جبهة الفوضى تريد الحرب!

إعداد علاء رزوق- كوزال نت

بينما سعت تركيا إلى حل دائم من خلال إنهاء الحرب المستمرة منذ 11 عاماً في سوريا، يتخذ المجتمع الغربي إجراءاتٍ
لتعميق الفوضى في سوريا..

جهود الحوار التركي بشأن سوريا حشدت دوائر في البلاد لا تريد حلاً بل تريد تعميق الفوضى، حيث اتصلت دول التحالف التي تعمل تحت قيادة الولايات المتحدة بالمعارضة السورية وقالت لها “تركيا ستسلمكم للأسد”، ووعدت المعارضة في حال تخليها عن تركيا واتفاقها معها، ستُمنح( للمعارضة) إدلب وحلب وستكون لديها دولة مستقلة، حيث قال قائد مجموعة كبيرة حضرت هذا الاجتماع: قالوا لنا (قوات التحالف) في الاجتماع سنمنحكم إدلب وحماة وحلب، وستكون درعا والسويداء منطقة حكم ذاتي مشتركة بين السنة والدروز، وفي مناطق دمشق وحمص واللاذقية وطرطوس ستقام دولة للنصيريين، وقيل لنا في حال رغبتم مستقبلا بالاتحاد مع مناطق حزب الاتحاد الديمقراطي، فإن الولايات المتحدة وحلفائها سيقدمون لكم كل أنواع الدعم، كما قالوا إنهم سيكونون معنا في موضوع الحصول على الشرعية الدولية.

وفي حديثهم لصحيفة “تركيا”، قال قادة المعارضة السورية إن الاحتجاجات التي بدأت بعد التصريح الأخير لوزير الخارجية مولود جاويش أوغلو والأحداث التي بلغت حد حرق العلم التركي، أثارتها جماعات الضغط والقوى المؤيدة لاستمرار الفوضى، فيما حذرت الجماعات العسكرية المعارضة، وكافة الهياكل العسكرية، وخاصة الجبهة الشامية، وفرقة السلطان مراد، وفصيل ملك شاه، وسليمان شاه، ولواء الفتح، الشعب من الانجرار وراء ألاعيب المحرضين.

لن نجلس على الطاولة مع الأسد

يقول رضوان قائد لواء الفتح المقرب من تركيا: إن نظام الأسد اغتصب أكثر من ثمانية آلاف امرأة، وفي كل منزل عائلة سورية شهيد واحد على الأقل، وهُجر ما لا يقل عن سبعة ملايين شخص من وطنهم، وحُولت المدن إلى خراب، من المستحيل أن نوافق على الجلوس والاتفاق مع الأسد. وقفت تركيا إلى جانب الشعب السوري بشكل واضح وقائم على المبادئ، ولا يساورنا شك في أن هذه الشراكة التي استمرت 12 عامًا ستظل مستمرة، ونحن الآن نستعد في نفس الخندق للحرب ضد العدو المشترك( قسد)، وإننا نتخذ كل الاحتياطات حتى لا يتحول تصاعد ردود الفعل في المنطقة إلى أعمال استفزازية، ولن نمنح أي فرصة لخلايا المحرضين، فنحن نمر بفترة حساسة.

ماحصل في لبنان يتكرر

أكد اللواء أبوساري، أنه هناك من يحاول تحويل دمشق إلى بيروت أُخرى وأن مع هذه التقسيمات المفتعلة يُعمل على خلق فوضى لبنانية جديدة، وقال إن “تاريخنا وأهدافنا ونضالاتنا مشتركة مع تركيا، قاتلنا من أجل سوريا الحرة في نفس الخندق وقدمنا أرواحنا لأجل هذه الأرض” مشددا على أنه لا أحد يستطيع كسر هذه الأخوة، فقوى المعارضة والشعب السوري ، لديها القدرة لتعطيل هذه الخطة حسب تعبيره.

بدوره قال عضو في الائتلاف الوطني للمعارضة وقوى الثورة السورية إن الحادثة لم تكن تتعلق بسوريا فحسب، بل كان لها بُعد يضعف نفوذ الرئيس أردوغان وتركيا، على مستوى الحكومات والشارع العربي باستغلال ماحدث في سوريا، مؤكداً أنهم( الائتلاف) سيعقدون اجتماعا استثنائياً لبحث هذه التطورات، ودعا الناس في مناطق المعارضة إلى الهدوء وحذرهم من الإنجرار وراء هذه الاستفزازات.

وكانت قد خرجت مظاهرات بعيد صلاة الجمعة في العديد من مدن وبلدات أرياف محافظات حلب وإدلب والحسكة، احتجاجا على تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الداعية للمصالحة مع نظام الأسد، وأظهرت الصور حشوداً من المحتجين يتجمعون في ميادين عامة، وبثت مواقع سورية مقاطع فيديو للاحتجاجات في مدن إعزاز والباب والأتارب وعفرين بريف حلب، وكذلك في بلدات حارم والدانا وأطمة وعند نقطة العبور التركية قبالة بلدة المسطومة بريف إدلب.
وأكد المتظاهرون أن الحل الأمثل للسلام الدائم في سوريا يمر عبر محاسبة النظام الذي قتل مئات الآلاف وشرد الملايين، رافضين أي حديث عن المصالحة معتبرين أنها تعد استسلاماً وعودةً للوضع السياسي والأمني الذي كانت عليه سوريا قبل الثورة،
وحمل المتظاهرون لافتات ترفض أي مصالحة أو تطبيع مع نظام الأسد وتدعو إلى إسقاطه، في حين دعا محتجون في إدلب إلى فتح جبهات القتال ضد قوات النظام وحلفائه.

المصدر صحيفة “تركيا”

التعليقات مغلقة.