الممثل الخاص للأمم المتحدة بسوريا بيدرسن: يجب على المعارضة والنظام أن يجتمعوا فيما يتعلق بسوريا

قال الممثل الخاص للأمم المتحدة بسوريا جير بيدرسن أن لا يمكن الوصول إلى حلا لقضية سوريا بمفردها، إذ يجب أن تجتمع المعارضة السورية والنظام والحكومة هنا للتوصل إلى نقاط مشتركة، كما يتعين علينا أيضًا تقييم العوامل التي أدت إلى الأزمة في سوريا.

ووفقاً لما نقله وترجمه فريق كوزال نت عن وكالة الأناضول التركية  الرسمية، في الجلسة المعنونة “الطريق إلى الاستقرار في سوريا” التي أُقيمت في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، جرى التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي لتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في سوريا، حيث أشير إلى أهمية التفاوض من قبل جميع الأطراف لتحقيق ذلك.

وقد جرى تنظيم جلسة “الطريق إلى الاستقرار في سوريا” في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، حيث تعتبر وكالة الأناضول شريكًا رسميًا للاتصالات العالمية، وذلك في مركز النيست للمؤتمرات في منطقة بيليك السياحية. 

وقامت بتقديم الجلسة غيدا فكري، رئيس تحرير TRT World، وشارك في الجلسة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بسوريا جير أو. بيدرسن، ورئيس لجنة المفاوضات بدر كامو، ونائب الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية لأزمة سوريا مهند حدي، والباحث في مجلس الأطلسي ريتش أوتزن.

وفي كلمته خلال الجلسة، أكد الممثل الخاص للأمم المتحدة بسوريا بيدرسن أنه لم يتم تحقيق تقدم في الوضع في سوريا، حيث أشار إلى أن أكثر من نصف السكان في مناطق النزاع لا يزالون يعانون ولم يعودوا إلى منازلهم.

 وأشار بيدرسن إلى أن كل الدلائل تشير إلى أن هناك اتجاهات خاطئة في جميع المجالات، حيث تزداد الاحتياجات الإنسانية وتتناقص الدعم الدولي.

وأشار إلى وجود عاملين في الوضع الأمني، حيث كان أحدهما متعلقًا بالحرب في غزة، وأشار إلى أن هذا الأمر انعكس على سوريا أيضًا. 

وأشار إلى أن تنظيم “داعش” أيضًا يشكل تهديدًا في سوريا، مؤكدًا على أهمية دعم مجلس الأمانة العامة للأمم المتحدة، وخاصة دعم مجلس الأمانة العامة والأعضاء الدائمين.

 وأكد أيضًا أن تركيا لديها دور متزايد في سوريا، وأن هناك مشاكلًا تشمل دور روسيا وهجمات الكيان الصهيوني وقضية تهريب المخدرات يمكن حلها بجهود جماعية.

الممثل الخاص للأمم المتحدة بسوريا: يجب على جميع الأطراف الجلوس على الطاولة!

وقام الممثل الخاص للأمم المتحدة في سوريا بيدرسن بتسليط الضوء على ضرورة جلوس جميع الأطراف حول الطاولة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وتركيا وإيران وروسيا وغيرها من اللاعبين يجب أن يكونوا حاضرين أيضًا.

وأشار بيدرسن إلى أن خطوط الجبهات في سوريا لم تتغير كثيرًا منذ مارس 2020، مؤكدًا أن هذه الأزمة لا يمكن حلها عسكريًا وأنهم يدركون أنه لا يمكن الفوز في الحرب.

وشدد بيدرسن على أن المسألة الآن ليست الفوز في الحرب، بل الفوز في السلام.

وأكد بيدرسن أنه لا يمكن الحديث عن حل عسكري في سوريا، وأن هناك حاجة إلى جانب سياسي، معربًا عن أمله في عدم انتقال الحرب في غزة إلى سوريا.

وشدد بيدرسن على ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية، قائلاً:

“لا يمكن الوصول إلى حل لقضية سوريا بمفردها. يجب أن تجتمع المعارضة والنظام والحكومة هنا للتوصل إلى نقاط مشتركة. علينا أيضًا أن نشمل جميع العوامل المختلفة، وأن نقيم العناصر التي أدت إلى الأزمة في سوريا. يجب علينا أن ننظر إلى العملية السياسية بشكل أوسع، وأن نتحدث عن سيادة واستقلال سوريا. يجب أن تقوم تركيا بتقييم هذه العملية السياسية فيما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة والعثور على حلٍ لها، ويجب أن نقيم مسألة الأمان، وأن نفكر في كيفية مكافحة الإرهاب، ويجب علينا أن نقيم كيفية حماية المدنيين.”

“إذا لم يتم إنهاء الصراع السوري، فلا يمكن القضاء على الصراعات الأخرى أيضًا”.

وأكد رئيس لجنة المفاوضات بدر كاموس أنه تم البدء في عمليات المفاوضات في العام 2012، حيث تمت محاولات كثيرة لكنها لم تثمر بأي نتائج، وأنه لا يوجد شركاء. 

وأكد على ضرورة تحمل المزيد من المسؤوليات وجمع الأطراف حول طاولة والبحث عن حل.

وأشار كاموس إلى أن المشكلات في الشرق الأوسط مستمرة منذ عام 2011، قائلاً: “إذا لم يتم التغلب على النزاع في سوريا، فلن تستطيع التعامل مع الآخرين. نحن مستعدون للبدء من سوريا، ونحن دائماً جاهزون للمفاوضات.”

وأشار كاموس إلى أنهم يعملون على تنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مؤكدًا أن المعارضة في سوريا تسعى دائماً للنتائج الإيجابية وتعمل من أجل المفاوضات.

وفيما يتعلق بالتنظيمات الإرهابية في سوريا، قال كاموس: “PKK-YPG هما منظمة إرهابية بالنسبة لسوريا، والتنظيمات المتمركزة في الشمال الشرقي هي منظمات إرهابية بالنسبة لنا.”

“الحل المطلوب في سوريا سياسي وليس إنساني”

وأكد النائب العام للأمم المتحدة، هادي، ضرورة عثور السياسيين على حلٍ للمساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن “الحل للقضية السورية هو حلٌ سياسي، وليس حلا إنسانيا، وأن الجميع ركز منذ اليوم الأول على حل إنساني، وهذه ليست المسألة الأساسية.”

وأشار هادي إلى تفاقم الوضع الصعب للسوريين، مع تزايد المشاكل في مجالات التعليم وحماية المرأة والأطفال، والاقتصاد والصحة.

وفيما يتعلق بالانتقادات الموجهة إلى تسييس المساعدات الإنسانية، قال هادي إنهم لا يفرقون بين الأطراف ويتصرفون بحياد، مشيرًا إلى أنه في حال عدم وجود حل سياسي، ستكون المنطقة بأكملها في حالة من عدم الاستقرار.

وشدد هادي على ضرورة دعم السوريين، قائلاً: “نظرًا لأننا وصلنا إلى نقطة لا رجوع فيها بالنسبة للشعب السوري، أخشى على مستقبلهم. كل هذه الأمور تشكل إنذارا أحمرا. الانتظار لحل سياسي يُلحق ضررا.”

وفيما يتعلق بحاجة إيجاد حل لمسألة المساعدات الإنسانية في سوريا، أكد هادي: “كما رأينا في وقت مبكر في سوريا، إذا لم يتم سد الفجوة الإنسانية، سيقوم آخرون بسدها بشكل سلبي. رأينا ذلك في العديد من أنحاء العالم. نرى أنها لا تؤثر فقط على تلك الدولة أو المنطقة، بل يمكن أن تؤثر على العالم بأسره.”

“الولايات المتحدة وتركيا تتخذان خطوات إيجابية للغاية”

وأشار الباحث أوتزن في مؤسسة الفكر “أتلانتيك كونسيل” إلى أن السياسة والدبلوماسية والمساعدات الإنسانية مرتبطة بالأمان، ملفتًا إلى أن الأزمات في العالم بدأت تتسع.

وأشار أوتزن إلى أنه يمكن تحقيق المفاوضات من خلال ممارسة ضغط كاف على حكومة نظام دمشق، قائلًا: “عند النظر إلى الولايات المتحدة أو أوروبا، نرى أنه عندما تتم عمليات التطبيع، فإنها تفشل. يجب ألا يكون هناك تبرؤ من جميع الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد.”

وأكد أوتزن على ضرورة التعاون الفعّال مع تركيا لحل هذه الأزمة، مشيرًا إلى وجود وضع غير مستقر بشكل كبير.

وفيما يتعلق بالعلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، قال أوتزن: “تُتخذ خطوات إيجابية بشكل كبير، وآمل أن تؤدي في المستقبل إلى تحسين التعاون. هناك حاجة إلى قوة دافعة للتغيير.”

 

إعداد وتحرير: عبد الجواد حميد

التعليقات مغلقة.