الشرع: وحدة الأراضي السورية خط أحمر! وقد توصلنا إلى اتفاق رباعي مع قسد!
قال الرئيس السوري أحمد الشَرَع إن بلاده متمسكة بوحدة أراضيها، مؤكداً استحالة تقسيم سوريا، مشدداً على أن وحدة الأراضي السورية خط أحمر.
ووفقاً لما تابعه ونقله فريق تحرير منصة كوزال نت عن وكالة سانا الرسمية السورية، وصف الشرع الداعين إلى تقسيم سوريا بأنهم “جهلة وحالمون”، مضيفاً: “لقد جرى التوصل إلى تفاهم أولي حول مسودة اتفاق تشارك فيه سوريا وقوات سوريا الديمقراطية وتركيا، إلى جانب الأميركيين. وإذا اتفقت هذه الأطراف الأربعة على أمر ما، فإنه سيتحقق.”
جاءت تصريحات الشَرَع خلال لقائه في إدلب مع أكاديميين ووجهاء مجتمع وممثلين عن منظمات مدنية، حيث تناول التحديات الحالية وخارطة الطريق للمرحلة المقبلة.
وأشار إلى أن من بين أعقد الملفات التي تواجه سوريا، ما شهدته محافظة السويداء مؤخراً من مواجهات، موضحاً أن جذور المشكلة تعود إلى نزاعات تاريخية ممتدة منذ 150 عاماً بين البدو والدروز. وأكد أن هدف الدولة ليس حل هذه الأزمة الجذرية بشكل فوري، بل “إدارة الخلاف عبر منع تفاقم الصراع”.
واتهم مجموعة صغيرة “تهربت من الحوار المباشر وتسعى وراء أوهام مدمّرة” بالمسؤولية عن تأجيج الأزمة، لافتاً في هذا السياق إلى الدور المؤثر لزعيم ديني درزي بارز هو حكمت الهجري.
اعتراف بوجود تجاوزات
وقدّم الشَرَع مراجعة لافتة، مشيراً إلى أن جميع الأطراف ارتكبت انتهاكات خلال الأحداث الأخيرة، فقال: “لم تكن الانتهاكات حكراً على البدو ضد الدروز، بل ارتكب الدروز أيضاً مخالفات بحق البدو، وكل ذلك موثّق. ومن باب الشفافية أؤكد أن بعض عناصر الأمن والجيش السوري ارتكبوا بدورهم تجاوزات. نحن اعتدنا أن نواجه مشاكلنا بصراحة كاملة.”
الكيان الصهيوني يحاول الاستفادة من الفوضى لتفتيت وحدة الأراضي السورية
وحذّر شَرَع من مساعي الكيان الصهيوني لاستغلال حالة الفوضى في سوريا، قائلاً إنها تتدخل بشكل مباشر لإضعاف الدولة وتسعى إلى تقسيم سوريا. وأكد أن الرهان على قوى إقليمية كالكيان الصهيوني أمر بالغ الصعوبة، مضيفاً: “الجنوب منطقة مكتظة بالسكان، وأي عدو يريد اختراقها سيجد نفسه مضطراً لوضع شرطي على باب كل بيت، وهو أمر مستحيل عملياً.”
وأوضح أن سياسة الدولة تقوم على خطوات محددة هي: تثبيت وقف إطلاق النار، ضمان عودة النازحين بسرعة، ترسيخ السلم الأهلي، والأهم محاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات أياً كانت هويتهم.
تفاهم مع قوات سوريا الديمقراطية
وعن الوضع في شمال شرق البلاد، كشف الشَرَع أن مفاوضات مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أسفرت عن أول اتفاق منذ عشر سنوات، موضحاً أن التفاهم لا يقتصر على الفاعلين المحليين فحسب، بل يشمل أطرافاً إقليمية ودولية، حيث قال: “لقد تم التوافق على مسودة اتفاق يشارك فيه السوريون وقسد وتركيا، إضافة إلى الأميركيين. وإذا اجتمعت هذه الأطراف على شيء، فإنه يتحقق.”
لكنه وجّه انتقادات إلى قسد، مبيّناً أن مواقفها في المفاوضات والإعلام لا تنسجم دائماً مع ممارساتها على الأرض، وأضاف: “بيننا وبين قسد اتفاق تاريخي، ونحن نناقش آليات تطبيقه.”
وحدة الأراضي السورية خط أحمر
ورغم الضغوط والصعوبات، عبّر الشَرَع عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى تسوية سلمية، قائلاً: “أنا متفائل بأن يُحل الملف خلال أشهر قليلة بشكل سليم. سوريا لن تتنازل عن شبر واحد من أراضيها، مع ضمان حقوق الجميع في إطار الدستور والقانون.”
وانتقد بشدة الدعوات إلى تقسيم سوريا، معتبراً أن “التقسيم وهم سياسي نابع من الجهل”، مؤكداً أن التركيبة الاجتماعية والسياسية والثقافية لسوريا تجعل تجزئتها أمراً مستحيلاً. وأضاف أن القوى الدولية الكبرى تخشى من تغيير الخرائط لأنه قد يفتح الباب أمام تداعيات لا يمكن ضبطها.
دولة مدمَّرة واقتصاد منهك
وتحدث الشَرَع أيضاً عن التحديات التي واجهتها حكومته عند تسلّم السلطة، قائلاً: “تسلّمنا دولة مدمّرة، خزانة شبه فارغة، وإدارة مثقلة بالبيروقراطية ومشكلات مالية جسيمة.” وأكد أنهم رفضوا اللجوء إلى القروض الربوية المرهِقة، مفضلين الاعتماد على الموارد الذاتية والاستثمارات.
وكشف عن تأسيس “صندوق للتنمية” يمول من تبرعات السوريين في الداخل والخارج، على أن تُوجَّه موارده لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة، ودعم الزراعة والمشاريع الصناعية الصغيرة بقروض بلا فوائد.
وأعلن شَرَع أن قيمة الاستثمارات المباشرة التي دخلت سوريا خلال الأشهر السبعة الماضية بلغت 28.5 مليار دولار، متوقعاً أن تصل إلى 100 مليار دولار بنهاية العام. وأوضح أن هذه الاستثمارات ليست تدفقات نقدية مباشرة، لكنها تنعكس في توفير فرص العمل وبناء البنى التحتية، بما يسهم في إنعاش الاقتصاد الوطني.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.