لماذا لا ينتشر استخدام بطاقة “Troy” في تركيا على نطاق واسع؟

مؤخراً، شهد نظام الدفع المحلي والوطني التركي أو ما يطلق عليه بطاقة “Troy” في تركيا،  حديثاً عنه بلهجة عالية من أعلى رأس الحكومة التركية، حيث بدأت المناقشات حول كيفية تعزيز استخدامه. 

ووفقاً لما نقله فريق كوزال نت عن موقع قناة “HaberTürk“، مع ذلك، يتطلب تعزيز انتشار بطاقة “Troy” في تركيا استراتيجية أكثر جدية وثقة، وتستطيع من خلالها المنافسة مع أنظمة الدفع الأجنبية.

 كما يتعين التحقيق في الأسباب التي جعلت بطاقة “Troy” في تركيا  غير مستخدمة بعد إطلاقه لأول مرة، ولماذا لم يتم التركيز عليها، إذ يجب معالجة هذه القضية لتحقيق الانتشار المطلوب.

يقول الكاتب التركي قونتاي شيمشيك “Güntay Şimşek“، “منذ حوالي عامين، لفتت انتباهي في سلسلة من المقالات سبب تجاهل الجمهور للنظام الوطني للدفع تروي، وذلك بسبب لوبي أنظمة الدفع الأجنبية وضعفنا أمام المصرفيين. بعد هذه المقالات، قام مسؤول قريب من الموضوع بتقديم معلومات حول الأمر، وشكرني لأنني أثرت قضية هامة بتفاصيلها الدقيقة، وأخبرني أنه جرى إطلاق حملة لتعزيز انتشار تروي بعد مقالاتي.

الكاتب التركي قونتاي شيمشيك “Güntay Şimşek”

 

وقد مضى عامان منذ أن أثرت هذه القضية، وما زلنا نقف تقريبًا في نفس المكان. بعض وسائل الإعلام والكتّاب أبدوا اهتمامًا حول استخدام بطاقة “Troy” في تركيا بعد مقالاتي، لكن للأسف، لم تأتِ الخطوة المتوقعة من القطاع العام. 

هذا المجال ليس سهلاً، ويبدو أن هناك عقبات كبيرة يجب تجاوزها، تتعلق هذه العقبات بشركات أجنبية ضخمة ولوبيات وتمثيلاتهم في الداخل. ومع ذلك، آخر التصريحات تشير إلى أن الحكومة التركية قد تتخذ الخطوات اللازمة في هذا الاتجاه.

في اجتماع مجلس التنسيق الاقتصادي التركي (EKK) برئاسة نائب رئيس الجمهورية التركية جودت يلماز، جرى مناقشة وفحص تروي كجزء هام من جدول الأعمال لتعزيز البنية التحتية المالية. 

وكما أشرت إلى ذلك عدة مرات، جرى اتخاذ قرار بتعميم استخدام تروي في جميع الهيئات والمؤسسات الحكومية،هذا القرار يمكن أن يكون محطة هامة للنظام الوطني والمحلي للدفع”.

بطاقة “Troy” في تركيا أيضا ليس لديها أي نشاط!

ويتابع شيمشيك “عند النظر إلى المعلومات المقدمة في تقارير الأداء لشركة مركز البطاقات بين البنوك التركية “BKM” بشأن تروي، يظهر أن فعاليتها ضئيلة للغاية. 

وبالإضافة إلى ذلك، كان الوصول لحاملي بطاقات تروي “Troy” صعبًا للمستهلكين، حتى يكاد يكون غير ممكن. 

ويخبرني القراء الذين يراسلوني برسائل أنهم طلبوا بطاقات تروي بعد قراءة مقالاتي، ولكن لم ينجحوا في الحصول عليها. 

ووفقًا لتقارير الأداء، يمكن استخدام تروي كبطاقة بنكية في مجموع 38 مؤسسة، منها 27 بنكًا و11 منشأة للأموال الرقمية. 

ومع ذلك، فإن عدد العمليات قليل وقيمتها ضئيلة بشكل عام، ففي عصر التكنولوجيا الرقمية، تظهر نسبة زيادة استخدام تروي بأسعار متدنية مقارنة بالبطاقات الأخرى، مما يعني ضعف فعاليتها”.

يمكن أن تحل بطاقة “Troy” في تركيا محل الأوراق النقدية الكبيرة

وأشار الكاتب للجهود المبذولة مؤخراً حول بطاقة تروي قائلاً “في هذه الأيام، يجري التفكير في اتخاذ تدابير بشأن استخدام بطاقات الائتمان. وتشير المعلومات الواردة من هيئة تنظيم ومراقبة القطاع المصرفي (BDDK) والبنك المركزي التركي أيضًا إلى أن التنظيمات ستُطبق قريبًا. ومع ذلك، فإن العالم قد انتقل الآن إلى أنظمة الدفع بواسطة البطاقات.

 على سبيل المثال، لاحظت في الصيف خلال زيارتي إلى الصين أنه تقريبًا لا يتم استخدام النقدية تقريبًا. يتم إجراء جميع أنواع الدفع عبر البطاقات ومُسجلة. يُستخدم أنظمة الدفع بواسطة البطاقات في التسوق ووسائل النقل العامة وحتى عند شراء شيء صغير من البُقّالة”.

ويضيف الكاتب “تركيا يجب أن تضع تروي على الساحة كوسيلة دفع على وجه السرعة في الوقت الحالي. وبهذه الطريقة، لن يكون هناك حاجة لمزيد من المناقشات حول فكرة الورقة النقدية الكبيرة. يمكن إجراء المعاملات عبر نظام الدفع الخاص بنا. قد يستغرق وقتًا طويلاً لوضع تروي كبطاقة ائتمان رئيسية وتعزيزها. يمكن أن تكون الاتفاقيات الثقيلة التي تبرمها البنوك التركية مع أنظمة الدفع الأجنبية عائقًا. ولكن يمكن استخدام تروي بسهولة في نطاق تأثير الدولة، مثل في دفع الرواتب وأنظمة الدفع للمؤسسات الحكومية”.

وإذا قامت هيئة تنظيم ومراقبة القطاع المصرفي (BDKK) بتنظيم الاتفاقيات التي تبرمها البنوك مع أنظمة الدفع الأجنبية، بالإضافة إلى اتفاقيات العمولات، والعلاقات الثنائية، والعقوبات، فإن نظام الدفع المحلي التركي تروي سيدخل حياتنا بسرعة وينتشر. وبهذه الطريقة، لن تتدفق مليارات الدولارات إلى الخارج بسبب نظام الدفع فقط، بالإضافة إلى ذلك، ستظل جزءًا هامًا من بيانات اتجاهات تركيا المالية في بلدنا”.

“كما أشرت سابقًا، يمكن لمؤسساتنا مثل الخطوط الجوية التركية (THY) التعاون مع تروي. يمكنهم إصدار بطاقات خاصة بهم. يجب على السلطات الحكومية التي تفرض تنظيمات غير مفهومة على التجارة الإلكترونية بمناسبة الهمة المحلية والوطنية أن تولي أهمية خاصة لتروي في هذا العصر الذي يواكب التكنولوجيا الرقمية، إذ لا ينبغي للقطاع العام أن يتجاهل النظام المحلي للدفع”

في النهاية، هناك عائقين أمام انتشار تروي؛ عدم كفاية المبادرة من قبل القطاع العام وعلاقات البنوك مع أنظمة الدفع الأجنبية..

الجدير بالذكر أنه على ضوء حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من 137 يوماً، دعا العديد من الناشطين الأتراك إلى التخلي عن استخدام “Viza” و “Mastercard” الأجنبية والتي اتهمت بدعم الكيان الصهيوني، والتوجه إلى استخدام بطاقة “Troy” المحلية التركية.

إعداد وتحرير وترجمة: عبد الجواد حميد

التعليقات مغلقة.