انفجار منبج: الهجوم الأكثر دموية في حقبة ما بعد الأسد!
لقي ما لا يقل عن 20 عاملاً زراعياً، بينهم 14 امرأة، مصرعهم قبل يومين في تفجير مركبة مفخخة على أحد الطرق الرئيسية خارج مدينة منبج، شمالي سوريا، ويعدّ انفجار منبج الإرهابي، الهجوم الأكثر دموية منذ تغيير السلطة في البلاد.
ووفقاً لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت، أفادت منظمة “الدفاع المدني السوري” بأن جميع الضحايا من العمال الزراعيين انفجار منبج، بينما حذّر أحد مسؤولي المنظمة، في تصريح لوكالة “رويترز”، من احتمال ارتفاع عدد القتلى.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، لكن وكالة “الأناضول” نقلت عن مصادر أمنية محلية ترجيحها أن يكون تنظيم “PKK/YPG” وراء التفجير.
وشهدت منبج خلال الأيام الماضية انفجارين آخرين، كان أحدهما يوم السبت 1 فبراير/شباط، حيث استهدف تفجير بسيارة مفخخة وسط المدينة، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة تسعة آخرين، بينهم أطفال، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية “سانا”.
الرئاسة السورية تتوعد المتورطين في انفجار منبج
وفي بيان صادر عن الرئاسة السورية، توعّد المسؤولون بمحاسبة منفذي “الهجوم الإرهابي”، مشددين على أن مرتكبي هذا “الجُرم” سيواجهون أقسى العقوبات، ليكونوا عبرة لكل من يحاول المساس بأمن سوريا وشعبها.
وتقع مدينة منبج غرب نهر الفرات، وقد شهدت تغييرات متكررة في السيطرة خلال سنوات الحرب.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2024، استولت قوات من المعارضة السورية على المدينة بعد انتزاعها من “قسد”، التي تضم في صفوفها “وحدات حماية الشعب” (YPG)، الجناح العسكري لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD). وتعتبر تركيا “PYD” و”YPG” امتداداً لحزب “العمال الكردستاني” (PKK)، وتصنفهما كمنظمات إرهابية.
وكانت “قسد” قد سيطرت على منبج عام 2016 بعد انتزاعها من تنظيم “داعش”.
يُذكر أن نظام الرئيس بشار الأسد قد سقط في 8 ديسمبر/كانون الأول، عقب هجوم قادته “إدارة العمليات العسكرية لفصائل المعارضة السورية، ليتم فيما بعد تسمية أحمد الشرع رئيساً مؤقتاً لسوريا خلال المرحلة الانتقالية.
وتقع منبج على بعد نحو 40 كيلومتراً من الحدود التركية، ووفقاً لآخر إحصاء سكاني أُجري قبل اندلاع الحرب، كان عدد سكانها يقارب 100 ألف نسمة.
ما أهمية منبج؟
تُعدّ مدينة منبج، التي يقطنها العرب والأكراد، ذات غالبية سكانية سنية.
وفي عام 2012، انتقلت السيطرة على المدينة إلى “الجيش السوري الحر”، الذي كان يُعرف حينها بالمعارضة المسلحة. لكن في عام 2014، تمكن تنظيم “داعش” من بسط نفوذه على المدينة.
وفي أغسطس/آب 2016، وبعد حصار دام قرابة شهرين، نجحت قوات سوريا الديمقراطية، بدعم من الولايات المتحدة، في استعادة السيطرة على المدينة من قبضة التنظيم. ومنذ ذلك الحين، تولى “مجلس منبج المدني” إدارة الشؤون المحلية وتقديم الخدمات الأساسية للسكان.
وتعارض تركيا وجود “وحدات حماية الشعب” (YPG) في المناطق الواقعة غرب نهر الفرات، فيما تعتبرها الجماعات الكردية نقطة استراتيجية تربط بين كانتونات الجزيرة وكوباني شرقاً وعفرين غرباً، ما يجعلها ممراً رئيسياً لتعزيز التواصل بين هذه المناطق.
وكانت أنقرة قد أعربت مراراً عن قلقها من احتمال إنشاء “ممر كردي” جنوب حدودها، عبر ربط كانتوني عفرين وكوباني. ومنذ استعادة المدينة من “داعش”، تطالب تركيا بانسحاب “وحدات حماية الشعب” منها.
وفي عام 2017، صرّح صالح مسلم، زعيم “حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD)، بأن السيطرة على منبج ضرورية لضمان أمن “اتحاد شمال سوريا-روج آفا”، الذي أعلنه الأكراد، ولحماية النظام الإداري الذي تم تأسيسه في المنطقة.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.