حذر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، من أن العنف في سوريا قد تراجع بشكل كبير بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، إلا أن خطر اندلاع صراع جديد ما زال قائماً.
ووفقاً لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت عن وكالة الأناضول التركية الرسمية، جاء تحذير بيدرسون خلال إفادته لمجلس الأمن الدولي حول التطورات في سوريا، حيث أكد أن “رغم تراجع العنف في سوريا بشكل كبير بعد وقف إطلاق النار في السويداء يوم 19 يوليو/تموز 2025، فإن خطر اندلاع صراع جديد ما زال قائماً، تماماً مثل القوى السياسية الانفصالية التي تهدد سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها”.
كما حذر بيدرسون من أن “الأعمال العدائية الخطيرة لا تزال مستمرة في محيط السويداء”، مشدداً على أن “وقف إطلاق النار يظل هشًا ما لم تُتّخذ تدابير ملموسة وملزمة، بما في ذلك بناء الثقة لتجنب عودة العنف في سوريا”.
مخاوف أممية من اندلاع موجات جديدة من العنف في سوريا لا سيما بعد التوتر مع قسد!
وأشار بيدرسون إلى أن الغارات الجوية الصهيونية على سوريا قد تراجعت أيضًا بعد وقف إطلاق النار الأخير، لكن العمليات البرية في جنوب غرب سوريا مستمرة. واعتبر أن “مثل هذه الأعمال غير مقبولة، وعلينا أن نصرّ على الاحترام الكامل لسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها”.
وفي معرض حديثه عن التطورات في شمال شرق سوريا، أشار بيدرسون إلى “تصاعد مقلق للعنف” في محافظة حلب بين قوات الأمن المؤقتة وتنظيم “بي كي كي/واي بي جي” الذي يستخدم اسم “قسد”. ودعا الأطراف إلى “الاجتماع لإحراز تقدم عاجل وملموس نحو تحقيق الأهداف المتفق عليها في اتفاق 10 مارس”.
الأمم المتحدة: 16 مليون سوري ما زالوا بحاجة للدعم الإنساني
أكد توم فليتشر، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، أن الأزمة الإنسانية في سوريا لم تنتهِ بعد، مشيراً إلى أن “16 مليون سوري في جميع أنحاء البلاد ما زالوا بحاجة إلى الدعم الإنساني”.
وفي كلمته خلال الاجتماع، أشار فليتشر إلى أن الصراعات لا تزال مستمرة في السويداء على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، وأن أكثر من 185 ألف شخص نزحوا في السويداء ودرعا وريف دمشق ومناطق أخرى.
ووصف فليتشر الوضع الإنساني بأنه “وخيم”، مؤكداً ضرورة الاستمرار في تقديم الدعم العاجل لتوفير الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى، والمياه النظيفة، والوقود، وإصلاح البنية التحتية للمياه والكهرباء، وتوفير التعليم. وأضاف: “في بعض المناطق، يتجاوز عدد الوافدين عدد السكان الحاليين، وتصبح الخدمات غير كافية”.
وذكر فليتشر أن الأمم المتحدة تصل شهريًا إلى 3.5 مليون شخص في جميع أنحاء سوريا، مشيرًا إلى أنهم اتفقوا مع السلطات التركية على تمديد العمليات عبر الحدود لتسهيل دخول المزيد من المساعدات الإنسانية.
وشدد على الحاجة إلى المزيد من التمويل لمواصلة جهود الإغاثة، لافتاً إلى أن نداءات المساعدة التي أطلقتها الأمم المتحدة لعام 2025 لم يمول منها سوى 14% فقط. كما أكد على ضرورة توفير الدعم طويل الأمد للتنمية وإعادة الإعمار لتقليل اعتماد الشعب السوري على المساعدات الإنسانية وإنهاء هذه الأزمة في نهاية المطاف.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.