عقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس مؤتمرا صحفيا حول عمل وزارة الخارجية الروسية في عام 2022، وتطرق فيه إلى خطوات التطبيع بين تركيا وسوريا.
ووفقا لمتابعة كوزال نت نقلا عن صحيفة “Son Dakika“، أفاد لافروف أن الاستعدادات جارية الآن للاجتماع الذي سيجتمع فيه وزيرا خارجية تركيا وسوريا، مذكرا باجتماع وزراء دفاع البلدين نهاية الشهر الماضي في موسكو.
وقال لافروف إن روسيا تتفهم انزعاج تركيا من وجود منظمة حزب العمال الكردستاني PKK / YPG الإرهابية في شمال سوريا، لكنه شدد على أن إدلب هي إحدى عوائق تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا.
الاستعدادات جارية لاجتماع جديد بين تركيا وسوريا
وقال لافروف للصحفيين أنه كما هو معلوم، فإن تركيا تريد تطبيع علاقاتها مع سوريا، والرئيس التركي أردوغان مستعد للقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد، وأن تركيا طلبت مساعدة روسيا في ذلك.
وأكد لافروف، أنه بمساعدة روسيا، التقى وزيرا دفاع تركيا وسوريا. والآن تجري الاستعدادات للاجتماع الذي سيجتمع فيه وزراء الخارجية قريبا.
“إدلب إحدى العقبات”
وشدد لافروف على أن الاتفاق، الذي ينص على أن استمرار وجود الإرهابيين في إدلب أمر غير مقبول، يجب أن يتحقق.
من جهة أخرى، قال لافروف أنه من الضروري بدء الاتصال بين الحكومة والأكراد، في الشمال الشرقي.
وأفاد لافروف أن روسيا تتفهم مخاوف الأتراك بشأن هذه المسألة، مؤكدا أن روسيا تدرك أن رغبة الولايات المتحدة في استخدام الأكراد في سوريا لإقامة دولة مستقلة في شمال البلاد وتنفيذ توجيهاتها الخاصة وإحداث توتر، تزعج الجانب التركي.
الاتفاقيات لا زالت سارية المفعول بين الطرفين
وخلال المؤتمر، سُئل لافروف أيضًا عن تقييمه لرد فعل تركيا بعدم تنفيذ بروتوكول إدلب الموقع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس رجب طيب أردوغان بشأن إزالة التشكيلات في شمال سوريا من الحدود التركية.
قال لافروف بصرف النظر عن هذا الاتفاق المتعلق بشمال شرق سوريا، فقد وقع الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بروتوكول إدلب”.
وأوضح لافروف أنه بحسب هذا الاتفاق، كان على تركيا أن تفصل بين فصائل المعارضة المتعاونة مع تركيا والجماعات الأخرى المنبثقة عن جبهة النصرة، حتى لا يتمكن الإرهابيون من التصرف كما يشاءون، على حد تعبيره.
وأشار لافروف إلى أن روسيا اتفقت مع تركيا على القيام بدوريات مشتركة على طول الطريق السريع M4 حتى حلب، ولكن لم يكن بالإمكان القيام بذلك حتى الآن.
وشدد لافروف على ضرورة مواصلة السعي لتحقيق ما اتفق عليه، مشددا على أن هذه الاتفاقيات لا زالت قائمة.
“سلامة الحدود والأرض أولويتنا”
من جهة أخرى وفي المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قال وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو فيما يتعلق بتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، أن تركيا تتخذ الاجراءات اللازمة للقضاء على تهديد حزب العمال الكردستاني وتتخذ الخطوات اللازمة لذلك في الداخل والخارج، مشيرا إلى أن القضية قد طرحت في اللقاءات الأخيرة بين تركيا وسوريا.
وأفاد تشاووش أوغلو، أن مسألة الحدود والسلام في الإقليم هي أولوية لتركيا، وأكد مع نظيره الإيراني على الدعم الكامل لسلامة حدود سوريا ووحدتها السياسية.
وشدد تشاووش أوغلو على أن هناك حربا مستمرة في سوريا، مشيرا إلى أن تركيا قد اتخذت بالفعل خطوات مهمة في إطار اتفاقية أستانا؛ لكنه أكد على ضرورة اتخاذ خطوات موجهة نحو نتائج ملموسة، على حد تعبيره.
وأكد تشاووش أوغلو على أن مساهمة إيران في عملية إعادة تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا مهمة للغاية، مشيرا إلى أن تركيا ستعمل عن كثب مع إيران لضمان أن تؤتي الخطوات التي ستتخذ في الفترة المقبلة نتائجها.
سوريا تضع شرطا لإعادة تطبيع العلاقات مع تركيا
من جانبه، قال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مؤخراً، إن على تركيا أن توقف عملياتها في شمال سوريا من أجل عقد اجتماع أردوغان – الأسد.
وشدد المقداد على أنه لا يمكن الحديث عن إعادة تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا دون وقف العمليات العسكرية التركية شمال سوريا.
واستطرد المقداد ” قبل الاجتماع بين الرئيس الأسد والقيادة التركية، يجب إزالة أسباب الخلافات بين تركيا وسوريا، لأنه من الضروري تهيئة بيئة مناسبة لعقد اجتماعات على مستوى أعلى”.
واختتم المقداد حديثه بالتأكيد على أن اللقاء بين أردوغان وبشار الاسد مرهون بازالة اسباب الخلافات بين البلدين.
التعليقات مغلقة.