أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أيام عن نية بلاده رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، مشيرًا إلى أن القرار اتخذ بعد مشاوراته الأخيرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت عن وكالة الأناضول التركية الرسمية، جاء قرار رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا خلال كلمته في منتدى الاستثمار المشترك بين السعودية والولايات المتحدة، والذي عُقد في العاصمة السعودية الرياض ضمن جولته في منطقة الخليج.
مباحثات ترامب- أردوغان لإلغاء العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا
وتطرق ترامب في كلمته إلى العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، مؤكدًا أنها ستُرفع قريبًا.
وقال ترامب: “أجرينا اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام، وكان له طلب مماثل بهذا الشأن، وكذلك عدد من أصدقائي الموثوقين في الشرق الأوسط أكدوا نفس المطالب. سنرفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا”.
وكان ترامب قد صرح أمس بإمكانية مشاركته في المحادثات المرتقبة في إسطنبول، موضحًا أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سيلتقي هذا الأسبوع في تركيا بوزير الخارجية السوري الجديد، أسعد حسن الشيباني.
وأضاف ترامب أن “الشعب السوري مرّ بمعاناة كبيرة، وتعرض للفقر والموت. نأمل أن تتمكن الحكومة الجديدة من تحقيق الاستقرار والسلام في البلاد، وهذا ما نطمح إلى رؤيته في سوريا”.
اللقاء الروسي الأوكراني في إسطنبول
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعرب عن تفاؤله بشأن المحادثات الجارية حالياً في إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا، قائلاً إنها “من المحتمل أن تسفر عن نتائج جيدة جداً”، وأكد أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سيشارك في هذه المحادثات.
وأشار ترامب إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية “تُعد أكثر الصراعات دموية منذ الحرب العالمية الثانية”، مشدداً على أن بلاده تبذل ما بوسعها لإنهاء هذه الحرب.
كما أشار ترامب إلى وساطة الولايات المتحدة في وقف التصعيد بين الهند وباكستان الأسبوع الماضي، مبيناً أنه استخدم التجارة كأداة أساسية في هذه الوساطة، وقال: “بدلاً من الصواريخ النووية، دعونا نقم ببعض التبادل التجاري”.
“نواصل العمل لإنهاء هذه الحرب في أقرب وقت ممكن (غزة)”
وفيما يتعلق بحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، صرّح ترامب أن “شعب غزة يستحق مستقبلاً أفضل”، مشيراً إلى أن المعاناة التي شهدها سكان المنطقة، مستمرة منذ سنوات طويلة.
وأوضح أن بلاده تبذل جهوداً لإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، مشيراً إلى أن مفاوضات الأسبوع الجاري أسفرت عن إطلاق سراح أحد الأسرى.
وأضاف: “نواصل العمل لإنهاء هذه الحرب في أقرب وقت ممكن. ما يحدث هو أمر مروّع”.
ترامب: أود التوصل إلى اتفاق مع إيران
قال ترامب إن “انضمام السعودية إلى اتفاقيات أبراهام هو حلم بالنسبة لنا”، مضيفاً أن “إيران تسببت في معاناة لا تُحتمل في سوريا، ولبنان، وغزة، والعراق، واليمن، ومناطق أخرى”.
وفي حديثه عن إيران، أكد ترامب أنهم توقفوا عن استخدام مصطلح “الخليج الفارسي”، وأضاف:
“أود إبرام اتفاق مع إيران. إذا تمكنا من التوصل إلى اتفاق، سنجعل منطقتكم والعالم مكاناً أكثر أماناً، وسأكون سعيداً بذلك. ولكن إذا رفضت القيادة الإيرانية غصن الزيتون هذا واستمرت في مهاجمة جيرانها، فلن يكون أمامنا خيار سوى فرض أقصى درجات الضغط مجدداً، وخفض صادرات إيران النفطية إلى الصفر كما فعلت سابقاً”.
وأكد أن إيران “لن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً”، مضيفاً أن المفاوضات ستستمر لفترة محدودة، وأن “الوقت المتاح أمام إيران محدود”.
وبشأن لبنان، أوضح ترامب أن الإدارة الأمريكية مستعدة لدعم البلاد اقتصادياً وسياسياً لتحقيق التنمية والسلام. كما تطرق إلى اتفاق الهدنة مع الحوثيين، قائلاً إن “الحوثيين مقاتلون شرسون، ومع ذلك تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”.
وزارة الخارجية الأمريكية: نرغب برؤية السلام والازدهار في سوريا
من جانبه، صرّح نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تومي بيغوت، خلال مؤتمر صحفي، حول مستجدات الملف السوري، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، لافتاً إلى أنه لا يمكنه الإفصاح عن تفاصيل إضافية، إلا أنهم يأملون أن تسهم هذه الخطوة في إحلال السلام والازدهار في المنطقة.
وأوضح بيغوت أن الرئيس ترامب عبّر عن رغبته في رؤية تطور المنطقة بأكملها، مضيفًا: “فيما يتعلق بالإدارة المؤقتة في سوريا، نحن نرغب في رؤية السلام والازدهار هنا”.
ورداً على أسئلة الصحفيين حول توقيت وكيفية رفع العقوبات، قال بيغوت إنه لا يستطيع تقديم إجابات قاطعة في هذه المرحلة، مؤكداً أن العملية ستسير بما يتوافق مع تصريحات الرئيس ترامب.
سوريا ترحب بقرار ترامب وتعتبره “نقطة تحول تاريخية”
وأعرب وزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، عن ترحيب بلاده بإعلان الرئيس دونالد ترامب حول رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، واصفًا هذا القرار بأنه “نقطة تحول تاريخية” بالنسبة للشعب السوري.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، قال الشيباني إنهم يرحبون بإعلان ترامب حول رفع العقوبات التي فُرضت على سوريا بسبب المجازر التي ارتكبها نظام الأسد.
واعتبر الشيباني أن هذا القرار يمثل تطورًا مشجعًا بعد سنوات من الحرب المدمرة، ويفتح الباب أمام مرحلة من الاستقرار والاكتفاء الذاتي وإعادة الإعمار الحقيقي، مضيفًا: “الشعب السوري الذي دفع أثماناً باهظة إنسانيًا واقتصاديًا على مدار سنوات، يقترب من مستقبله المستحق بفضل هذه الخطوة”.
وأشار الشيباني إلى أن تصريحات ترامب من شأنها أن تؤثر إيجاباً على موقف المجتمع الدولي تجاه سوريا والمنطقة.
فرحة شعبية عارمة عقب إعلان رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا
عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، خرج الآلاف من السوريين إلى الشوارع في مدن مثل دمشق، درعا، حماة، اللاذقية، إدلب، حلب، وحمص، للاحتفال بالقرار.
وتحوّل ميدان الأمويين في دمشق إلى مركز رئيسي للاحتفالات، حيث أُطلقت الألعاب النارية بمشاركة واسعة من العائلات.
وفي تصريح لوكالة الأناضول، عبّر نذير رمضان، أحد المشاركين في الاحتفالات في دمشق، عن فرحته قائلاً إن هذا اليوم يُعد “يوم نصر”، مشيرًا إلى تحسن قيمة الليرة السورية بعد القرار، ووجّه الشكر لكل من السعودية والولايات المتحدة.
أما مجيدة نبعة، فقد شكرت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قائلة: “أردوغان أصر على رفع هذه العقوبات. بعد 14 عاماً نشعر بمشاعر لا توصف. الحمد لله”.
وشددت نبعة على أن رفع العقوبات سيسمح لسوريا بالانفتاح مجددًا على العالم الخارجي، متمنية السعادة للشعب السوري ومستقبلًا أفضل للبلاد.
الطفلة زينب (10 أعوام) عبّرت عن شكرها للرئيس السوري أحمد الشرع، قائلة إنها حضرت الاحتفالات مع أسرتها.
وفي السياق ذاته، صرّح الباحث حسن دغيم بأن “السوريين يعتبرون هذا اليوم بمثابة يوم تحرير ثانٍ”، مشيراً إلى أن الناس تهتم بالاستقرار الاقتصادي والأمني، وأن رأس المال الوطني واللاجئين سيعودون إلى وطنهم الخالي من العقوبات.
منظمة إسلامية أمريكية ترحب بقرار ترامب
وأشاد “مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية” (CAIR)، أكبر منظمة للدفاع عن الحقوق المدنية للمسلمين في الولايات المتحدة، بقرار الرئيس دونالد ترامب القاضي برفع جميع العقوبات عن سوريا، واصفة إياه بـ”القرار المهم والمُرضي”.
وقال رئيس المنظمة، نهاد عوض، إن الشعب السوري يجب أن يتمكن من إعادة بناء دولته بعيداً عن العقوبات والتدخلات والاحتلال.
ودعا عوض الرئيس ترامب إلى حث الحكومة الإسرائيلية على وقف قصفها للأراضي السورية، وسحب قواتها من الأراضي المحتلة، مضيفًا: “كما نحثه على الضغط على الكيان الصهيوني لرفع الحصار عن غزة الذي يحكم على الفلسطينيين بالموت جوعاً. أعطوا الشعب الفلسطيني فرصة للبقاء”.
الأمم المتحدة ترحب بقرار رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا
وأعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، في بيان مكتوب، عن ترحيبه بتصريحات الرئيس ترامب بشأن رفع العقوبات المفروضة على سوريا، معتبراً أنها تتماشى مع دعواته المستمرة لاتخاذ خطوات ملموسة في هذا الإطار.
وأوضح بيدرسون أن رفع العقوبات “ضروري لضمان تقديم الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، وتنشيط الاقتصاد السوري، وإطلاق دعم فعّال من المنطقة، وتمكين عدد كبير من السوريين من المساهمة في إعادة إعمار بلادهم ضمن جهد وطني شامل”.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.