أكدت وزارة الدفاع الوطني التركية أن مستعدة لدعم سوريا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، فيما وصف الأدميرال زكي أكتورك، المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني التركية، الغارات الجوية الصهيونية على العاصمة السورية دمشق بأنها استفزاز علني.
وفقاً لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت عن موقع “bbc بالتركية” أكد أكنورك في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أن تركيا سبق وأن أعربت عن استعدادها لتقديم كل الدعم الممكن لتعزيز القدرات الدفاعية لسوريا ومساندتها في مكافحة الإرهاب، إذا ُطلب ذلك منها.
في ظل التصعيد الأخير تركيا تؤكد جهوزيتها لدعم سوريا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي
وقال أكتورك في مؤتمره الصحفي الأسبوعي: “لقد ذكرنا سابقاً أننا سنقدم الدعم الذي نستطيع تقديمه لتعزيز قدرة سوريا الدفاعية ودعمها في حربها ضد الإرهاب إذا طلبوا ذلك”.
وأضاف أكتورك أنه لم يُسجّل أي وضع سلبي في صفوف الوحدات العسكرية التركية في سوريا خلال العدوان الجوي الصهيوني الأخير على الأراضي السورية.
وكان الاحتلال الصهيوني قد شن هجمات ضد قوات الأمن العام التي تديرها الحكومة السورية في السويداء، وهي بلدة في جنوب سوريا ذات كثافة سكانية درزية عالية.
ثم استهدف العدوان الصهيوني وزارة الدفاع السورية في دمشق وموقعاً عسكرياً بالقرب من القصر الرئاسي خارج المدينة.
أردوغان: لا نقبل العدوان وسندعم وحدة سوريا
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أجرى في 17 يوليو/تموز 2025 محادثة هاتفية مع الرئيس السوري أحمد الشرع.
وأفاد بيان صادر عن رئاسة الجمهورية التركية بأن الطرفين ناقشا التطورات الأخيرة في سوريا عقب الهجمات الصهيونية، وأشار أردوغان إلى أن الهجمات الصهيونية على سوريا غير مقبولة، مؤكداً أن تركيا تقف مع سوريا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي للحفاظ على وحدة الأراضي والسيادة الوطنية، وأن وقف إطلاق النار مع الدروز في سوريا يُعد أمراً مرحباً به.
من جانبه، شكر الرئيس السوري الشرع أردوغان على دعمه للحفاظ على الوحدة السياسية وسلامة الأراضي والسيادة السورية.
وفي تصريحات عقب اجتماع مجلس الوزراء التركي، شدد أردوغان على أن أنقرة لن توافق على تفكك سوريا، محذراً قائلاً: “أولئك الذين يحذون حذو العدو الصهيوني سيدركون عاجلاً أم آجلاً أنهم ارتكبوا خطأً كبيراً في حساباتهم.”
فيدان يدين العدوان الصهيوني ويطالب المجتمع الدولي بالوقوف ضدّه
وألقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، كلمة أمام مجلس الأمن الدولي في 16 تموز/يوليو، يوم وقوع الهجمات.
وقال فيدان: “العدو الصهيوني لا يريد السلام، ولا يريد الاستقرار”.
وفي بيان لاحق خلال نفس اليوم، دعا فيدان المجتمع الدولي إلى قول “كفى” للعدو الصهيوني.
وفي الجمعية الوطنية الكبرى في تركيا (TBMM)، اعتُمد قرار في الجلسة العامة نصّ على: “إدانة بأشد العبارات للهجمات الصهيونية الدنيئة ضد سوريا، وخاصة ضد العاصمة دمشق”.
تصعيد خطير في دمشق والسويداء إثر الغارات الصهيونية والاشتباكات الدرزية-البدوية
وكان العدو الصهيوني قد شن غارة جوية على وزارة الدفاع التركية في العاصمة السورية دمشق يوم الأربعاء 16 تموز/يوليو.
وأعلن الجيش الصهيوني أنه استهدف أيضاً موقعاً عسكرياً بالقرب من القصر الرئاسي في دمشق كتحذير.
وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد استهدفت منذ أيام قوات الأمن العام التي تديرها حكومة دمشق في السويداء جنوب البلاد، بزعم حماية الدروز.
ويوم الأحد 13 تموز/يوليو، اندلعت اشتباكات بين الجماعات الدرزية والقبائل البدوية في المنطقة.
وأعلنت إدارة دمشق إرسال قوات أمنية إلى المنطقة “لإنهاء الاشتباكات”.
إلا أن العدو الصهيوني زعم أن الأسلحة التابعة للقوات العسكرية الحكومية ستستخدم ضد الدروز.
وتُفسر الضربات الجوية الصهيونية في دمشق على أنها مؤشر لتصعيد خطير في المنطقة.

فيدان: نسعى لاستقرار المنطقة ومساندة سوريا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في مؤتمر صحفي في نيويورك، إن العدو الصهيوني ينتهج سياسة زعزعة الاستقرار في المنطقة منذ فترة، انطلاقاً من أولويات أمنه القومي، دون الالتفات إلى قواعد ومبادئ وسيادة ووحدة أراضي الدول الأخرى.
وأشار فيدان إلى أن هذه السياسة بدأت في غزة، ثم انتقلت إلى الضفة الغربية، لبنان، إيران، والآن إلى سوريا.
وأضاف أن دول المنطقة تتابع هذه التطورات عن كثب، معرباً عن وجود تنسيق كبير بين هذه الدول، مشدداً على عدم التسامح مع هذا الوضع.
ودعا فيدان المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول المنطقة، إلى توجيه رسالة “توقفوا” للاحتلال الصهيوني، محذراً من أن نتائج غير مرغوب فيها ستظهر في المنطقة في حال استمرار الوضع.
وأوضح أن أنقرة أبلغت الاحتلال الصهيوني عبر جهازها الاستخباراتي بأنها لا تريد استمرار عدم الاستقرار في المنطقة.
فيدان يحذر وحدات حماية الشعب من استغلال الاضطرابات في السويداء
كما قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن هناك شائعات تُشير إلى محاولة وحدات حماية الشعب (YPG) الاستفادة من الاشتباكات التي تشهدها السويداء في جنوب سوريا منذ 13 تموز/يوليو.
وأضاف فيدان: “هناك أيضاً شائعات بأن وحدات حماية الشعب الكردية تقوم بالتعبئة، ورسالتنا لهم هي أن عليهم ألا يستغلوا الاضطرابات هنا ويحاولوا القيام بما لا يحمد عقباه.”
ودعا فيدان وحدات حماية الشعب إلى لعب دور بنّاء، محذراً من أن الانتهازية تجلب معها مخاطر كبيرة.
وكان مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري، قد نشر في 16 تموز/يوليو على وسائل التواصل الاجتماعي: “نتلقى نداءات من أهلنا في السويداء لإنشاء ممرات أمنية للمدنيين ووقف الهجمات ضدهم”.
من جهتها، وصفت وزارة الخارجية التركية في بيان الهجمات الصهيونية بأنها “محاولة لتخريب جهود سوريا لضمان السلام والاستقرار والأمن”.
وأضاف البيان: “أمام الشعب السوري فرصة تاريخية للعيش بسلام والاندماج مع العالم”، داعياً إلى دعم هذه الجهود.
تهديدات صهيونية تثير قلق تركيا والمنطقة
بدورهم، أدان عدد من السياسيين الأتراك الهجمات الصهيونية على سوريا عبر منصة التواصل الاجتماعي X.
وقال عمر تشليك، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية والمتحدث باسم الحزب:
“ندين بشدة هجمات العدو الصهيوني على سوريا، إن هجمات العدو تشكل تهديداً أمنياً للمنطقة والعالم بأسره”.
كما صرح مدير الاتصالات الرئاسية برهان الدين دوران: “هجمات العدو الصهيوني على سوريا لا تستهدف استقرار سوريا وأمنها فحسب، بل تستهدف أيضاً السلام في المنطقة بأسرها”.
وأضاف دوران: “أدين هذا الهجوم الذي يهدد سيادة سوريا ووحدتها”.
وفي نفس السياق، قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية السيد حياتي يازجي: “أدين بشدة العدو الصهيوني الذي ينتهك حقوق السيادة لجارنا وبلدنا الشقيق سوريا، ويواصل هذا العمل الجائر باستهتار ولا يعترف بأي قواعد دولية.”
وأشار نائب رئيس الحزب مصطفى إليتاش إلى أن الاعتداءات الصهيونية لم تستهدف وحدة الأراضي السورية فحسب، بل استهدفت بشكل مباشر السلام الإقليمي والأمن العالمي وأمل السلام المشترك للبشرية.
وأكد أن الهجمات كانت انتهاكاً واضحاً للأعراف الدولية وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وقال النائب عن حزب العدالة والتنمية في ديار بكر غالب إنصاري أوغلو: “الهجمات على سوريا من قبل النظام الصهيوني، الذي يتغذى على الدم والدمار والدموع، لا تستهدف سوريا فقط، بل تستهدف استقرار وسلام المنطقة بأسرها”، وأدان الهجوم بشدة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.