إحدى الخطوات المهمة في التطبيع مع نظام بشار الأسد: الدوريات المشتركة!

في الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الدفاع التركية عن استئناف الدوريات البرية المشتركة بين تركيا وروسيا في منطقة عملية “نبع السلام” شمال سوريا بعد توقفها لفترة، ووفقاً لخبراء يُعتبر هذا التطور خطوة مهمة في التطبيع مع نظام بشار الأسد. 

ووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت عن موقع قناة “CNN Türk“، فقد نشر الكاتب في صحيفة حُريّت، فاتح تشكيرجي، مقالًا اليوم لتقييم هذه التطورات… وجاء مقال تشكيرجي على النحو التالي

تركيا تخطو خطوة حاسمة نحو التطبيع مع نظام بشار الأسد بعد العراق

يتم استئناف “الدوريات البرية المشتركة” (BKD) التي توقفت في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

القوات المشتركة من الجنود الأتراك والروس تبدأ مجددًا القيام بدوريات في شرق منطقة عملية “نبع السلام”. يشارك في هذه الدوريات 24 فردًا يستخدمون مركبات “بارس” و”كيربي”.

ماذا يعني هذا؟

وعلى الرغم من أن الأسد يقول “لا نضع شروطًا” للاجتماعات، فإن وجود القوات التركية في شمال سوريا يبقى موضوعًا مطروحًا على الطاولة.

ومع ذلك، فإن استئناف الدوريات المشتركة بين القوات التركية والروسية وفقًا لاتفاق سوتشي يُعَدّ تأكيدًا على أن وجود تركيا في المنطقة ليس بهدف “الاحتلال”، بل لمكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار، وذلك بالتعاون مع روسيا.

وإذا أخذنا بعين الاعتبار تأثير بوتين على الأسد؛

يمكننا اعتبار هذه الدوريات البرية المشتركة مع روسيا تطورًا مهمًا في مرحلة التطبيع مع النظام السوري من قبل تركيا بضغط روسي.

لافروف: تركيا قد تسحب قواتها

وفي هذا السياق، يجب أن نتذكر تعليق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على قناة روسيا اليوم.

لافروف قال باختصار:

“الأتراك مستعدون لسحب قواتهم من سوريا، ولكن لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق حول المعايير التفصيلية. نحن نتحدث عن عودة اللاجئين والإجراءات اللازمة لقمع التهديد الإرهابي – وهي إجراءات ستجعل وجود القوات التركية غير ضروري. كل هذه الأمور تُناقش ضمن إطار المحادثات.”

ومن تصريحات لافروف نفهم أن استئناف الدوريات البرية المشتركة بين تركيا وروسيا ليس مصادفة، إذ أن روسيا تبذل جهوداً مكثفة في عملية التطبيع مع النظام السوري وتقريب وجهات النظر مع الأتراك بعد سنوات من القطيعة.

اجتماع جديد قادم

وفي هذا السياق، قدم لافروف المعلومات التالية: “لقد بذلنا جهودًا كبيرة في العام الماضي لعقد اجتماعات بمشاركة وزارات الدفاع والخارجية والمؤسسات الخاصة. استخدمنا هذه الاجتماعات لمناقشة الظروف التي قد تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين النظام السوري وجمهورية تركيا. حضر هذه الاجتماعات ممثلو سوريا وتركيا وروسيا وإيران. نعتقد الآن أنه سيكون من المنطقي التحضير لاجتماع جديد، وأنا متأكد من أنه سيحدث في المستقبل القريب.”

المستقبل القريب

يجب التوقف عند عبارة “المستقبل القريب” التي ذكرها الوزير لافروف.

هذا يعني أننا نتحدث عن فترة زمنية قريبة وعن جدول زمني محتمل.

في الواقع، حددت تركيا بشكل واضح الظروف اللازمة لسحب قواتها من شمال سوريا بأعلى المستويات.

وفي تصريح أخير، أوضح وزير الدفاع الوطني التركي ياشار غولر بشكل صريح أن المنطقة يجب أن تخلو من الإرهاب، بما في ذلك التخلص من تهديدات تنظيم PKK/YPG و داعش.

ومن هذا المنظور، يبدو أن بدء الدوريات البرية المشتركة مع روسيا يشير إلى سلسلة من التطورات الجديدة.

وبالنظر إلى القوى المعارضة المدعومة من تركيا في شمال سوريا، والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لـ PKK/YPG، وعوامل أخرى، نعلم بالطبع أن عملية التطبيع ليست سهلة.

ومع ذلك، فإن هذا التطور العملي على الأرض (استئناف الدوريات البرية المشتركة) هو رسالة مهمة من حيث النوايا الحسنة.

التطبيع مع النظام السوري الذي يتم احترام وحدة أراضيه بعد العراق سيكون واعدًا لاستقرار المنطقة وتطهيرها من الإرهاب.

ويمكننا أن نتوقع تطورات إيجابية بين موسكو وطهران وأنقرة ودمشق في الأيام القادمة.

 

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

التعليقات مغلقة.