أوضح رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو أن اتحاد البلديات التركية (TBB) يسعى إلى العمل مع المسؤولين السوريين من أجل إعادة تأسيس العلاقات بين البلديات التركية والسورية، التي انقطعت بسبب الحرب الداخلية، وضمان استمراريتها على أسس مستدامة.
ووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت عن موقع “euronews” بالتركية، قال إمام أوغلو، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس اتحاد البلديات التركية (TBB) إلى جانب كونه رئيس بلدية إسطنبول الكبرى (İBB)، خلال تصريح أدلى به يوم الجمعة في أنقرة، إن الاتحاد اتخذ قرارًا بإرسال وفد من اتحاد البلديات التركية إلى المدن السورية.
برنامج اتحاد البلديات التركية خلال زيارة سوريا
وأشار إلى أن الوفد سيزور دمشق في المرحلة الأولى، حيث سيعمل على تلبية احتياجات العودة الطوعية للسوريين الذين يعيشون في تركيا تحت الحماية المؤقتة.
وأكد إمام أوغلو أن هذه العملية تُدار بالتنسيق مع وزارة الخارجية والسفارة التركية في دمشق.
وأضاف قائلاً: “نحن نؤمن بشدة بأن الدعم الشامل الذي ستقدمه مدننا للبلديات السورية عبر اتحاد البلديات التركية سيسهم بشكل كبير في تعزيز السلام والهدوء والازدهار لشعب سوريا بكل مكوناته العرقية والدينية”.
لن نهرب من المسؤولية تجاه عودة اللاجئين
وأوضح إمام أوغلو أنهم سيتحملون المسؤولية المتعلقة بعودة اللاجئين، قائلاً: “تلبية الاحتياجات العاجلة للمدن السورية، وإعادة بناء البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية، ودعم عمليات تطوير قدرات الإدارات المحلية هي أولوياتنا”.
وأشار إمام أوغلو إلى أن اتحاد البلديات التركية (TBB) لديه مهمة تمثيل البلديات داخل البلاد وخارجها، قائلاً: “نعلم أن بلدياتنا، التي تتكون في الغالب من مدن كبرى، لديها علاقات توأمة مع مدن سورية هامة مثل دمشق وحلب واللاذقية وحماة والحسكة. نرغب في العمل مع المسؤولين السوريين لإعادة تأسيس العلاقات بين البلديات التركية والسورية التي انقطعت بسبب الحرب الداخلية، وضمان استمراريتها على أسس مستدامة”.
تصدير الإرهاب إلى بلدنا
كما تحدث إمام أوغلو عن التطورات على الحدود الجنوبية لتركيا، قائلاً بشأن نهج اتحاد البلديات التركية تجاه سوريا: “الحرب الداخلية في سوريا تؤثر سلبًا على حياتنا بشكل متعدد الأوجه. بالإضافة إلى وجود أعداد كبيرة من اللاجئين في بلدنا، فإن زيادة الأنشطة الإرهابية على حدودنا وتصدير الإرهاب من المنطقة إلى بلدنا أصبحت تهديدات هامة بالنسبة لنا”.
أوضح إمام أوغلو أن قضية اللاجئين أصبحت عبئًا كبيرًا على تركيا، قائلاً: “[هذا الوضع] أقر به ممثلو الحكومة، ولا يزالون يقرون به”.
أشار إمام أوغلو إلى أن وزارة الخارجية وسفارة تركيا في دمشق تديران جهوداً دبلوماسية لتسهيل أول زيارة، قائلاً: “أود أن أشكر وزارتنا التي دعمت ووجهت هذه المبادرة. آمل أن تُثمر هذه المبادرة قريبًا، ويتمكن وفودنا من الذهاب إلى دمشق بأمان”.
كما تحدث إمام أوغلو عن مهام الوفد الذي سيزور دمشق قائلاً: “من خلال الملاحظات التي سيجريها الوفد في دمشق والآليات التي سيجدها، سنضمن، بالتنسيق الوثيق والفعال مع مدننا الكبرى والمدن التي عملت على دبلوماسية التوأمة في المنطقة منذ الماضي وحتى اليوم، تقديم مساهمات كبيرة من مدننا في سوريا. سنعمل على تقديم تجارب خدمية قوية تستهدف بالدرجة الأولى الأطفال والنساء والشباب من اللاجئين العائدين إلى هناك”.
أكثر من 25 ألف سوري عادوا خلال الـ 15 يوماً الماضية
وزير الداخلية التركية علي يرلي كايا أعلن يوم الثلاثاء أن عدد العائدين إلى سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد تجاوز 25 ألف شخص خلال الـ 15 يومًا الأخيرة.
وفي تصريح لوكالة الأناضول التركية (AA)، أفاد الوزير يرلي كايا بأن 763 ألفاً و443 سوريًا عادوا طواعية إلى بلادهم منذ عام 2017.
وأضاف يرلي كايا أنه سيتم إنشاء مكتب في السفارة والقنصلية في دمشق وحلب لتسهيل استخدام تسجيلات السوريين المتواجدين في تركيا داخل سوريا.
وأوضح أن اللاجئين السوريين سيكون لديهم حق الدخول والخروج من وإلى بلادهم خلال الفترة من 1 يناير/كانون الثاني إلى 1 يوليو/تموز 2025، للتحضير للعودة.
وضمن هذا الإطار، سيتم منح كل عائلة حق ثلاث مرات للدخول والخروج.
ما هي خطة العودة؟
وأعلن وزير الدفاع الوطني التركي، يشار غولر، الجمعة الماضية أن تركيا قد وضعت خطة مبدئية ذات مرحلتين لإعادة اللاجئين السوريين.
وأوضح غولر أن المرحلة الأولى ستركز على تنظيم عودة السوريين المقيمين في المخيمات حول إدلب، تليها جهود لإعادة السوريين الذين يعيشون في تركيا.
وفي يوم الأحد، أصدرت وزارة التجارة التركية تعميماً لتسهيل عودة السوريين إلى بلادهم، وقد نص التعميم على تسهيل خروج العملات الأجنبية والمجوهرات.
كما أوضح التعميم أن تصريحًا شفهيًا سيكون كافيًا لنقل الأعمال التجارية التي أنشأها السوريون في تركيا. وبالإضافة إلى ذلك، تم اتخاذ خطوة لتنظيم إجراءات خروج السيارات ذات اللوحات المحلية التي حصل عليها السوريون في تركيا. وفي هذا السياق، سيتم إصدار “نموذج خروج مبسط” بعد إخطار الجمارك بوثيقة تثبت إغلاق التسجيل الذي تم سابقًا لدى كاتب العدل بموجب “قانون بيع المركبات المستعملة للأجانب”. وبعد الفحص، سيتم تسريع إجراءات خروج المركبة.
ووفقًا لبيانات وزارة الداخلية التركية، فإن متوسط عدد اللاجئين الذين عادوا إلى سوريا في عام 2024 بلغ حوالي 11 ألف شخص شهريًا.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد
التعليقات مغلقة.