لم يعد الشباب يرضون بأي وظيفة في تركيا، إذ تعتمد المؤسسات الصناعية، والمصانع، والحقول على قوة العمل السورية بسبب هذا الوضع، يذكر رؤساء المناطق الصناعية هذا الواقع في كل مناسبة، ورغم ذلك كله لم يسلم السوريين في مدينة قيصري من العنصرية!
ووفقاً لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت عن صحيفة “el-aziz” التركية، يعتبر زعماء وقادة المجتمع المخادعون من أكثر الأشخاص درايةً بمساهمة السوريين في الاقتصاد التركي. ولهذا السبب، يقومون باستفزاز السوريين مرارًا وتكرارًا، مما يؤدي إلى تقسيم البلاد وإحداث صراعات، ويستهدفون بذلك أيضاً الاقتصاد التركي، ما أسفر عن مغادرة 3 آلاف سوري من قيصري بعد الأحداث الأخيرة.
تأثير رحيل العمال السوريين في مدينة قيصري، يُحدث أزمة!
في قيصري، طالت أعمال التخريب العنصرية ضد السوريين قلب المدينة الصناعي، منطقة الصناعة المنظمة (OSB).
وعلى الرغم من أن الأوضاع بدت مستقرة بعد الأحداث التي وقعت في 30 يونيو/حزيران و1 يوليو/تموز 2024، فإن السوريين الذين يساهمون بشكل كبير في سد النقص العمالي في الصناعة بدأوا في مغادرة المدينة.
في غضون ثلاثة أسابيع، غادر المدينة ثلاثة آلاف عامل سوري.
و أكد رجال الأعمال الذين تحدثت معهم الصحيفة أن “العمال السوريين يملؤون فراغًا مهمًا، وإذا لم يعودوا، سيكون من المحتم علينا توظيف عمال هنود، إيرانيين أو مهاجرين آخرين”.
ولكن عندما يتعلق الأمر بالكشف عن أسمائهم، يخشى أصحاب العمل الذين أعربوا عن استيائهم من المخربين القيام بذلك.
السوريون يسدون العجز
وفقًا لدراسة ميدانية أجرتها صحيفة “يني شفق“، توقفت 15 شركة عن الإنتاج في منطقة الصناعة المنظمة في قيصري، حيث يوجد 1605 شركة، بعد الهجمات الأخيرة ضد السوريين في مدينة قيصري.
ومن جهة أخرى، غادر 10% من العمال السوريين، أي 3000 عامل من أصل 30 ألف عامل سوري، وظائفهم وعادوا إلى سوريا.
وهناك قلق كبير من أن يترك باقي العمال السوريين في مدينة قيصري، الذين يشكلون العمود الفقري لمنطقة الصناعة المنظمة، وظائفهم بسبب الاستفزازات. في قيصري، التي تضم خمس جامعات، يسعى جميع الشباب تقريبًا إلى الالتحاق ببرامج دراسية لمدة عامين أو أربعة أعوام، ليتمكنوا بعدها من العمل في وظائف مكتبية. وبالتالي، لا يتوفر عمال للعمل في وظائف الفئة المتوسطة. وبهذا، يسد السوريون هذا النقص من خلال العمل في مجالات مثل التجميع، والتغليف، والتعبئة، والنقل.
الاستعانة بعمال من دول أخرى أمر لا مفر منه!
البيئة الفوضوية التي يتم محاولة خلقها في المدينة تزعج رجال الأعمال إلى جانب السوريين في مدينة قيصري.
ويوضح رجال الأعمال أن العمال السوريين يتحملون أدوارًا مهمة في الوظائف التي لا يرغب العمال الأتراك في العمل بها، ويؤكدون أنه في حال عودتهم، سيكون من المحتم توظيف عمال مهاجرين من الهند أو إيران أو جنسيات أخرى.
ومع ذلك، يشيرون إلى أن هناك تراكمًا من الخبرات لمدة 13 عامًا، ويجمعون على أن ترحيل السوريين قد يسبب أضرارًا كبيرة.
لا يوجد حتى بيان إدانة
بعد بدء الهجمات على خلفية ادعاءات التحرش، جرى رشق منازل السوريين في مدينة قيصري بالحجارة، ونهب المحلات التجارية، وإحراق السيارات. وتعرض السوريون للضرب في الشوارع.
ووفقًا للمعلومات التي حصلت عليها صحيفة “يني شفق” من الميدان، لم يتمكن السوريون من الذهاب إلى العمل في المناطق الصناعية خلال الأسبوع الأول بعد الأحداث.
وخلال الأسابيع الماضية، تعطلت معظم الشركات في المنطقة الصناعية التي تضم 1,605 شركة، بينما توقفت 15 منها عن الإنتاج تمامًا.
وأخذ بعض أصحاب الشركات، الذين سقطوا في فوضى كبيرة، السوريين الذين يشعرون بالقلق إلى العمل بسياراتهم الخاصة.
وعلى الرغم من تأثر أرباب العمل الأتراك بشكل كبير بالأحداث،فإنهم لم يتمكنوا من إدانة المخربين العنصريين أو إصدار بيان لحماية عمالهم.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد
التعليقات مغلقة.