مجزرة الفجر في غزة..100 شهيد قُتلوا خلال أداء صلاة الفجر في مسجد مدرسة للنازحين!
ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” اليوم، أن 100 فلسطيني على الأقل استشهدوا وأصيب العشرات في قصف إسرائيلي غادر استهدف مسجداً داخل مدرسة للنازحين في مدينة غزة خلال أداء المصلين لصلاة الفجر، فيما أطلق عليه الفلسطينيون مجزرة الفجر في غزة.
وبعد مجزرة الفجر في غزة، ووفقاً لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفع عدد الشهداء الذين قُتلوا في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 39 ألفاً و790 شخصًا.
ووفقاً لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت، قصفت طائرات الاحتلال الصهيوني مدرسة التابعين التي لجأ إليها النازحون في حي الدرج شرق غزة خلال أدائهم لصلاة الفجر.
100 شهيداً على الأقل في مجزرة الفجر في غزة
وقد استشهد 100 شخص على الأقل وأصيب عشرات آخرون في الهجوم الذي وقع أثناء تأدية النازحين لصلاة الفجر في المدرسة التي لجأ إليها آلاف الأشخاص.
وأشارت مصادر محلية فلسطينية إلى أن الجثث قد تقطعت أوصالها جراء الهجوم واحترقت بفعل النيران. وواجهت فرق الدفاع المدني صعوبة في جمع أشلاء الجثث المتناثرة في المكان.
وزعم الجيش الصهيوني أن سلاح الجو قصف مدرسة التابعين التي تتخذها حماس مقراً لها.
الحكومة في غزة: طائرات الاحتلال ألقت 3 قنابل تزن كل واحدة منها 900 كيلوغرام على مدرسة التابعين
وفي تصريح لمراسل وكالة الأناضول التركية الرسمية، قال إسماعيل الثوابتة، مدير مكتب الإعلام في حكومة غزة، إن الهجوم أسفر عن استشهاد 100 شخص، وأن العديد من الجرحى تعرضت أطرافهم للبتر بالكامل أو يعانون من إصابات خطيرة.
وأشار الثوابتة إلى عدم وجود أي مستشفى قادر على معالجة هذا العدد الكبير من الجرحى، لافتاً إلى أن الهجوم وقع في وقت دمر فيه الجيش الصهيوني النظام الصحي بالكامل.
وذكّر الثوابتة بأن قطاع الصحة لا يستطيع التعامل مع هذه الحالات، وأن هناك نقصاً خطيراً في الأدوية والأسِرَّة والمعدات واللوازم الطبية.
وفيما يتعلق بالقنابل المستخدمة في الهجوم، قال الثوابتة:
“أطلقت طائرات الاحتلال الصهيوني 3 قنابل، كل منها يزن 900 كيلوغرام، على مدرسة التابعين. هذه المجزرة حدثت بعد أن منحت الإدارة الأمريكية الضوء الأخضر للاحتلال الصهيوني.
مدرسة التابعين، التي كانت هدفاً اليوم، هي رقم 175 من بين مراكز الإيواء التي قصفها الاحتلال منذ بداية الحرب. من بينها، هناك 155 مدرسة كانت هدفاً مباشراً للاحتلال ووقعت فيها العديد من المجازر.”
وأضاف الثوابتة أن الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية مسؤولتان عن مجزرة الفجر في غزة.
“اليوم هو اليوم الأصعب منذ بداية الحرب”
وتحدث فضل نعيم، مدير مستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة، الذي نُقل إليه الشهداء والجرحى بعد مجزرة الفجر في غزة، لمراسل وكالة الأناضول، قائلاً: “معظم جرحى مجزرة مدرسة التابعين هم من الأطفال.
وقال نعيم: “معظم جرحى المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في مدرسة التابعين هم إما مقطوعون أو محترقون بالكامل”.
قال نعيم: “بعد هذه المجزرة الرهيبة، عدد الشهداء والجرحى لدينا كبير جداً. اليوم هو أصعب يوم نعيشه منذ بداية الحرب.”
وأضاف نعيم أن هناك العديد من الجرحى في غرف العمليات في حالة حرجة جداً، مما يعني أن عدد الشهداء قد يرتفع أكثر. وأوضح أن قد جرى تحديد هوية 70 شهيداً حتى الآن، بينما يصعب تحديد هويات الشهداء الآخرين الذين كانوا في حالة أشلاء ممزقة ومتفحمة.
وأشار نعيم إلى أن عدد الجرحى كبير وحالاتهم خطيرة جداً، لكن بسبب نقص المواد الطبية والفرق الطبية، يمكنهم التدخل فقط وفقاً لأولوية الحالات، مؤكداً أن الوضع صعب وخطير للغاية.
ردود فعل الفصائل الفلسطينية
صرح نائب رئيس حركة حماس خليل الحية تعليقاً على المجزرة قائلاً: “الآن، نحتاج إلى موقف عربي وإسلامي حقيقي ضد الاحتلال، مثل إغلاق السفارات وسحب السفراء.”
ووصف الحية المبررات التي يسوقها الاحتلال عند ارتكاب المجازر بأنها “قذرة”، متهماً إياه بالكذب، لأن جميع الضحايا من المدنيين، وتساءل: “هل يجيز العالم والقانون الدولي للاحتلال قتل هؤلاء أمام مرأى ومسمع العالم؟”
وأضاف أن الاحتلال يفرغ غضبه على المدنيين الأبرياء، لأنه غير قادر على مواجهة المقاومة التي تدافع عن شعبها، مؤكداً أن “الاحتلال، مهما حاول خلق حاجز وهمي بين المقاومة وشعبنا، لن ينجح، فشعبنا موحد في دعمه للمقاومة.”
وجاء في بيان صادر عن حركة الجهاد الإسلامي: “إن استهداف العدو الصهيوني للمصلين في مسجد مدرسة التابعين جريمة حرب مكتملة الأركان”.
وجاء في البيان: “إن اختيار توقيت صلاة الفجر لارتكاب هذه المجزرة الرهيبة يؤكد أن الأعداء كانوا ينوون قتل عدد كبير من المدنيين بمن فيهم الأطفال والشيوخ”.
وجرى التأكيد على أن الادعاءات التي ساقتها الجيش الصهيوني لقصف المدارس هي نفسها التي ساقتها لهدم المستشفيات من قبل، وقد ثبت كذب هذه الادعاءات من قبل.
في تصريح له، قال المتحدث باسم حركة فتح في غزة، منذر الحايك، إن الكيان الصهيوني ارتكب “جريمة كبيرة” ضد المدنيين المشردين في مدرسة التابعين.
وأضاف الحايك: “دماء الأطفال تدعو الضمير العام للتدخل لوقف الهولوكوست والإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة.”
وأصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (FHKC) بياناً جاء فيه:
“لولا الدعم السياسي والعسكري من الولايات المتحدة وصمت المجتمع الدولي والعالم العربي، لما ارتكبت الحكومة اليمينية الفاشية لنظام الاحتلال الصهيوني مجزرة مدرسة التابعين ولما واصلت جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها”.
تعليق الناطق باسم رئاسة السلطة الفلسطينية على الحادثة
أفاد الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية ووزير الإعلام نبيه أبو ردينة، في تصريح له، بأن مجزرة الفجر في غزة والهجوم على المدرسة يُعد استمراراً للجرائم التي يرتكبها الكيان يومياً في غزة والضفة الغربية.
وأشار أبو ردينة إلى أن هذا الهجوم يؤكد سعي الكيان الصهيوني لتدمير الشعب الفلسطيني من خلال “سياسة المجازر الجماعية والجرائم اليومية”، خاصة في ظل الصمت الدولي المريب.
وأكد أبو ردينة على أن هذه المجزرة تأتي في وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة عن تقديم 3.5 مليار دولار للكيان الصهيوني لشراء الأسلحة والمعدات العسكرية، مشدداً على أن “الإدارة الأمريكية تتحمل المسؤولية المباشرة عن هذه المجزرة واستمرار الهجمات الصهيونية على قطاع غزة في شهرها العاشر.”
وأضاف أبو ردينة:
“يجب على الإدارة الأمريكية أن تضغط على الدولة المحتلة لوقف هجماتها ومجازرها ضد شعبنا الأعزل فوراً، وأن تحترم القرارات الدولية، وأن تنهي دعمها الأعمى الذي يؤدي إلى قتل آلاف الأطفال والنساء والشيوخ العزل.”
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد
التعليقات مغلقة.