ماذا فعل الاحتلال الإسرائيلي القاتل بجثمان الشهيد التركي حسن ساكلانان؟

يُطالب ذوو الشهيد التركي حسن ساكلانان، الذي استشهد برصاص الشرطة الصهيونية القاتلة في القدس المحتلة، بجلب جثمانه إلى تركيا، في حين لا يزال مصير جثمانه مجهولًا.

ووفقاً لما نقله وترجمه فريق كوزال نت عن موقع “Haber7” الإخباري التركي، فإن جثمان الشهيد التركي حسن ساكلانان، الذي استشهد في الثلاثين من أبريل/نيسان 2024 على يد الشرطة الصهيونية الاحتلالية في القدس، لم يُسلم إلى تركيا منذ مدة تزيد على أسبوعين.

ولم تقدم السلطات الصهيونية أي توضيح حول مصير جثمان الشهيد التركي حسن ساكلانان لمدة 13 يومًا.

جهود مشتركة بين وزارة الخارجية التركية وحركة حماس لمعرفة مصير الشهيد التركي حسن ساكلانان

وذُكر أن وزارة الخارجية التركية تدخلت لإحضار جثمان الشهيد التركي حسن ساكلانان إلى البلاد، والذي تنحدر أصوله إلى ولاية شانلي أورفا جنوب شرق تركيا، كما أشير إلى أن حركة حماس في فلسطين طرحت أيضا وضع حسن ساكلانان في مفاوضات وقف إطلاق النار مع الكيان الصهيوني.

وما تزال عائلة الشهيد ساكلانان تنتظر.

من جهة أخرى، ذُكر أن حسن سكلانان الذي كان يعاني من الاضطراب الشديد جراء هجمات الإبادة الجماعية في غزة قام بمحاولة السفر إلى المنطقة أربع مرات.

وأُفيد أن الشهيد ساكلانان كان يصلي في المسجد الأقصى المبارك قبل استشهاده في القدس.

لم يتم تسليم الجثمان بعد إلى تركيا

عزيز ياكا، أحد أقارب حسن ساكلانان، أكد في تصريح لـموقع “Haber7″أن عائلته وأقربائه يجددون طلبهم بنقل جثمان الشهيد إلى تركيا.

وقال ياكا: “الجثة لم تُسلم بعد. لا توجد أي تطورات إيجابية أو أخبار عن حسن، صراحةً. نحن على اتصال مع وزارة الداخلية التركية ومكتب الشؤون الدينية والنواب المحليين. لم يتم الوصول إلى أي نتيجة.”

وأشار ياكا إلى أن مصير جثمان الشهيد لا يزال غير معروفاً، وأنهم لم يتلقوا رداً مرضياً من الجهات المعنية في الدولة، قائلاً: “لم يصدر أي بيان من أعلى مستويات الدولة. قالوا لنا ‘نحن نعمل على الأمر’.

وتابع ياكا “كما اتصل بنا زعيم حماس إسماعيل هنية وقال إن بإمكانهم إجراء تبادل إذا لزم الأمر، في الواقع، هذه قضية تركيا، لكن لم يتم طرحها حتى الآن. لم يصدر أي توضيح على الإطلاق. نحن ما زلنا في انتظار التطورات”.

عزيز كايا رفقة شهيد القدس التركير البطل حسن ساكلانان

لقد حاول الذهاب 3 مرات من قبل

وبعد عملية “طوفان الأقصى” التي نفذها المجاهدون الفلسطينيون في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي تسببت في إثارة غضب كبير ضد الهجمات الإرهابية التي شنتها دولة الكيان الصهيوني على قطاع غزة، أُشير إلى أن التركي حسن ساكلانان قام بمحاولات للسفر إلى المنطقة أربع مرات. 

وأكد عزيز ياكا أن حسن ساكلانان قام بثلاث محاولات سابقة للذهاب ونجح في الرابعة. 

وفي حديثه، قال: “كان صديقي المقرب، كان أخي في الحياة. وكان رحيله خسارة لا يمكن تعويضها في حياتي.”

أطفال الشهيد ساكلانان

 

اشترى تذكرة إلى الأردن في محاولته الأولى

وأوضح ياكا أن الشهيد التركي حسن ساكلانان كان يحاول الذهاب إلى غزة منذ يناير/كانون الثاني 2024، قائلاً:

“كان يقوم بأداء الإمامة في القرية. ذهبنا معًا إلى دار الإفتاء. كان يطلب مني منذ شهور بشدة أن نذهب. حتى حجزنا تذاكر للأردن. قمنا بالتسوق في السوق، واشترينا ملابس وحقائب ظهر. في نهاية يناير/كانون الثاني 2024، ذهبنا إلى دار الافتاء، وكان يخطط لطلب إجازة لمدة ثلاثة أشهر. كان لديه نية؛ ‘إذا تمكنت من الوصول إلى فلسطين بعد الذهاب إلى الأردن، فلن أعود. إذا لم أجد طريقًا من هناك، فسأعود وأواصل خدمتي. ثم إذا وجدت الفرصة، سأعود مرة أخرى.’

ذهبنا إلى دار الافتاء وتحدثنا مباشرة مع المفتي. لم يرغب المفتي في إعطاءه إجازة مجانية. لم يكن يعلم الأمر، ولم يكن لديه فكرة عن مغادرته. لديه حق في الحصول على إجازة مدفوعة الأجر بالفعل. ولكن لم يكن هذا مقدرًا. لم يسمح المفتي بذلك بشكل غير مباشر. وقد جرى إلغاء التذكرة أيضًا. وكانت هذه أول محاولة له للذهاب.”

في محاولته الثانية، عبر إلى سوريا تهريباً

وأكد عزيز ياكا أن الشهيد التركي حسن ساكلانان لم يتخلّ عن فكرة الذهاب إلى القدس أبدًا، حيث أشار إلى أنه ذهب إلى سوريا للمرة الثانية بهدف السفر إلى فلسطين بطرق غير شرعية. 

وأوضح ياكا أنه قد تم احتجازه في سوريا من قبل منظمة ما، وأن هذه المنظمة هي الجيش الوطني السوري “الحر” على الأغلب. وأضاف ياكا:

“في المحاولة الثانية، ذهب من هنا إلى الحدود السورية. كان من السهل عبور الحدود بسبب حالة الحرب في سوريا، فيما كان من الصعب مغادرة تركيا إلى سوريا بشكل رسمي. أعتقد أنه جرى القبض عليه من قبل الجيش السوري الحر. احتجزه السوريون لمدة 3-4 أيام للاستجواب حول ما إذا كان جاسوسًا أم لا. بعد التحقق من سجله وعدم وجود أي تهديد، جرى الإفراج عنه  وإعادته إلى جانب تركيا. لكنهم لم يكشفوا عن هويتهم الفعلية. لم يكن يخطط للدخول من هناك بالأساس بسبب الحظر عبر معبر أكتشاكالى-تل أبيض. لذا دخل بطرق غير شرعية.

فيما حاول في المحاولة الثالثة التواصل مع منظمات في سوريا. لكن دون جدوى.”

مضى إلى درب الشهادة في محاولته الرابعة

وأوضح عزيز ياكا، الذي أشار إلى أن اسم الشهيد حسن سكلانان ظهر بالصدفة في رحلة القدس التي نظمت في تركيا، قائلاً:

“كانت المحاولة الرابعة صدفة. بذل كل جهده واجتهاده لكنه لم يتمكن من الذهاب، ولكن يتم تنظيم برنامج لرحلات القدس على مستوى تركيا. هنا، مثل اليانصيب، ظهر اسم حسن سكالانان ويتم إرساله في رحلة إلى القدس. ذهب 3 أشخاص من شانلي أورفا في الرحلة. وبالتوفيق من الله جاء اسمه في الرحلة. وكان حسن واحداً من الأشخاص الثلاثة.

وتواصلنا مع أحد الأشخاص الذين ذهبوا من هناك، وقالوا لنا أنهم دعوا حسن للخروج معهم للرحلة عندما كانوا في الفندق الذي نزلوا فيه، فقال حسن: “أشعر ببعض الاضطراب. ربما أنضم إليكم لاحقًا.” ثم خرج أصدقاؤه في الرحلة. ثم خرج حسن بعد رحيلهم. كما رأيتم في الفيديوهات، يشتري سكينًا وما إلى ذلك. ثم ذهب إلى المسجد الأقصى وأدى الصلاة، وقام بعمليته البطولية التي أسفرت عن استشهاده.”

وأضاف ياكا “كما حضر ممثلو حماس وقدموا لنا تعازيهم”، وما نقلوه لنا هو أن المسافة كانت بين المعلم حسن والمسجد الأقصى تبلغ 400 متر، وأول ما فعله المعلم حسن بعد الصلاة هو القيام بعمليته البطولية.

اللحظات الأولى لعملية ساكلانان

إعداد وتحرير وترجمة: عبد الجواد أمين حميد

التعليقات مغلقة.