الشرع يحدد خارطة طريق سوريا الجديدة: الدستور، التنوع، وحدة الأراضي!

في ديسمبر/كانون الأول 2024، وبعد إسقاط نظام بشار الأسد وسيطرة إدارة العمليات العسكرية والمعارضة السورية على دمشق، تولى، أحمد الشرع، منصب رئيس الدولة الانتقالية في البلاد وألقى أول خطاب له، مُسدلاً الستار عن  خارطة طريق سوريا الجديدة.

وووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت عن “BBC Türkçe“، توجَّه الشرع في كلمته إلى  الشعب السوري في “مؤتمر انتصار الثورة السورية” الذي عُقد خلف الأبواب المغلقة في دمشق في 29 يناير/كانون الثاني 2025، وقد بُثّت كلمته عبر التلفزيون في 30 يناير/كانون الثاني.

خارطة طريق سوريا الجديدة

وبعد المؤتمر الذي شارك فيه كبار القادة العسكريين، نُشر بيان كتابي على قناة “رئاسة الجمهورية العربية السورية” على تطبيق تلغرام، أعلن فيه تعليق الدستور وحلّ البرلمان والجيش وأجهزة الأمن والمجموعات المسلحة في سوريا.

وأوضح البيان أيضًا أنه تم تفكيك حزب البعث التابع لنظام الأسد، وحُظر إعادة تأسيسه تحت أسماء مختلفة.

كما تم إعلان 8 ديسمبر/كانون الأول من كل عام يومًا وطنيًا للاحتفال بـ “نصر الثورة”.

”مؤتمر الحوار الوطني

وأكد الشرع في كلمته على ضرورة سدّ الفراغ في السلطة في سوريا “بشكل شرعي وقانوني”. وأعلن الرئيس السوري الجديد أنه عقب حلّ البرلمان، سيتم تشكيل مجلس تشريعي مؤقت حتى تُجرى الانتخابات في البلاد.

كما أفاد الشرع بأنه سيتم قريبًا إنشاء لجنة عمل لتجهيز “مؤتمر الحوار الوطني”، الذي سيُطرح فيه مستقبل سوريا السياسي على الطاولة، بعد أن كان من المقرر عقد المؤتمر في أوائل يناير/كانون الثاني 2025، إلا أن دمشق أعلنت تأجيله بسبب عدم اكتمال التحضيرات.

ووفقًا للتقارير الواردة في الصحافة السورية، يُستهدف في المؤتمر جمع ما لا يقل عن 1200 مندوب من مختلف المكونات الدينية والعرقية والجغرافية والسياسية في سوريا.

وأضاف الرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع أن هذه الخطوة ستفتح المجال لبدء عملية إعداد دستور جديد ضمن خارطة طريق سوريا الجديدة.
وكان الشرع قد أشار في تصريحات سابقة إلى أن إعداد الدستور الجديد قد يستغرق ما يصل إلى أربع سنوات.

“انتخابات تعكس تنوع سوريا”

وفقًا لما نشرته وكالة الأنباء العربية السورية “سانا”على صفحتها في وسائل التواصل الاجتماعي الناطقة بالتركية، قال أحمد الشرع في خطابه:

“سنعمل على تشكيل حكومة انتقالية شاملة ضمن خارطة طريق سوريا الجديدة تتولى بناء مؤسسات سوريا الجديدة حتى نصل إلى مرحلة انتخابات حرة ونزيهة تعكس تنوع الرجال والنساء والشباب السوريين.”

وأكد الشرع أن الحكومة الانتقالية ستسعى إلى “الحفاظ على السلم المدني” و”منع أعمال الانتقام”.

كما شدد السياسي على ضرورة إنشاء مؤسسات دولة جديدة، لا سيما في المجالات العسكرية والأمنية والشرطية، لضمان استتباب الأمن في البلاد.

وأشار الشراء إلى أنه سيتم اتخاذ خطوات نحو التنمية الاقتصادية وإعادة بناء “الموارد البشرية وقطاعات الزراعة والصناعة والخدمات”.

وأكد أن سوريا تسعى إلى “استعادة مكانتها الوطنية والإقليمية”، معلنًا أن العلاقات الخارجية ستُبنى على أسس “الأخوة والاحترام والسيادة والمصالح المشتركة”.

التأكيد على وحدة الأراضي

كما أعلن أحمد الشرع في خطابه الذي يكشف عن خارطة طريق سوريا الجديدة،عن حلّ جميع الفصائل المسلحة في سوريا ودمجها ضمن المؤسسات الحكومية الجديدة.

كما صرّح حسن عبد الغني، المتحدث باسم قيادة العمليات العسكرية في 29 يناير/كانون الثاني، بأن جميع التشكيلات العسكرية والسياسية والمدنية الثورية سيتم حلها.

وأكد الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، أن أولوية إدارته ستكون الحفاظ على وحدة الأراضي السورية “تحت سلطة واحدة”.

وبحسب مزاعم المصدر، لم تتضمن التصريحات الرسمية أو خطاب الشرع أي إشارة واضحة حول ما إذا كانت “هيئة تحرير الشام” ستُحلّ أم لا.

وبالمثل، رغم التصريحات التي تحدثت عن “تفكيك جميع الفصائل المسلحة”، فإنه لم يُعرف بعد ما إذا كانت “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تسيطر على شمال شرق البلاد، والفصائل المشابهة ستُسلّم أسلحتها أم لا.

مظلوم عبدي

 

وكان القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، قد صرّح في 28 يناير/كانون الثاني لوكالة “هاوار” المقربة من قواته، بأنه لا توجد “خلافات جوهرية” بين قواته و”هيئة تحرير الشام”، مشيرًا إلى اتفاقهم على ضرورة وجود “جيش موحد” تكون “قوات سوريا الديمقراطية” جزءًا منه.

وأضاف عبدي أن قواته تعمل على الانضمام إلى مؤتمر الحوار الوطني السوري والحكومة الانتقالية المزمع تشكيلها.

يذكر أن “قوات سوريا الديمقراطية”، تعتبرها تركيا امتدادًا لحزب العمال الكردستاني  الإرهابي، وقد شنت “الجيش الوطني السوري”  عليها عدة هجمات منطقة منبج شمال شرق البلاد منذ سقوط نظام الأسد.

وفي هذا السياق، صرّح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، لقناة “الشرق” السعودية في 27 يناير/كانون الثاني، بأن أنقرة دعت الفصائل القريبة منها للانضمام إلى الجيش الوطني الجديد المزمع تشكيله.

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.