الانتخابات المحلية التركية في الصحافة العالمية: أكرم إمام أوغلو يتجهز لقدره الوطني!

ظهرتا انعكاسات الانتخابات المحلية التركية في الصحافة العالمية، إذ وجد فوز حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات صداه في وسائل الإعلام العالمية، حيث أُشير إلى أن حزب الرئيس رجب طيب أردوغان تلقى ضربة هامة.

ووفقاً لما نقله فريق كوزال نت عن “BBC TÜRKÇE“، فقد رصدت بي بي سي جملة من التعليقات والآراء التي تطرقت لها أبرز الصحف العالمية على مستوى العالم حول هذا التحول الكبير في تركيا.

ارتدادات الانتخابات المحلية التركية في الصحافة العالمية

صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قالت إن المعارضة حققت مكاسب على مستوى تركيا في الانتخابات المحلية حيث كان الناخبون غاضبين من الوضع الاقتصادي، وأشارت إلى فوز حزب المعارضة في الانتخابات المحلية في جميع أنحاء تركيا على حزب العدالة والتنمية الحاكم.

الصحيفة أكدت أن فوز رئيس بلدية اسطنبول إكرم إمام أوغلو “رفع مكانته كنجم للمعارضة السياسية”، وأشارت إلى أن “العديد من الأتراك يعتبرون إمام أوغلو مرشحًا محتملًا لرئاسة البلاد”.

وأشارت الصحيفة أيضًا إلى أن الانتخابات جاءت بعد فترة طويلة من الأزمة الاقتصادية في تركيا، حيث تراجعت قيمة الليرة التركية خلال هذه الأزمة وأدت إلى تفاقم الفقر لدى العديد من الأشخاص.

كما برزت صحيفة غارديان البريطانية في تعليقها على الانتخابات المحلية التركية في الصحافة العالمية، حيث قالت في مقال لها بعنوان “الحزب المعارض في تركيا يحقق فوزًا ساحقًا في انتخابات رفض الناخبين فيها أردوغان”، إن الحزب المعارض حقق فوزًا كبيرًا في الانتخابات المحلية حيث وجه ضربة غير متوقعة لحُكم رجب طيب أردوغان.

تقول الصحيفة إن نتائج الانتخابات يُنظر إليها على أنها رمز لعدم الرضا عن أردوغان، الذي حاول جمع أنصاره عند صناديق الاقتراع في الانتخابات المحلية بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في العام الماضي.

وفقًا لتصريحات مركز الخبراء الدوليين بجامعة وودرو ويلسون التي نقلتها الصحيفة، يقول يوسف جان: “هذه النتائج ستضع إمام أوغلو والحزب الجمهوري التركي في قلب السياسة التركية”.

فينانشيال تايمز أكدت أن الرئيس التركي تلقى واحدة من أقسى ضربات الانتخابات منذ توليه السلطة قبل 20 عامًا. وتشير الصحيفة إلى أن من بين التحديات التي واجهت أردوغان في الانتخابات المحلية كانت الاقتصاد.

وتشير الصحيفة إلى أن حزب العدالة والتنمية خسر في المناطق التي كان يحظى بقوة فيها، حيث عبر الناخبون عن غضبهم من التضخم الذي زاد أسعار كل شيء من الطعام إلى السيارات على مدى سنوات.

أكرم إمام أوغلو يحتفل رفقة عائلته بعد نتائج انتخابات بلدية إسطنبول الكبرى

 

الانتخابات المحلية التركية في الصحافة العالمية.. صحف بلجيكية وهولندية قالت: “ضربة لأردوغان من المعارضة التركية”

وسائل الإعلام البلجيكية والهولندية قامت بنقل التطورات الخاصة بالانتخابات المحلية التركية إلى العناوين الرئيسية بعد إعلان أولى النتائج.

أوردت القناة العامة الفلمنكية البلجيكية “VRT” الخبر بعنوان “هزيمة كبيرة لحزب أردوغان في المدن الكبيرة”، حيث أشارت إلى إعلان انتصار حزب الشعب الجمهوري (CHP) الذي تمكن من كسر قوة حزب العدالة والتنمية (AKP) للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل مفاجئ قبل خمس سنوات في أنقرة وإسطنبول.

وأشارت القناة إلى أن “النتائج الأولية للانتخابات المحلية في تركيا تظهر أن حزب العدالة والتنمية بات في طريقه نحو هزيمة كبيرة.

وتقدم حزب المعارضة “CHP” في خمسة من أكبر المدن، وفي إسطنبول وأنقرة أعلنوا الانتصار بالفعل، الانتخابات المحلية تعتبر مؤشرًا هامًا على شعبية أردوغان.”

وأشارت “VRT” إلى أن حزب العدالة والتنمية في طريقه إلى هزيمة كبيرة في بورصة وأنطاليا وإزمير، حيث اعترف أردوغان في كلمته بأن النتائج لم تكن كما أراد.

قدر تركيا الوطني يتشكل

الإذاعة الفرنسية العامة “RTBF” قامت بالتعليق بأن “حزب المعارضة الاجتماعية الديمقراطية CHP تواصل توسيع الهوة في اسطنبول وأنقرة”.

وأشارت “RTBF” إلى أن الانتخابات المحلية التركية تمثل اختبارًا لإدارة الرئيس أردوغان.

في الصحيفة الفرنسية Le Soir، قدمت الأخبار على الغلاف تحت عنوان “الانتخابات المحلية في تركيا: فقدان أردوغان لطموحاته”، حيث أفادت أن “الرئيس التركي، في الانتخابات المحلية التي جرت يوم الأحد، فشل في استعادة أنقرة واسطنبول، التي تحولت للمعارضة في عام 2019.

وأظهرت النتائج غير الرسمية خسارة المرشحين الحاكمين في أكبر مدن تركيا. في اسطنبول، يتشكل مصير وطني للفائز في الانتخابات، رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، الذي فاز بالانتخابات”.

وأكدت الصحيفة الفلمنكية Nieuwsblad، أن “الرئيس أردوغان، الذي قاد حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ، يواجه فقدانًا كبيرًا للأصوات على مستوى البلاد”.

وفي صحيفة De Morgen، اُعلن عن التطورات في الانتخابات المحلية تحت عنوان “أردوغان يصف فقدان الأصوات في الانتخابات المحلية في تركيا بـ ‘نقطة تحول’ لحزبه”.

الخبر أشار إلى أن “أردوغان اعترف بخسارة حزبه بعد الانتخابات المحلية مساء الأحد”، مشيرًا إلى “تعرض حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ لخسارة كبيرة في جميع أنحاء البلاد”.

وقامت القناة الهولندية العامة NOS بنشر نتائج الانتخابات كأول خبر.

وجاءت الأخبار التي نشرت بعنوان “المعارضة تنجح في منع حزب أردوغان من الفوز مرة أخرى في إسطنبول”، مستمرة بالقول: “تعرض حزب الرئيس التركي أردوغان لهزيمة جديدة في مدينة إسطنبول. بعد فرز أكثر من 95% من الأصوات، يسير السياسي المعارض إكرام إمام أوغلو، بفارق أصوات يزيد عن مليون صوت، في طريقه للفوز بمنصب رئيس بلدية أكبر مدينة في تركيا. يبدو أن المعارضة تفوز أيضًا في المدن الكبرى الأخرى”.

وفي تقريرها بعنوان “انتصار المعارضة في الانتخابات المحلية: ضربة لأردوغان”، أوضحت القناة الخاصة RTL أن “المرشحين اليساريين حققوا نجاحًا كبيرًا في الانتخابات المحلية الهامة بالنسبة لمستقبل المعارضة”.

“لم يتغير شيء، لكن كل شيء تغير”

وأسوة بصدى الانتخابات المحلية التركية في الصحافة العالمية، نُشرت نتائج الانتخابات بشكل واسع في وسائل الإعلام الإيطالية ووجدت مكانًا في المراتب الأولى. بينما لم تصدر الصحف المطبوعة اليوم بسبب يوم عيد الفصح، إلا أن مواقع الأخبار قامت بمتابعة الانتخابات عن كثب.

وكان الموقع الإخباري التابع لهيئة الإذاعة العامة راي، رينوز “Rainews“، أول من قدم تقريرًا عن الانتخابات المحلية في تركيا. وجاء في الخبر التصريحات التالية:

“لم يتغير شيء، ولكن كل شيء تغير. كانت المدن الكبيرة في تركيا – إسطنبول وأنقرة وإزمير – تحت سيطرة حزب المعارضة العلماني المعتدل “CHP” الذي انتزعها في عام 2019 بشكل كبير، وهو الأمر الذي تكرر من جديد. ومع ذلك، قضى رجب طيب أردوغان جميع كاريزمته في استعادة هذه المدن وخسر بشكل كامل. بالإضافة إلى ذلك، أصبح “CHP”قوة سياسية رئيسية.”

احتفالات جماهيرية بالفوز في مقر حزب الشعب الجمهوري المعارض في أنقرة بعد الكشف عن نتائج الانتخابات المحلية التركية 2024

 

وقد وصفت “Rainews”رسالة الانتخابات التي جاءت يوم أمس بأنها “فشل لا مثيل له للرئيس الذي كان في السلطة لمدة تقريبية 20 عامًا، والذي لم يتردد في قمع المعارضة وتحويل البلاد بالطريقة التي يريدها ويحولها”، على حد زعمها.

على موقع جريدة “La Repubblica“، قيل أن “بعد الانتصار الضئيل في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، خسر الرئيس وحزب العدالة والتنمية الانتخابات المحلية”.

 وأشارت الصحيفة إلى أن “أكرم إمام أوغلو جذب الناخبين الجمهوريين مجددًا إلى صناديق الاقتراع وجعل نفسه الزعيم الفعلي للمعارضة”. وقد قيمت معنى نتائج الانتخابات على أنها “ليست نهاية للأردوغانية ولكنها انحسار مهم: فرصة الرئيس للتمسك بالقيادة الآن قابلة للنقاش”.

كما ذكر موقع الأخبار “Il Post” أن “انتصار إمام أوغلو يُعتبر خاصة ذو مغزى، لأن الرئيس إردوغان كان يهدف إلى استعادة المدن التي فازت بها المعارضة في انتخابات عام 2019، بما في ذلك إسطنبول حيث وُلد وبدأت مسيرته السياسية”.

 وأشار الخبر إلى  أردوغان كان يأمل في تجاوز هذه الانتخابات بسهولة والتركيز على إصلاح الدستور وتمديد فترة ولايته.

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

التعليقات مغلقة.