مؤتمر باريس بشأن سوريا ينطلق بمشاركة وزير الخارجية أسعد الشيباني

بدأت، اليوم الخميس، أعمال مؤتمر باريس بشأن سوريا، بمشاركة وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد الشيباني، إلى جانب مبعوثين من الدول الصناعية السبع الكبرى، وهي: بريطانيا، كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، والولايات المتحدة، إضافة إلى ممثلين عن دول عربية وتركيا.

ووفقاً لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت، تُعد مشاركة الشيباني في هذا المؤتمر، الذي يركز على التحديات الأمنية والاقتصادية المرتبطة بعملية إعادة الإعمار في سوريا، أول زيارة رسمية لمسؤول سوري إلى إحدى دول الاتحاد الأوروبي منذ سقوط نظام الأسد.

رفع العقوبات السريع عن سوريا على سلم أولويات مؤتمر باريس بشأن سوريا!

وأكد وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، في كلمته الافتتاحية خلال مؤتمر باريس بشأن سوريا، أن بلاده تعمل بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي على “الرفع السريع” للعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السورية (سانا).

وشدد بارو على أن الهدف الأساسي من مؤتمر باريس بشأن سوريا هو تقديم الدعم للشعب السوري، مشيراً إلى أن فرنسا تسعى إلى رؤية سوريا حرة، ذات سيادة، موحدة ومستقرة.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى تهيئة بيئة تسهم في إحلال السلام، وإعادة توحيد سوريا ودمجها في محيطها الإقليمي، كما أننا مستعدون لدعم الإدارة الانتقالية السورية لتحقيق أهدافها”.

وأشار الوزير الفرنسي إلى عِظم التحديات التي تواجه سوريا، مؤكداً ضرورة التحرك بسرعة وبشكل منسق لضمان تدفق المساعدات الإنسانية التي لا يزال السوريون بحاجة ماسة إليها، إضافة إلى تسهيل التدفقات المالية والاقتصادية اللازمة لإعادة الإعمار وتشجيع الاستثمار.
وأوضح أن باريس، بالتعاون مع شركائها الأوروبيين، تعمل على رفع سريع لبعض العقوبات الاقتصادية، لكن ضمن إطار يضمن تحقيق ذلك بطريقة مدروسة.

كما أشار بارو إلى أن العقوبات الاقتصادية لعبت دوراً في إسقاط نظام الأسد، مشدداً على أنها لا يجب أن تشكل عقبة أمام نهوض سوريا من جديد.
ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي خصص أكثر من 35 مليار يورو منذ عام 2011 لدعم سوريا والدول المجاورة لها، مؤكداً استعداد أوروبا للمشاركة في جهود إعادة الإعمار، ودعم الشعب السوري، والمساهمة في تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

الحوار الوطني يتلائم مع تطلعات واحتياجات السوريين

وأكد بارو أن الحوار الوطني الذي أطلقته سوريا يمثل خطوة مهمة تلبي احتياجات الشعب السوري، مشدداً على ضرورة وقف جميع الأعمال العسكرية في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك مناطق الشمال والشمال الشرقي، محذراً من أن استمرار القتال قد يؤدي إلى عودة تنظيم “داعش”.
وأوضح أن سوريا لا يمكن أن تتحول إلى ملاذ للتنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديداً مباشراً لأمن الدول المجاورة وأوروبا.

وأشار بارو إلى أن الحوار الوطني الذي أعلنت عنه سوريا، والذي من المتوقع أن يبدأ قريباً، يمثل تطوراً مهماً، لكنه يجب أن يستجيب لتطلعات جميع السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو اللغوية أو الاجتماعية أو الجندرية.
وأضاف أن لجنة خاصة قد تم تشكيلها للإعداد لمؤتمر الحوار الوطني، كما أن الحكومة المرتقب تشكيلها في الأول من مارس/آذار المقبل ستعكس تنوع المجتمع السوري.

وفي سياق حديثه، أوضح بارو أن فرنسا لا تسعى إلى فرض أي شروط أو مطالب غير واقعية، بل تهدف إلى مرافقة السوريين بأفضل السبل الممكنة، مؤكداً أن النجاح في هذه المرحلة يتطلب وضع خارطة طريق واضحة للانتقال السياسي، على أن يتم ذلك تحت إشراف الأمم المتحدة، مشدداً على أن الانتقال السياسي الناجح هو الذي يضمن استعادة الأمن والاستقرار لجميع السوريين وشركاء سوريا.

منظمات دولية مشاركة في مؤتمر باريس بشأن سوريا تناقش سبل إعادة الإعمار

وأفادت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها أن منظمات التنمية الدولية عقدت اجتماعاً اليوم الخميس ضمن مؤتمر باريس بشأن سوريا، مبينة أن المنظمات تناولت التحديات التي تواجه البلاد في مجال المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار.

وشارك في الاجتماع وزير الدولة الفرنسي للفرنكوفونية والشراكات الدولية، ثاني محمد صويلحي، إلى جانب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، بالإضافة إلى ممثلين عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، وعدد من المنظمات الدولية المختصة بالتنمية، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول التركية.

وشدد المشاركون على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف المناطق السورية دون عوائق، مؤكدين التزامهم بالمساهمة في جهود إعادة الإعمار، خاصة من خلال دعم رفع العقوبات عن القطاعات الحيوية، مثل الطاقة والنقل والتعليم.

كما أكد المجتمعون أن عملية إعادة الإعمار يجب أن تعود بالنفع على كافة مكونات المجتمع السوري، مشيرين إلى أهمية توفير الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين بشكل آمن وطوعي، والعمل بشكل وثيق مع الإدارة السورية في مجالات رئيسية تشمل الصحة والتعليم وسوق العمل والحفاظ على التراث الثقافي.

الخارجية المصرية تؤكد على دعمها للشعب السوري

وفي ذات السياق، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها اليوم الخميس، أن وزير الخارجية بدر عبد العاطي ناقش مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو آخر تطورات الملف السوري، وذلك خلال لقائهما في باريس على هامش مؤتمر باريس بشأن سوريا.

وأوضح البيان أن عبد العاطي شدد على موقف مصر الداعم للشعب السوري، مؤكداً على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها، وأهمية إطلاق عملية سياسية شاملة تضمن مشاركة جميع مكونات المجتمع السوري دون استثناء.

“التركيز على حماية سوريا”

أفادت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، بأن مؤتمر باريس يسعى إلى تعزيز حماية سوريا من التدخلات الخارجية التي تزعزع استقرارها، إلى جانب تنسيق جهود الإغاثة، وإيصال رسائل واضحة إلى الحكومة السورية الجديدة.

في السياق ذاته، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول فرنسي أن اجتماع باريس يهدف إلى “خلق مساحة آمنة تحمي الأزمة السورية من التدخلات الخارجية، مما يمنح السوريين الفرصة لحلها داخلياً، مع ردع الأطراف التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد”، لافتاً إلى أن المؤتمر سيتناول أيضاً قضايا العدالة الانتقالية ومكافحة الإفلات من العقاب.

وأكد المسؤول أن المؤتمر لا يهدف إلى جمع التبرعات، حيث ستتم مناقشة هذا الملف في مؤتمر المانحين السنوي المزمع عقده في بروكسل خلال شهر مارس المقبل، لكنه سيبحث قضايا محورية مثل رفع العقوبات الاقتصادية.

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

التعليقات مغلقة.