قناة تركية: هل تتدخل تركيا عسكرياً لردع دروز السويداء والاحتلال الإسرائيلي؟

رغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء، لا تزال الاشتباكات مستمرة بين دروز السويداء والقبائل البدوية بعد أن اندلعت في 14 تموز/يوليو، وبينما يدعم الكيان الصهيوني الهجمات في المنطقة من خلال استغلال المكون الدرزي، يطرح المراقبون تساؤلات حول ما يحدث فعلياً في سوريا: هل يستهدف الكيان الصهيوني حكومة دمشق؟ ووما هو الوضع الراهن في السويداء؟وهل باتت العملية العسكرية التركية في سوريا مسألة وقت فقط؟ خبراء قدموا تحليلات مهمة عبر قناة “A Haber”.

الكيان الصهيوني تشعل التوتر مجدداً عبر دروز السويداء في سوريا

في أعقاب هجوم شنّه دروز السويداء على القبائل البدوية جنوب سوريا، تدخل الكيان الصهيوني في المشهد السوري مجدداً، لتشعل فتيل أزمة جديدة في الشرق الأوسط. فبعد الهجمات على غزة ولبنان واليمن وإيران، انتقل الكيان الصهيوني إلى سوريا، مستخدماً الجماعات الدرزية كأداة لزعزعة الاستقرار. من جهتها، تحاول الحكومة السورية التوصل إلى هدنة في السويداء لوقف التصعيد.

هل تمرد دروز السويداء المرحلة الأولى من خطة الكيان الصهيوني؟

بعد ثلاثة أسابيع من الهجمات، تصاعدت وتيرة الاشتباكات مع مواصلة الجماعات الدرزية مهاجمة القبائل. فما هو المشهد الميداني الحالي؟ وهل سيتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في السويداء؟ وهل يمكن أن تتدخل تركيا بشكل مباشر؟

مراسل تركماني: تم إرسال رسائل إلى قوات سوريا الديمقراطية لفتح ممر

ووفقاً لما ترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت، قدّم الصحفي التركماني السوري إبراهيم بوزان تحديثاً حول الوضع في السويداء لقناة “A Haber“، موضحاً أن الهجمات وقعت بين 14 و20 يوليو/تموز، وأن التغطية الإعلامية للأحداث كانت منحازة لطرف واحد.

 وأشار إلى أن حملة دعائية نُفّذت ضد سوريا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث استُخدم “حكمت الهجري” قائد دروز السويداء المتمردين كقناة لإرسال رسائل إلى “قسد” لطلب فتح ممر.
كما لفت إلى أن مجموعات ميليشياوية تابعة للهجري أبدت رغبتها في التحالف مع “قسد”، وأن الكيان الصهيوني يسعى لجر سوريا إلى حرب أهلية جديدة.

وأوضح أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان كان قد حذر من تحركات في شمال شرق سوريا، قائلاً إن وقوع حرب داخلية سيكون في مصلحة الكيان الصهيوني. وأردف أن محاولات إثارة اشتباكات في أماكن مثل سد تشرين ومنبج لم تنجح، وأن توقف الاشتباكات منذ أشهر يدل على التوصل إلى تفاهم، لكن عودة الهجمات بعد 10 مارس تشير إلى أن بعض عناصر “قسد” يسعون للانسحاب من الاتفاق مع الحكومة السورية.

خبير: أمريكا أدخلت الفتنة بين دمشق وقسد

الدكتور نجم الدين مطلو، خبير في العلاقات الدولية، أوضح أن هناك ثلاث مجموعات درزية رئيسية تتبع إلى إلى “حكمت الهجري”، “يوسف جربوع”، و”موفق طريف”. ويعد طريف حلقة الوصل بين الكيان الصهيوني والدروز، حيث لجأ إلى التواصل مع تل أبيب عدة مرات خلال الأزمات. 

وأضاف أن الدروز يتوزعون في مناطق متعددة، ولكل مجموعة انتماء مختلف. في المراحل الأولى من الأحداث، حاولوا التواصل مع “مظلوم عبدي” قائد “قسد”، بينما كانت واشنطن تحاول دمج قسد مع النظام في دمشق عبر مبعوثها “باراك”.

وأشار إلى أن الكيان الصهيوني زرع بذور الفتنة في الجنوب السوري عبر مجموعات من دروز السويداء، داعياً إلى تأسيس مجالس مصغرة أو قنوات تواصل صغيرة بين الدروز والبدو، وربما تشكيل تمثيل رمزي في دمشق يساهم في وقف التوتر. ولفت إلى أن الكيان الصهيوني يرسل مساعدات إلى السويداء عبر شاحنات، رغم أنها تمنع حتى الطيور من التحليق فوق حدودها، مؤكداً ضرورة فضح هذه التحركات بشكل علني.

خبير تركي يقيم احتمالات العملية العسكرية التركية في سوريا

الدكتور أنار علييف، خبير في العلاقات الدولية، قال إن الكيان الصهيوني يسعى للتوسع، ويتبنى أيديولوجية تسعى إلى إزالة كل ما تعتبره تهديداً.
وأكد إن الكيان الصهيوني كان حاضراً  في كل المفاوضات المتعلقة بسوريا، بما في ذلك مفاوضات “قسد” في باريس.

وأشار إلى أن تركيا تبذل جهوداً كبيرة لتحقيق الاستقرار في سوريا، وترغب في إدماج البلاد في النظام الدولي.
واستبعد أن تقوم تركيا بعملية عسكرية ضد الدروز، لكنه لفت إلى أن عملية استخباراتية ذكية نُفذت في ظل الفوضى داخل سوريا، تم خلالها تمكين القبائل البدوية من التقدم نحو السويداء. وأوضح أن نحو 50 ألف مقاتل من بدو سوريا توجهوا إلى السويداء، مما شكل ضربة خطيرة وخطة مضادة لخطة الكيان الصهيوني.

صحفي: الكيان الصهيوني اصطدم بجدار تركيا في سوريا

برجان توتار، مدير الأخبار الخارجية في صحيفة “صباح”، أكد أن الكيان الصهيوني يهدد العديد من الدول في الشرق الأوسط، لكنه بات على شفا الانهيار. وأوضح أن حكومة نتنياهو كانت تحاول التباهي بخوضها حرباً، لكن مشروعها الداخلي فشل.

وأشار إلى أن مشروع “إسرائيل الكبرى” الذي يروج له الصهاينة، ومساعي جر المنطقة إلى الفوضى، اصطدمت بجدار تركيا في سوريا، قائلاً:
“تركيا أوقفت الكيان الصهيوني عند حده في الملف السوري.”

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.