نظم مركز دراسات الشرق الأوسط (ORSAM) أمس ندوة بعنوان “الحل السياسي في سوريا، موقف تركيا والتركمان”.
ووفقاً لمتابعة وترجمة فريق كوزال نت الخاصة عن وكالة الأناضول التركية الرسمية، شارك في الندوة، التي أدارها منسق دراسات المشرق في ORSAM، أوتون أورهان، كل من رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة باهتشي شهير عبد الله آغار، ورئيس المجلس التركماني السوري فيصل أوزتورك كمتحدثين عن أفق الحل السياسي في سوريا.
وبدأ أورهان الندوة التي أقيمت في قاعة مؤتمرات ORSAM بالإشارة إلى أن سوريا قد غابت عن جدول الأعمال بعد حرب أوكرانيا وحرب الإبادة الجماعية على غزة، لكنها ما زالت تحتفظ بأهميتها في السياسة الخارجية التركية.
وبعد كلمة أورهان، تحدث الزعيم السوري المعارض مصطفى، مشيرًا إلى أن “التدخل الروسي في سوريا عام 2015 قد غيّر التوازنات العسكرية على الأرض”.
المعارضة من البداية تؤيد الحل السياسي في سوريا
وأكد مصطفى أن “المعارضة السورية منذ البداية تؤمن بأن الحل السياسي في سوريا هو الحل فقط”، وأضاف: “إذا نظرنا إلى الوضع الحالي، فلا يبدو أن هناك حلاً سياسياً في الأفق القريب أو المتوسط”.
وأشار مصطفى إلى أن “محادثات جنيف” و”عملية أستانا” لم تسفر عن نتائج ملموسة في حل الأزمة السورية، وأن العملية السياسية قد وصلت إلى “طريق مسدود”. وأوضح قائلاً: “بعد تدخل الروس، أصبح من الواضح أنه لن يكون هناك حل عسكري في سوريا”.
وأشار مصطفى إلى أن الأزمة السورية “تراجعت” على الأجندة الدولية بعد حرب روسيا وأوكرانيا وهجمات الاحتلال الصهيوني على غزة، مشددًا على أهمية إعادة سوريا إلى اهتمامات المجتمع الدولي.
“أزمة متجمدة”
وصرح رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة باهتشي شهير، عبد الله آغار، قائلاً: “شهدت سوريا حربًا أهلية. لم تنتهِ الحرب الأهلية، بل تحولت إلى أزمة مجمدة.”
وأضاف آغار: “حتى لو انتهت الحرب الأهلية واتفق على الحل السياسي في سوريا بدلاً من أن تكون أزمة متجمدة، ربما كان سيتطلب تحقيق الاستقرار الدائم في البلاد 20-30 عامًا. هذا البداية التي تمتد على 20-30 عامًا لم تتشكل بعد. لم يتحقق العدل الديموغرافي والطبوغرافي والاقتصادي والسياسي والديني في البلاد. يمكننا أن نتوقع أن عدم الاستقرار في سوريا سلقي بظلاله ربما في الخمسين عامًا القادمة.”
وأشار أيضًا إلى أن تركيا “تواجه ضغطًا شديدًا عندما تقوم بعملية عسكرية أو تظهر تأثيرًا”، مضيفًا: “لكن هذا بالتأكيد لا يعني أننا لن نقوم بعملية عسكرية.”
“نضال التركمان في سوريا”
وأوضح فيصل أوزتورك أن التركمان يخوضون نضالاً على الصعيدين “السياسي والعسكري”، مشيرًا إلى أن “الكفاح العسكري للتركمان السوريين لا يزال مستمرًا على الأرض.”
وبيّن أوزتورك أن المجلس التركماني السوري “مؤسسة تأسست بدعم من تركيا وتهدف إلى جمع التركمان السوريين تحت مظلة واحدة”، مضيفًا أنهم “يناضلون من أجل الحصول على حقوقهم الاجتماعية والثقافية بالإضافة إلى العيش في رفاهية.”
كما تطرق أوزتورك إلى الأعمال الثقافية للمجلس، قائلاً: “لقد قمنا منذ فترة بافتتاح مراكز تعليم اللغة التركية في مناطقنا.”
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد
التعليقات مغلقة.