنه لم تسنح له الفرصة للاستماع إلى خطاب بشار الأسد خلال القمة، معبّراً عن رغبته في اللقاء مع بشار الأسد قائلاً: “ما زلت أضع أملي بشار الأسد. لدي أمل في أن نجتمع ونصلح العلاقات بين سوريا وتركيا إن شاء الله”.
وأضاف أردوغان قائلاً:
“علينا القضاء على التنظيمات الإرهابية بين سوريا وتركيا. هناك أرضية لتحقيق سلام عادل ودائم في سوريا، والخطوات المطلوبة لتحقيق ذلك معروفة. نحن مددنا يدنا نحو الجانب السوري من أجل التطبيع. ونعتقد أن هذا التطبيع سيفتح الباب أمام السلام والاستقرار في الأراضي السورية”.
وأكد الرئيس أردوغان أن “وحدة الأراضي السورية” ليست مهددة من قبل تركيا، بل من قبل “التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها PKK/PYD/YPG”.
ودعا أردوغان الأسد إلى “الإدراك الكامل لهذا الوضع، واتخاذ خطوات لإطلاق مرحلة جديدة في سوريا من أجل استعادة السيطرة على بلاده”. كما قال: “إعادة إحياء العلاقات بيني وبين الأسد سيؤدي إن شاء الله إلى تخفيف كبير في التوتر بالمنطقة”.
وعلى هامش حديثه عن احتمالية اللقاء مع بشار الأسد، شدد أردوغان على احترام تركيا لوحدة الأراضي السورية، مؤكداً أنه لا ينبغي لأحد أن يشكك في هذا الأمر، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى استعداد تركيا للقيام بعمليات عابرة للحدود إذا شعرت بأي تهديد.
وتابع قائلاً:
“شمال سوريا يعاني من حالة عدم استقرار تام، وهذا يوفر بيئة مواتية للتنظيمات الإرهابية للاستفادة من الفوضى وترسيخ وجودها هناك. عدم الاستقرار في سوريا ووجود التنظيمات الإرهابية فيها يمثلان خطراً أمنياً علينا”.
وأضاف أردوغان أن هناك “مناطق لا تزال تحت سيطرة الإرهابيين” على الحدود التركية، مما يشكل تهديداً لأمن البلاد. وأكد قائلاً: “لا يمكن تحقيق الأمن الكامل دون تنظيف تلك المناطق تماماً وتجفيف مستنقعات الإرهاب”.
تقييم فوز دونالد ترامب بالرئاسة
وتناول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة مجددًا، مشيرًا إلى أنه يتطلع إلى بداية مرحلة جديدة ومختلفة في العلاقات التركية-الأمريكية.
وأكد أردوغان أن التوقع الأساسي يتمثل في اتخاذ خطوات تحقق مكاسب للطرفين.
وقال أردوغان:
“سنلتقي مع السيد ترامب في الاجتماعات الدولية أو خلال اللقاءات الثنائية، ومن خلالها سنحدد بشكل أفضل كيفية تقييم المرحلة القادمة”.
وأضاف:
“حاليًا، علينا أن نرى كيف سيتم تشكيل كابينته، وكيف ستبدو… الكابينة التي سيشكلها السيد ترامب ستتيح لأعضاء حكومتي وأعضاء حكومته فرصة للتعرف على بعضهم بشكل أفضل. بناءً على ذلك، سنحدد خطواتنا المستقبلية. وفي هذا السياق، فإن دور نواب الرئيس ووزراء الخارجية مهم جدًا”.
أهمية الاقتصاد والاستثمارات
وأشار أردوغان إلى أن إدارة ترامب ستعتبر الاقتصاد هدفًا أساسيًا لها. كما شدد على أن تركيا، بموقعها الاستراتيجي وشبابها النشط، تعد دولة توفر فرصًا استثمارية واعدة.
وأضاف أن هناك إمكانية لخلق فرص جديدة لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز الاستثمارات، لا سيما في مجالات الطاقة، البنية التحتية، والتكنولوجيا.
انتقادات للمعارضة
وعند حديثه عن الوضع الداخلي، انتقد أردوغان المعارضة، معتبرًا أنها “لم تفهم أهمية الحفاظ على الجبهة الداخلية متماسكة”.
واتهم المعارضة بالانشغال بـ”القضايا السياسية اليومية والمكاسب الشخصية والمصالح الضيقة”، في حين أن الحكومة تعمل على قراءة المخاطر الإقليمية والعالمية وتطوير سياسات طويلة المدى.
وأكد أردوغان أن الحكومة تسعى للحفاظ على الجبهة الداخلية قوية، مع مواصلة محاربة الإرهاب بلا تهاون.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد
التعليقات مغلقة.