ما تزال تحتفظ بها.. ما هي أوراق إيران في سوريا بعد سقوط الأسد؟
تعكس التصريحات الإيرانية المتكررة بشأن الوضع في سوريا عدم تقبل طهران للهزيمة التي لحقت بها بعد سقوط النظام السابق وفرار بشار الأسد من البلاد، بما في ذلك تشكيل إدارة جديدة مؤقتة تتولى إدارة الحكم، مكونة من الفصائل العسكرية التي كانت تقاتل النظام، فما هي أوراق إيران في سوريا بعد سقوط الأسد.
فريق كوزال نت رصد تحليلاً خاصاً نشره موقع تلفزيون سوريا حول أوراق إيران في سوريا التي تستطيع بها التأثير على الأوضاع في البلاد بعد سقوط حليفها البائد بشار الأسد ونظام حكمه.
ووفقاً للتحليل الذي أورده موقع القناة، في 22 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أطلق المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، تصريحًا جديدًا وصف فيه ما أسماه بـ”توهم أميركا وإسرائيل بتحقيق النصر في سوريا”.
وقد جاء هذا التصريح بعد أقل من أسبوع من تصريحات مشابهة، نفى فيها تعرض إيران لأي ضعف بعد سقوط الأسد، وأكد أن أميركا وإسرائيل مخطئتان في اعتقادهما أن المقاومة في سوريا قد انتهت.
أوراق إيران في سوريا ومصالحها التي تريد حمايتها
تُظهر طهران إصرارًا على الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في سوريا، مع رفضها تقبل التغيرات الجديدة التي تمنح منافسيها الإقليميين، وعلى رأسهم تركيا، التي اكتسبت تفوقًا مهمًا عليها في سوريا بمكوناتها الجديدة.
فقد وجدت نفسها بشكل مفاجئ أمام خطر فقدان المكاسب التي استثمرت فيها سنوات من الجهد والمال، بهدف تأمين طريق بري يصلها بالبحر المتوسط عبر العراق وصولًا إلى السواحل السورية واللبنانية.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية تحدثت لموقع تلفزيون سوريا، تسعى طهران للتواصل مع بعض الجهات الدولية، وعلى رأسها السعودية، التي شهدت علاقاتها معها تحسنًا ملحوظًا خلال العامين الأخيرين. وتطالب هذه الجهات بضمان الحفاظ على مصالح إيران في المنطقة بشكل عام، وفي سوريا بشكل خاص.
وأوضحت المصادر أن إيران لا تعارض الانفتاح على الإدارة السورية الجديدة، لكنها تسعى للتأكد أولاً من أن هذه الإدارة لن تعمل بالتنسيق مع الأطراف الدولية والإقليمية ضد المصالح الإيرانية. ولهذا السبب، أكدت طهران استعدادها لإعادة فتح سفارتها في دمشق بمجرد أن تتهيأ الظروف المناسبة لذلك.
أحد أوراق إيران في سوريا الباقية.. ضباط نظام الأسد الفارين قرب حدود العراق!
وكشفت مصادر أمنية لموقع تلفزيون سوريا أن إيران تحتفظ بعدد من ضباط نظام الأسد في مواقع تخضع لنفوذها قرب الحدود العراقية.
ومن بين أبرز هؤلاء الضباط، علي مملوك، بالإضافة إلى ضباط أمن من الفرقة الرابعة التي كان يقودها ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد.
وقد أشرف الحرس الثوري الإيراني على تأمين هروب ماهر الأسد إلى خارج سوريا، حيث ساعد في وصوله إلى العراق قبل انتقاله إلى موسكو، مع احتمالات بقاء تنقله بين موسكو وطهران.
هؤلاء الضباط يحافظون على تواصلهم مع زملاء آخرين وعناصر من الفرقة الرابعة وأجهزة الاستخبارات العسكرية، الذين لا يزالون منتشرين في ريفي اللاذقية وطرطوس وبعض مناطق دمشق، بينما يلتزم آخرون منازلهم.
ويبدو أن إيران تسعى للحفاظ على علاقاتها مع هؤلاء الضباط، ترقبًا لتطورات المشهد السوري، خصوصًا مع تصاعد التوتر في بعض قرى الساحل السوري نتيجة عمليات التمشيط التي تنفذها القوات الأمنية التابعة للإدارة الجديدة، بهدف القبض على مطلوبين.
قسد.. أحد أوراق إيران في سوريا لمواجهة النفوذ التركي!
ووفقاً لما نشره الموقع، يُحافظ ضباط الحرس الثوري الإيراني على علاقات وثيقة مع تنظيم “قسد”، الذي يضم في صفوفه تشكيلات مرتبطة بشكل مباشر بحزب العمال الكردستاني، الذي يحظى بدعم إيراني واسع.
ووفقًا لمعلومات حصل عليها موقع تلفزيون سوريا، تعتبر إيران كلًا من “قسد”، وحزب العمال الكردستاني، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني في العراق أدوات إقليمية تستخدمها لموازنة النفوذ مع تركيا.
وسواء استمر تنظيم “قسد” في العمل ككيان مستقل شمال شرقي سوريا، أو انخرط ضمن المؤسسات السورية الجديدة كما تطالب العديد من الأطراف الدولية، ستظل إيران محتفظة بجزء من نفوذها في المنطقة، بفضل العلاقة الممتدة مع “قسد” والتي تجاوزت عقدًا من الزمن.
في المقابل، قد يشهد النفوذ الإيراني تراجعًا إضافيًا في المرحلة المقبلة، خاصة مع احتمالية عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، حيث يتوعد بسياسة أكثر صرامة تجاه طهران، إذ أن مِثل هذا التحول قد يضعف قدرتها على تأجيج الاضطرابات في المنطقة، ويجبرها على إعادة صياغة سياساتها وعلاقاتها مع دول الإقليم بما يتلاءم مع الواقع الجديد. كما أنه ليس مستبعدًا أن تسعى الدول الإقليمية مستقبلًا لضمان بعض المصالح الإيرانية في سوريا، في إطار محاولات دفعها نحو تعديل سلوكها بما يخدم استقرار المنطقة.
أعاد تحريرها: عبد الجواد أمين حميد
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.