نظام جديد لخط المتروبوس في تركيا: قد يتحول إلى خط مترو!

قُدم مشروع جديد يقترح نظام جديد لخط المتروبوس في تركيا، الذي يشتهر بالحوادث والازدحام، إلى خط مترو بعجلات مطاطية خلال فترة تسعة أشهر.

ووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت عن صحيفة “ekonomim” التركية، فإذا جرى قبول مشروع نظام جديد لخط المتروبوس في تركيا فمن المتوقع أن يتضاعف عدد الركاب الذين يمكن نقلهم بالنظام الجديد.

وفي الآونة الأخيرة، أثارت الحوادث والحرائق والأعطال في خط المتروبوس في إسطنبول القلق، مما جعل حل مشكلة الازدحام في النقل العام موضوعًا يثير التساؤلات. 

وتُظهر بيانات النقل في إسطنبول،- التي تعاني من “متلازمة المدينة التي لا نهاية للزحمة فيها”-، أن العبء السكاني الحالي يجعل من المستحيل التغلب على هذه المشاكل. 

وحتى في خطوط المترو التي يستخدمها حوالي 2.5 مليون راكب يوميًا، تظهر مشاهد الازدحام الشديد في ساعات الذروة مثل وقت الذهاب إلى العمل صباحًا والعودة إلى المنزل مساءً، ومع ذلك، تظهر أكبر المشاكل والازدحامات في خط المتروبوس في تركيا.

وفي خط المتروبوس في إسطنبول، الذي يعد شريان النقل للمدينة يوجد حوالي 610 مركبات قيد الخدمة، إلا أن جميع المركبات لا تستطيع العمل في الوقت نفسه. 

وفي الظروف العادية، يستغرق وقت الرحلة بين محطتي”أفجلار-زنجيرليكويو” التي يبلغ طولها 30 كيلومترًا حوالي 60 دقيقة، بينما تستغرق الرحلة بين محطتي ” أفجلار-بيليك دوزو” التي يبلغ طولها 42 كيلومترًا حوالي 95 دقيقة في المتوسط. كما تستغرق رحلة بيليك دوزو-زنجيرليكويو ما بين 65 و70 دقيقة. وخلال ساعات الذروة، يصبح الازدحام في المتروبوس شديدًا للغاية، مما يجعل الركاب يسافرون في حالة اكتظاظ شديدة مثل علب السردين.

”لدينا مشروع نظام جديد لخط المتروبوس في تركيا  قدمناه إلى IETT“

من ناحية أخرى فإن زيادة السعة تعني معاناة للركاب، وزيادة في التوتر للسائقين، ومشاكل تقنية للمركبات. بعد الحادث الأخير والحريق، تحدث مدير قسم النقل في جامعة إسطنبول التجارية، الأستاذ الدكتور مصطفى إيليجالي، مع “مِرت إينان” من “Haber Global” قائلاً: “لقد استنفد المتروبوس عمره. فهو غير كافٍ سواء من ناحية السعة أو من ناحية الأمان.”

وعلق الأستاذ الدكتور إيليجالي أن مشروع نظام جديد لخط المتروبوس في إسطنبول قد يتم تحويله إلى خط مترو بعجلات مطاطية، قائلاً: “لدينا مشروع قدمناه إلى هيئة النقل العام في إسطنبول (İETT). إذا جرى تحويل خط المتروباص إلى خط مترو بعجلات مطاطية ضمن خطط مشروع نظام جديد لخط المتروبوس في تركيا، فسيتم مضاعفة سعة الركاب، وبفضل النظام الآلي ستكون الرحلات آمنة بنسبة 100%. أشرنا في التقرير إلى أن التحويل يمكن أن يتم خلال فترة تسعة أشهر. وبفضل النظام الكهربائي، ستنخفض الانبعاثات أيضًا. حالياً، يتم نقل أكثر من مليون راكب يوميًا على خط المتروباص، ولكن جودة النقل الجماعي قد تدهورت تمامًا. الناس يسافرون متلاصقين.”

”يجب العمل على تحويل نظام جديد لخط المتروبوس في إسطنبول إلى نظام سكك حديدية“

وأشار خبير التخطيط الحضري، “إرهان دميرديزن”، إلى أن المتروبوس في إسطنبول يعمل على خط طويل جدًا مقارنة بسعته، قائلاً: “يجب العمل على تحويل خط المتروباص إلى نظام سكك حديدية. وإذا لم يكن ذلك ممكنًا، فيجب التركيز على بدائل تهدف إلى توزيع الطلب على المتروباص بين أنواع النقل المختلفة.”

كما أكد “دميرديزن” على أن الفوضى الحاصلة في إسطنبول هي نتيجة عملية استمرت 45 عامًا، مشيرًا إلى أن المدينة لا تستطيع استيعاب عدد سكانها الحالي، وقال: “يعيش 20% من سكان تركيا في إسطنبول. يُعرَّف هذا الوضع بمتلازمة المدينة التي ليس لها حدود. لقد بدأ هذا الأمر منذ أواخر السبعينيات، ونمت إسطنبول بدون تخطيط. ما لم يتم إنشاء مراكز جذب في مدن ومناطق أخرى، وما لم ينخفض عدد سكان إسطنبول، لن تُحل مشكلة المرور والنقل العام.”

هل حافلات المترو آمنة؟

خبير السيارات والطرق السريعة، المهندس “ألپاي لوك”، أجاب عن سؤال “هل المتروباصات آمنة؟” قائلاً: “الإجابة القصيرة لهذا السؤال هي؛ لا”، ووضح قائلاً: “جرى بدء إنشاء نظام المتروبوس في إسطنبول في عام 2006، وتم تشغيل أول خطوطه في 17 سبتمبر/أيلول 2007. كان النظام في البداية مصممًا لحافلات متروباص بطول 26 مترًا بثلاثة أجزاء، وسرعة 50 كم/ساعة، وبأبواب على الجهة اليسرى وفقاً لحركة المرور اليمنى. جرى إلغاء الحد الأقصى للسرعة البالغ 50 كم/ساعة في البداية، وفي عام 2008 تم استخدام حافلات مفصلية بأبواب على الجهة اليمنى واستمرت حركة المرور من الجهة اليسرى.”

وأضاف: “تطبيق حركة المرور من الجهة اليسرى في خط المتروبوس في إسطنبول يتسبب في مشاكل. لتجنب الحوادث في المتروباصات، يجب تقليل السرعة إلى 60 كم/ساعة فوراً، وتركيب نظام الفرامل الطارئة المتقدم (AEBS) لمنع الاصطدامات. كما يجب أن تتم صيانة الحافلات تحت إشراف مراكز الخدمة المعتمدة.”

 

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

التعليقات مغلقة.