ما هي حادثة جسر بورالتان التي تحدث عنها الرئيس التركي أردوغان؟
تُعد مجزرة وحادثة جسر بورالتان التي وقعت عام 1945 واحدة من أكثر الحوادث مأساوية في التاريخ التركي.
وبحسب ما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت عن موقع “haber7” الإخباري التركي، تعود هذه المأساة إلى محاولة 193 مواطنًا أذربيجانيًا الهروب من اضطهاد السوفييت واللجوء إلى الأراضي التركية، إلا أنهم قُتلوا بوحشية. فما هو سر حادثة جسر بورالتان؟
تعتبر مجزرة جسر بورالتان حادثة فريدة من نوعها في التاريخ التركي. فالتقاليد التركية تقضي بعدم تسليم اللاجئين مهما كانت الظروف، ولكن هذه الحادثة شهدت تسليم مواطنين أذربيجانيين لجأوا إلى تركيا من أيدي الجنود الروس في مدينة إغدير، حيث تم تسليمهم رغم معرفة ما سيحدث لهم.
وكان الاتحاد السوفيتي، قبل انهياره، يمارس القمع ضد العديد من الشعوب التي كانت تحت سيطرته، وكان من بين هؤلاء 193 مواطنًا أذربيجانيًا فروا إلى الأراضي التركية أملاً في الأمان.
ولكن على الرغم من اعتقادهم بأنهم سيكونون في مأمن، قامت الحكومة التركية في ذلك الوقت بتسليمهم إلى الجنود الروس عند جسر بورالتان، ليتم قتلهم بوحشية، وسط تجاهل الحكومة لهذه الفظاعة.
ما هي حادثة جسر بورالتان؟
في عام 1945، هربت مجموعة من المواطنين الأذربيجانيين من ظلم واضطهاد الاتحاد السوفيتي، ولجأوا عبر جسر بورالتان إلى الأراضي التركية.
وبعد سماع أن هؤلاء المواطنين لجأوا إلى تركيا، تواصل جوزيف ستالين على الفور مع السلطات التركية وطالب بإعادة 193 من اللاجئين.
وبسبب الخوف من اندلاع أزمة دبلوماسية، تم تنفيذ أمر ستالين، إذ أرسلت الحكومة التركية برقية من أنقرة إلى مركز الحدود في إغدير تأمر بإعادة الأذربيجانيين على الفور.
وعلى الرغم من اعتراض المسؤولين الذين تلقوا البرقية، فقد اضطروا إلى إعادة اللاجئين.
وقد جرى تسليم 193 من المواطنين الأذربيجانيين إلى الجنود الروس عبر جسر بورالتان، وما أن عبروا الجسر حتى تم إعدامهم رمياً بالرصاص على يد الجنود الروس.
ولم يحدث قبل أو بعد عام 1945 أن تم تسليم لاجئين إلى موتهم بهذه الطريقة، ولهذا السبب، أصبحت هذه الحادثة معروفة في التاريخ باسم **مجزرة وحادثة جسر بورالتان.
من الذي أعطي الأوامر بتسليم اللاجئين في حادثة جسر بورالتان؟
اتُخذت مسألة عودة اللاجئين الأذريين بقرار مشترك من الرئيس آنذاك عصمت إينونو ومجلس الوزراء. ويُزعم أنه تم اتخاذه من أجل عدم إفساد التحالف بين روسيا وتركيا.
أين يقع جسر بورالتان؟
يقع جسر بورالتان، الذي شهد أتعس قصة في التاريخ، في مدينة إغدير، الواقعة في أقصى شرق تركيا.
وقد عادت الواقعة المؤلمة إلى الواجهة، بعد تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول مسألة عودة اللاجئين السوريين في تركيا.
وقال أردوغان في تصريحاته نهاية أيلول/سبتمبر 2024 حيال ذلك ” نحن نعمل بشكل شامل على إدارة قضايا الهجرة. تستمر جهودنا لمنع الهجرة غير النظامية من مصدرها. كما نواصل العمل بالتشاور مع جميع الجهات المعنية لضمان عودة اللاجئين في بلادنا بطريقة آمنة وكريمة. نحرص على إدارة هذه المرحلة الحساسة بطريقة متعددة الأبعاد دون أن نكرر العار الذي حدث في جسر بورالتان أو أن نضر بمصالحنا التجارية والاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، نتخذ التدابير اللازمة على حدودنا لمنع تدفقات جديدة من الهجرة غير النظامية”
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد
التعليقات مغلقة.