خارجية الاحتلال الإسرائيلي: مهتمون بإبرام اتفاق سلام مع سوريا ولبنان، ولكن!
أعلن وزير الخارجية الصهيوني، جدعون ساعر، أن الكيان الصهيوني “مهتم” بإبرام اتفاق سلام مع كل من سوريا ولبنان، رغم عقود من العداء والحروب مع البلدين.
ووفقاً لما نقله فريق منصة كوزال نت، أوضح ساعر، في تصريحاته، أن بلاده لا تنوي التخلي عن مرتفعات الجولان في سبيل أي اتفاق سلام مع سوريا، قد يُوقع مُستقبلاً.
وفي سياق حديثه عن اتفاقات “أبراهام” التي وُقّعت عام 2020 بوساطة أمريكية مع كل من الإمارات العربية المتحدة، البحرين والمغرب، أعرب ساعر عن رغبة تل أبيب في توسيع دائرة هذه الاتفاقيات لتشمل دولًا جديدة، قائلاً:
“نحن معنيون بضم جيراننا، سوريا ولبنان، إلى دائرة السلام والتطبيع، بما يحفظ مصالح إسرائيل.”
التحولات الميدانية في سوريا ولبنان خلف الكواليس
تصريحات ساعر جاءت في وقتٍ يُنفذ فيه الكيان الصهيوني هجمات متصاعدة على لبنان تستهدف إلى حد كبير القدرات القيادية والعسكرية لحزب الله.
كما تتزامن مع التغيرات التي طرأت على سوريا عقب نحو 14 عاماً من الصراع بين النظام البائد والمعارضة السورية، وما صاحب ذلك من تراجع كبير في سلطة نظام بشار الأسد، وتصاعد نفوذ جماعات المعارضة الإسلامية المسلحة.
“في حال توقيع اتفاق سلام مع سوريا، الجولان سيبقى ضمن الكيان الصهيوني”
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزيرة الخارجية النمساوية، بياته ماينل-رايسينغر، في القدس، شدّد ساعر على أن أي اتفاق سلام مع سوريا لن يغير من الواقع القائم في مرتفعات الجولان، مؤكداً أن هذه المنطقة ستبقى تحت السيادة الصهيونية.
يُذكر أن الكيان الصهيوني كان قد احتل مرتفعات الجولان عام 1967، وأعلنت ضمّها رسمياً عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، ولا تزال الأمم المتحدة تعتبر الجولان أرضًا سورية محتلة.

وبسبب هذا النزاع، لا يزال الكيان الصهيوني وسوريا في حالة حرب من الناحية القانونية.
وعقب سقوط نظام الأسد، وسّع الكيان الصهيوني سيطرته في الجولان لتشمل مناطق منزوعة السلاح كانت تخضع لإشراف الأمم المتحدة، وشنّت طائراته مئات الغارات الجوية في عمق الأراضي السورية، استهدفت خلالها مواقع عسكرية، مدمّرة بذلك جزءاً كبيراً من القدرات القتالية التابعة لقدرات النظام السوري البائد.
السفير الأمريكي في أنقرة: هناك أمل في عقد اتفاق سلام مع سوريا
وفي حين لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات السورية أو اللبنانية على تصريحات ساعر، كانت وكالة “رويترز” قد ذكرت في مايو/أيار الماضي بأن مسؤولين صهاينة وسوريين عقدوا لقاءات مباشرة في المناطق الحدودية لخفض التوتر وتجنّب الاشتباكات.
وفي الإطار ذاته، نقلت وكالة الأناضول التركية الرسمية عن السفير الأمريكي في أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، أنه يرى أملاً في التوصّل إلى اتفاق بين الكيان الصهيوني وسوريا، قائلاً:
“نعم، لديّ أمل. لا بد أن يتوصّل الطرفان إلى اتفاق في نهاية المطاف.”
وأضاف باراك أن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع أكد خلال لقاء سابق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه “لا يحمل أي عداء ديني تجاه الكيان الصهيوني، وأنه يرغب بالسلام”.
وأشار باراك إلى أن الكيان الصهيوني يمكن أن يبدأ حواراً مع لبنان أيضاً بشأن قضايا “أبسط” مثل أمن الحدود، مما قد يفتح الطريق تدريجياً نحو سلام مستقبلي.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.