قبل أقل من 3 أشهر على موعد الانتخابات التركية الحاسمة في مايو/ أيار 2023، فجرت ميرال أكشنار زعيمة الحزب الجيد مفاجأة من العيار الثقيل، بإعلانها الانسحاب من تحالف الطاولة السداسية المعارض، بعد رفضها لترشح زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو، كمرشح للرئاسة عن التحالف.
ووفقا لمتابعة كوزال نت، فقد تسبب قرار ميرال أكشنار زعيمة حزب “İYİ PARTİSİ” في إثارة حالة من الجدل والفوضى في صفوف المعارضة التركية، ما انعكس على وسائل الإعلام التركية التي أصبحت المرأة المثيرة للجدل شغلها الشاغل في الأيام القليلة الماضية.
وفي إطار المتابعة والرصد التي تقوم بها شبكة كوزال السورية قبيل الانتخابات التركية المقبلة، أعددنا لكم هذا التقرير الذي يرصد كافة المراحل السياسية التي مرت بها أكشنار.
نشأة ميرال أكشنار وتعليمها
تعد ميرال أكشنار من أصول مهاجرة، إذ تنحدر أصول عائلتها من البلقان، وولدت أكشنار عام 1956 في ولاية كوجالي المجاورة لإسطنبول.
تخرجت من كلية الآداب في جامعة إسطنبول، وعملت كمؤرخة وأستاذة جامعية بعد حصولها على الدكتوراة من جامعة مرمرة، ثم لاحقا انخرطت في العمل السياسي، ورغم أنها من أصول مهاجرة، لكنها ترفض وجود المهاجرين في تركيا اليوم!
مشوار ميرال أكشنار السياسي
قادت أكشنار الحركة النسائية في حزب الطريق القويم، واُنتخبت عضوا في البرلمان عن ولاية كوجالي عام 1995، ثم تم تعيينها كوزيرة للداخلية التركية عام 1996 في الحكومة المشتركة بين حزب الرفاه بقيادة نجم الدين أربكان وحزبها، وكانت أول امرأة تشغل منصب الوزارة في تاريخ الجمهورية التركية.
اللافت أن أكشنار هي أحد المؤسسين لحزب العدالة والتنمية عام 2001 وكانت مندفعة مع الإصلاحيين الذين غادروا حزب الفضيلة “رجب طيب أردوغان وعبد الله غول”، لكن بعد أسابيع قليلة تركت المجلس التأسيسي وانضمت للحزب القومي MHP برئاسة ديفليت باهتشيلي.
انتخبت عام 2007 كعضو في البرلمان لدورتين متتاليتين حتى عام 2015، لاحقا تصاعدت خلافاتها مع ديفليت باهتشيلي جراء عدم ترشيحها للانتخابات واعتراضها على خارطة طريق الحزب التي طرحها، لذا قادت حملة لتولي القيادة لكنها فشلت، ثم غادرت الحزب عام 2016.
ميرال أكشنار رئيسة للحزب الجيد “İYİ PARTİSİ”
عملت على تأسيس حزبها الحالي “الجيد” وخاضت الانتخابات التركية عام 2019، بعد دعمها من قبل زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار اوغلو بـ 15 نائبا من حزبه.
هذا الدعم الذي قدمه كيليتشدار اوغلو كان سببا لتخطيها العتبة التي يفرضها القانون التركي، ودخولها الانتخابات وحصدها أصوات أهلتها لدخول البرلمان، والنجاح في حملتها الانتخابية مع الحزب الجمهوري في انتخابات البلدية، كما استطاعت سحب نسبة كبيرة من قوميي حزب MHP، وهو الحزب الذي يعتبر حزبا مواليا لأردوغان حتى اليوم.
أكشنار تقدم خدمة مجانية لأردوغان والعدالة والتنمية
اليوم يهاجمها أنصار حزب الشعب الجمهوري بقوة ويتهمونها بتخريب تحالف الطاولة السداسية وتقسيم المعارضة جراء رفضها دعم ترشيح كيليتشدار للانتخابات الرئاسية، كما يتداولون مقطع فيديو تقول فيه أنها لن تنسى فضله عندما طلب من 15 نائب لديه الدخول في حزبها وانقاذها من قانون “العتبة الانتخابية”.
بذور الخلاف بين أكشنار والطاولة السداسية
تعود أصل المشكلة بين أكشنار والطاولة السداسية إلى حزب HDP الكردي والذي قال مسؤولوه أنهم لن يصوتوا لمنصور يافاش، ما أثار غضب القوميين وتأكيدهم عدم الرضوخ وترشيح يافاش، لكن عند رفض كيليتشدار أوغلو وإصراره على ترشيح نفسه، حدث الانفجار الكامل وتقسمت الطاولة السداسية.
وبحسب مراقبين، فإن كيليتشدار أوغلو خسر أصوات الحزب الجيد، لكنه في ذات الوقت قد كسب أصوات HDP اليساري والذي يعتبر ذو ثقل أكبر في التصويت، لكن في ذات الوقت قد تراجعت جماهير الحزب لديه عن التصويت وبدأ الكثيرون بالتوعد بالتصويت بالورقة “البيضاء” وهذا طبعا سيكون مفيدا للرئيس التركي أردوغان بالدرجة الأولى.
موقف ميرال أكشنار من وجود السوريين في تركيا
أما عن موقف أكشنار من تواجد السوريين واللاجئين في البلاد، فهو واضح جدا، إذا يعتبر الحزب الجيد من الأحزاب التي دعت بعد زلزال كهرمان مرعش لبدء ترحيلهم، كما حذرت أن عددهم سيصبح 35 مليونا، وهاجمت عمليات التجنيس والاستضافة، وقالت أن هذه الضيافة انتهت وأن على المسؤولين الأتراك الحلوس مع بشار الأسد لإرسالهم.
إعداد وتحرير: عبد الجواد حميد
[…] أثارت عاصفة جدل بانسحابها من تحالف المعارضة.. من هي مير… […]