أول لقاء إسرائيلي سوري: وزير الخارجية السوري يلتقي وفدًا إسرائيليًا في باريس!
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً داخل وخارج سوريا، أعلن عن أول لقاء إسرائيلي سوري بعد أن كشفت وكالة سانا السورية عن أن وزير الخارجية السوري حسن شيباني عقد لقاءً وجهاً لوجه مع وفد إسرائيلي في باريس. وتم خلال اللقاء بحث تطبيع العلاقات بين البلدين.
أول لقاء إسرائيلي سوري: هل تتجه حكومة دمشق للتطبيع؟
ووفقاً لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت، أفادت وكالة“سانا” أن وزير الخارجية السوري حسن شيباني التقى يوم الثلاثاء في باريس وفدًا صهيونياً، وأشارت إلى أن المحادثات تناولت تخفيف التوتر بين البلدين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، مع التأكيد على دور الولايات المتحدة كوسيط في هذه اللقاءات.
وصرح المسؤولون السوريون: “تُجرى هذه المحادثات برعاية الولايات المتحدة وتشكل جزءًا من الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا، والحفاظ على وحدة وسلامة البلاد”.
وأوضحت المصادر السورية أن وزير الخارجية طرح خلال اللقاء إعادة تفعيل اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة عام 1974، والتي تنص على إنشاء منطقة خالية من الاشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية.
كما التقى وزير الخارجية السوري شيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر الشهر الماضي في العاصمة الأذرية باكو، إلا أنه لم يُصدر أي توضيح مفصل بشأن هذا اللقاء.
ولم تقدم دمشق معلومات تفصيلية حول نتائج لقاء باريس، كما لم يصدر الجانب الإسرائيلي أي بيان للجمهور بخصوص هذا الاجتماع.
تصريح من الولايات المتحدة حول أول لقاء إسرائيلي سوري
وأفاد مسؤول أمريكي رفيع المستوى لوكالة الأنباء “أسوشيتد برس” (AP)، مؤكداً صحة المباحثات، قائلاً: “تواصل الولايات المتحدة دعم أي جهود من شأنها تحقيق استقرار دائم وسلام بين الكيان الصهيوني وجيرانه”.
وأوضح المسؤول أن هذا الدعم يأتي في إطار رؤية الرئيس دونالد ترامب لـ”شرق أوسط مزدهر يشمل الكيان الصهيوني وسوريا”.
وتسعى واشنطن منذ أسابيع إلى إنهاء النزاعات بين حليفها الكيان الصهيوني من جهة، وسوريا ولبنان من جهة أخرى.
ورغم وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في نوفمبر/تشرين الأول الماضي، واصل الكيان الصهيوني استهداف قوات حزب الله وشن هجمات على أهداف في لبنان.
كما شنت القوات الصهيونية هجمات على مناطق مختلفة في سوريا منذ الإطاحة بالقيادة السورية تحت حكم بشار الأسد.
وفي يوليو الماضي، شهدت محافظة السويداء في جنوب سوريا، التي يعيش فيها غالبية من الدروز، اشتباكات بين جماعات عرقية مختلفة، أسفرت هذه الصراعات، التي شارك فيها الجيش أيضاً، عن مقتل أكثر من 1400 شخص.
وقد تدخل الكيان الصهيوني لدعم الطائفة الدرزية، وشنّ هجمات على القصر الرئاسي السوري في العاصمة دمشق ومقرات الجيش.
يذكر أن اللقاء يأتي في وقت يشن فيه الكيان الصهيوني حرب إبادة جماعية مستمرة على قطاع غزة منذ 684 يوماً ارتقى فيها ما لا يقل عن 62 ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء، وهو ما يرى فيه الكثير من المراقبين طعنة جديدة في خاصرة الشعب الفلسطيني الذي يواجه نكبة جديدة أخطر من نكبته الأولى عام 1948، ناهيك عن الاعتداءات الصهيونية المتكررة ضد محافظتي درعا والسويداء وجنوب سوريا والتي استشهد فيه العديد من السوريين.
كما يأتي اللقاء في وقت أعلن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عن نواياه العلنية بتحقيق حلم “إسرائيل الكبرى” والذي يضم كامل فلسطين التاريخية ولبنان والأردن و75% من سوريا وصول إلى نهر الفرات في العراق شرقاً وحتى نهر النيل في مصر، بما ذلك اقتطاع مساحة كبيرة من شمال السعودية، وهو ما يثير علامات استفهام كبيرة على هرولة الحكومة السورية نحو فتح علاقة مباشرة مع الكيان الصهيوني.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.