مع استمرار الحوار بين أنقرة ودمشق، بلغ عدد السوريين العائدين طوعاً لبلادهم من تركيا 100 ألف سوري في يونيو/حزيران ويوليو/تموز 2024، ومع ذلك، فإن مؤيدي ومليشيات إيران الذين لا يشعرون بالارتياح لهذا الأمر، يهددون في كل فرصة.
ووفقاً لما ترجمه ونقله فريق تحرير منصة كوزال نت عن صحيفة “turkiyegazetesi“، فقد بدأت الخطوات المتبادلة للتطبيع بين أنقرة ودمشق ب تؤتي ثمارها بالفعل.
ففي الفترة من يونيو/حزيران إلى يوليو/تموز 2024، عاد 100 ألف سوري من تركيا إلى بلدهم.
وفي الشهر الأخير فقط، استقرت أكثر من 100 عائلة في حلب.
وفي معبر كساب الجمركي، الذي يعد البوابة الوحيدة للوصول إلى مناطق سيطرة النظام، لوحظ ازدحام شديد، وعاد مئات الأشخاص إلى ولايات مثل دمشق، اللاذقية، حمص وحماة التي تخضع لسيطرة الأسد.
متوسط عدد السوريين العائدين طوعاً لبلادهم يتراوح بين 300-500 يوماً!
وقد جرى رصد مغادرة متوسط يومي يتراوح بين 300 و500 سوري إلى مناطق سيطرة النظام. واختار معظم العائدين مؤخرًا مناطق إدلب والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، كما أن العائدين إلى مناطق النظام شاركوا تجربتهم مع صحيفة تركيا، حيث ذكروا أن الظروف في حلب أصبحت أفضل مقارنة بالسنوات السابقة، ولكن المدينة ما زالت تحمل آثار الحرب بشكل كبير، مع استمرار مشكلات الكهرباء والبنية التحتية.
أحمد ساهل، الذي عاد إلى حلب بعد أن عاش في غازي عنتاب لمدة ثماني سنوات، قال: “عدت إلى منزلي مع زوجتي وخمسة من أبنائي وأحفادي. هنا فقط قمنا بإبلاغ السلطات بعودتنا وأعدنا تسجيل أنفسنا. لم يكن هناك أي تحقيق أو سوء معاملة”.
أما وليد غازي أحد السوريين العائدين طوعاً لبلادهم، وذي الأصول التركمانية، فأوضح أن هناك بعض الانتعاش البسيط في حلب التي تعتبر قاعدة الإنتاج في الشرق الأوسط، وقال: “حاليًا، أكبر مشكلة هي الكهرباء. لكن الصين تقوم ببناء محطة كهرباء كبيرة. سيتم زيادة فترة التزويد اليومي إلى ثماني ساعات قريبًا. العائدون يستلمون محلاتهم ومنازلهم وأراضيهم من خلال التقدم إلى المؤسسات الرسمية”.
إيران غير مرتاحة للتطبيع المرتقب
من جهة أخرى، أبدت الميليشيات الإيرانية وبعض المجموعات من الشبيحة استياءها من تزايد حركة السوريين العائدين طوعاً لبلادهم، حيث نشروا رسائل تهديد استفزازية ضد السوريين في كل فرصة وجدواها، سواء كانت شفوية، مكتوبة أو مرئية.
نفس الجهات أعادت نشر العديد من مقاطع الإعدام والتعذيب بحق السوريين والتي تعود للفترة بين 2012-2015.
وبعد رسائل التهدئة بين تركيا والنظام السوري، لوحظ استهداف المجموعات لبعض الشخصيات المقربة من الأسد.
وأفادت مصادر تحدثت إلى صحيفة تركيا أن تقارب دمشق وأنقرة أزعج طهران، ما دفعها لزيادة الضغط على الأسد.
ويُذكر أن الفترة بين 2013-2024 شهدت توطين ما لا يقل عن 200 ألف شيعي مؤيد لإيران في سوريا من مختلف الدول.
وفي غضون ذلك، ذكر مصدر تحدث إلى الصحيفة في أنقرة أن روسيا قدمت وعودًا للسكان المدنيين بالعودة إلى حلب التي أُخليت في عام 2016، ولكن لم يحدث تغيير كبير رغم مرور ثماني سنوات، وأنه يجب على موسكو اتخاذ المزيد من المبادرات في الفترة الجديدة.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد
التعليقات مغلقة.