التوتر في سوريا يتصاعد: ماذا حدث خلال الـ48 ساعة الماضية؟

بعد وفاة 7 من كبار المسؤولين العسكريين في الهجوم الصهيوني على قنصلية إيران في دمشق، زاد التوتر في سوريا، كما أدين الهجوم من قبل العديد من الدول، وشهدت سوريا ساعات مضطربة خلال الـ 24 ساعة الماضية.

استمرار التوتر في سوريا

ووفقاً لمتابعة فريق كوزال نت، تعرضت مجموعات مدعومة من إيران في محافظة درعا جنوب سوريا لضربات جوية. وفي دير الزور، لقي ثلاثة عساكر من ميليشيات مدعومة من النظام السوري مصرعهم جراء انفجار وقع أثناء مرور مركبة عسكرية. كما حدثت محاولة لشن هجوم بطائرات مسيرة على قاعدة أمريكية في دير الزور.

وبعد وفاة العديد من القادة في قوة القدس التابعة لمليشيات الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك اللواء محمد رضا زهيدي واللواء محمد هادي حاج رحيمي، في الهجوم الجوي على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، زاد التوتر في سوريا. 

وأدانت  كل من روسيا وقطر وعمان والأردن والعراق والسعودية الهجوم الصهيوني على البعثة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق.

انفجار في دير الزور

المرصد السوري لحقوق الإنسان (SOHR) أفاد بأن ثلاثة من ميليشيات الدفاع عن الوطن التابعة لجيش النظام السوري لقوا مصرعهم، وأصيب أربعة آخرون، نتيجة انفجار لغم زرعته داعش أثناء مرور مركبة عسكرية في صحراء الطبنة بغرب محافظة دير الزور في شرق سوريا على الحدود مع العراق.

قصف مقرات الميليشيات في درعا

وأول أمس، قامت طائرات حربية مجهولة الهوية بشن هجوم على مجموعات مسلحة مدعومة من إيران في صفوف جيش النظام السوري في قرية ماريا بغرب درعا. وقد جرى استهداف مقر عمليات ينتمي إلى المجموعات المدعومة من إيران في الهجوم.

وادعت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي المقربة من نظام الأسد أن الهجمات التي وقعت بالقرب من قرية ماريا في درعا قد نُفذت من قبل طائرات حربية صهيونية، فيما لم يصدر أي تصريح رسمي حتى الآن من قبل الكيان الصهيوني أو نظام الأسد بشأن هذه الهجمات.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان (SOHR) أن المنطقة العسكرية في قرية ماريا بمنطقة حوض اليرموك في غرب ريف درعا قد تعرضت لقصف جوي، ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت هناك خسائر بشرية جراء القصف.

محاولة للهجوم على القاعدة الأمريكية في التنف

تعرضت قاعدة عسكرية تابعة للقوات الأمريكية في منطقة التنف التابعة لها في حمص إلى محاولة لهجوم بطائرة مسيرة انتحارية (İHA) غير معروفة المصدر.

وفقًا لمعلومات أوردتها مصادر محلية، نفذت محاولة الهجوم في ساعات متأخرة من الليل في تنيف، التي تقع في منطقة صحراوية بالقرب من الحدود مع الأردن.

وأشارت التقارير إلى أن القوات الأمريكية المتمركزة في القاعدة أسقطت الطائرة المسيرة انتحارية في المنطقة الصحراوية جنوب شرق القاعدة.

قصف القنصلية الإيرانية

وقد بلغ التوتر في سوريا ذروته، بعد تعرض مبنى القنصلية الإيرانية في مجمع القنصلية في دمشق لهجوم جوي في ساعات المساء الأولى أول أمس.

وخلال الهجوم، لقي سبعة مسؤولين إيرانيين مصرعهم، بما في ذلك اللواء محمد رضا زهيدي واللواء محمد هادي حاج رحيمي.

وأعلنت مليشيات الحرس الثوري الإيراني أن سبعة مسؤولين، بما في ذلك اللواءين زهيدي ورحيمي، لقوا حتفهم في الهجوم الصاروخي الذي نفذته طائرات الاحتلال الصهيوني على مجمع القنصلية في دمشق.

ومن المعروف أن هناك تواجدًا لجيش النظام السوري ومجموعات إرهابية مدعومة من إيران، بالإضافة إلى عناصر مليشيات حزب الله اللبناني، في المناطق الحضرية والريفية في دمشق.

إدانات واسعة للهجوم

 

روسيا: ندعو “إسرائيل” للامتناع عن الأعمال العسكرية الاستفزازية

وقد أعربت وزارات خارجية روسيا، قطر، عمان، الأردن، العراق والسعودية عن إدانتها للهجوم الذي استهدف بعثة إيران الدبلوماسية في العاصمة السورية دمشق.

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها تدين بشدة الهجوم الجوي الذي شنته طائرات الاحتلال الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق، عاصمة سوريا.

وأكدت الوزارة في بيان صادر عنها أن الهجوم على المرافق الدبلوماسية والقنصلية التي تحميها اتفاقية فيينا للشؤون الدبلوماسية يعتبر غير مقبول.

وأشار البيان إلى أن الهجوم الذي استهدف القنصلية الإيرانية في سوريا يشكل تهديدًا للحياة السكانية في المنطقة العالية الكثافة السكانية، وأعرب عن إدانته له بشدة، مؤكدًا على ضرورة عدم قبول الأعمال العدائية من قبل الكيان الصهيوني ووقفها.

وشدد البيان على ضرورة أن تعبر جميع الأطراف المسؤولة في المجتمع الدولي عن مواقفها بوضوح تجاه هذه الأعمال، مشددًا على أهمية تقديم تقييم قانوني مناسب بشأنها.

وأضاف البيان أنه يجب على الحكومة الصهيونية التوقف عن تنفيذ الأعمال العسكرية الاستفزازية  لمنع تصاعد التوتر في سوريا ودول الجوار.

قطر: الهجوم انتهاكًا واضحًا للمعايير الدبلوماسية

أدانت وزارة الخارجية القطرية الهجوم الذي استهدف البعثة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق بوصفه “انتهاكًا واضحًا للاتفاقيات والمعايير الدولية التي تعتبر الهجوم على المرافق الدبلوماسية جريمة”.

وشددت الوزارة في بيانها على أن استهداف البعثات الدبلوماسية والقنصليات يجب أن يرفض تمامًا، مؤكدة على ضرورة حماية الموظفين وفقًا للقوانين الدولية.

كما أكد البيان رفض دولة قطر للعنف والإرهاب ولتصعيد التوتر في سوريا بغض النظر عن الدوافع والأسباب.

وأعرب البيان عن تعازيه لعائلات الضحايا والحكومة الإيرانية والشعب، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين.

عمان

أدانت وزارة الخارجية العمانية الهجوم الذي استهدف البعثة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق.

ووصف البيان الهجوم بأنه انتهاك لسيادة سوريا وللقوانين الدولية التي تضمن الحماية للبعثات الدبلوماسية.

وشدد البيان على ضرورة وقف التصعيد في المنطقة ورفض أي إجراءات تهدد الأمن والاستقرار، معبرًا عن تعازيه لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.

بيان من الأردن

أدانت وزارة الخارجية الأردنية الهجوم، مؤكدة أنه يمثل “انتهاكًا جديًا للقانون الدولي واعتداءً على مقرات البعثات الدبلوماسية المقدسة”.

وأعرب البيان عن تعازيه لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.

العراق: يجب على المجتمع الدولي التحرك

أدانت وزارة الخارجية العراقية الهجوم ووصفته بأنه “انتهاك واضح للقانون الدولي وسيادة سوريا”.

وحذر البيان من أن تصاعد دوامة العنف في المنطقة وأن تصاعد التوتر في سوريا سيؤدي إلى المزيد من الفوضى وعدم الاستقرار، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك بشكل عاجل لوقف الهجمات على غزة واستهداف الأراضي السورية.

إدانة من السعودية

وأدانت وزارة الخارجية السعودية الهجوم في بيان كتابي.

وأكد البيان أن استهداف المنشآت الدبلوماسية بأي ذريعة كانت يجب أن يُرفض تمامًا، مشيرًا إلى أن هذا الهجوم يعتبر انتهاكًا للقوانين الدولية للعلاقات الدبلوماسية وحرمة البعثات الدبلوماسية.

وأعلنت جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن أيضًا استنكارها للهجوم.

إعداد وتحرير: عبد الجواد حميد

التعليقات مغلقة.