خارجية النظام السوري تصدر بياناً حول تطبيع العلاقات مع تركيا

مع تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة، أصبحت العلاقات بين تركيا والنظام السوري مرة أخرى على الطاولة، إذ أصدرت وزارة خارجية النظام السوري بيانًا بشأن جهود تطبيع العلاقات مع تركيا.

ووفقاً لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت عن صحيفة “ekonomim“، وأكد البيان أن “عودة العلاقات الطبيعية تستند إلى العودة إلى الوضع الذي كان عليه قبل عام 2011، وهو الأساس لأمن وأمان واستقرار البلدين”.

وبعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن “توجيه دعوة” إلى رئيس الدولة بشار الأسد لتحسين العلاقات بين النظام السوري وتركيا، صدر بيان من خارجية النظام السوري حول هذا الموضوع. 

وأكدت وزارة خارجية الأسد في بيانها أن “عودة العلاقات إلى طبيعتها مع تركيا تعتمد على العودة إلى الوضع الذي كان عليه قبل عام 2011، وهو الأساس لأمن وأمان واستقرار البلدين”.

خارجية النظام السوري: “نحن راغبون في تبني موقف إيجابي تجاه المبادرات”

وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية التابعة للنظام (سانا)، فإن وزارة خارجية النظام السوري أصدرت بيانًا مكتوبًا يوم السبت، 13 يوليو/تموز 2024، جاء فيه: “في فترة تستمر فيها التصريحات والمواقف بشأن العلاقات السورية-التركية، تود الجمهورية العربية السورية أن تُذكر أنها كانت دائمًا حريصة على التمييز الواضح بين الشعوب من جهة وسياسات وإجراءات الحكومات التي تضر بسوريا وبلدانهم من جهة أخرى، كما أثبتت الحقائق والأحداث.”

وتابع البيان قائلاً: “كانت سوريا دائمًا تؤمن إيمانًا راسخًا بأن مصالح الدول تقوم على العلاقات المتينة بينها وليس على الصراع أو العداوة، ولا تزال كذلك. وبناءً على ذلك، كانت سوريا راغبة في تبني موقف إيجابي تجاه المبادرات المختلفة التي تهدف إلى تطوير العلاقات بينها وبين هذه الدول.”.

التأكيد على سيادة النظام السوري ووحدة الأراضي!

وجاء في بيان وزارة خارجية النظام السوري: “في نفس السياق،  تأخذ سوريا في الاعتبار المبادرات التي تهدف إلى تحسين العلاقات السورية-التركية.” 

وأوضح البيان أن “سوريا لا تعتقد أن نتيجة هذه المبادرات هي هدف وسائل الإعلام. بل هي مسار هادف يستند إلى مبادئ محددة توجه العلاقة بين البلدين، تعتمد على احترام السيادة والاستقلال ووحدة الأراضي. كما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين، بالإضافة إلى مواجهة كل ما يهدد أمنهما واستقرارهما.”

وشدد البيان على أن  ما يُسمى بـ”الجمهورية العربية السورية تؤكد ضرورة بناء كل المبادرات في هذا الصدد على أسس واضحة لضمان الوصول إلى النتائج المرجوة المتمثلة في عودة العلاقات بين البلدين إلى وضعها الطبيعي.” 

وأضافت الوزارة: “تشمل هذه الأسس في المقام الأول انسحاب القوى الموجودة بشكل غير قانوني من الأراضي السورية، ومكافحة التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن سوريا وتركيا على حد سواء.”

الإشارة إلى ما قبل عام 2011

واختتمت وزارة خارجية النظام السوري بيانها بالكلمات التالية: “بينما تُعبر الجمهورية العربية السورية عن شكرها وتقديرها للدول الشقيقة والصديقة التي تبذل جهوداً صادقة لتحسين العلاقات السورية-التركية، تؤكد أن عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين تستند إلى العودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل عام 2011، وهو الأساس لأمن وأمان واستقرار البلدين.”

تصريحات أردوغان السابقة حول التطبيع مع نظام بشار الأسد

وكان الرئيس التركي أردوغان قد أدلى بتصريحات حول النظام السوري وإمكانية التطبيع مع بشار الأسد أثناء عودته من واشنطن بعد حضوره قمة قادة الناتو.

وردًا على سؤال من صحفي، “قلتم إنكم ستوجهون دعوة إلى بشار الأسد لتحسين العلاقات مع سوريا. وأشرتم خلال المؤتمر الصحفي بعد قمة الناتو إلى أنكم وجهتم الدعوة وتنتظرون الرد. هل من المتوقع أن تتم هذه الدعوة في مكان مثل أنقرة أو إسطنبول، أم في منطقة على خط الحدود؟ نعلم موقف روسيا من هذا التقارب، ولكن هل هناك موقف أو رد فعل من الولايات المتحدة وإيران؟” 

وأجاب الرئيس أردوغان على النحو التالي:

“لقد أوكلت المهمة إلى وزير الخارجية هاكان فيدان. ووزير الخارجية الآن سيقوم بتحديد خريطة الطريق كاملة من خلال اللقاءات مع نظرائه. وعلى هذا الأساس سنقوم بالخطوات المناسبة. نعتقد أنه من الممكن تحقيق سلام عادل في سوريا. ونؤكد في كل فرصة أن وحدة الأراضي السورية تصب في مصلحتنا أيضًا. السلام العادل الذي سيتم بناؤه في سوريا سيكون له أكبر فائدة لنا. ونقول إن الخطوة الأكثر أهمية في عملية البناء هذه هي بدء فترة جديدة مع سوريا. حتى الآن، تطور هذا المسار بشكل إيجابي. وأتمنى أن نتخذ خطوات ملموسة قريبًا. يجب على الولايات المتحدة وإيران أن تكونا راضيتين عن هذه التطورات الإيجابية وأن تدعما العملية لإنهاء المعاناة الطويلة. نحن نسعى منذ سنوات لإخماد الحريق في أراضي جارتنا. ونأمل ألا يشعر أحد بالقلق من المناخ الذي سيُبنى لإعادة بناء سوريا كدولة موحدة. نحن ندرك أن الجماعات الإرهابية ستحاول بكل ما في وسعها لتسميم هذه العملية. سيتآمرون ويخططون للتحريض. نحن على علم بذلك ومستعدون له. نريد السلام في سوريا وندعو الجميع لدعم دعوتنا التاريخية للسلام.”

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

 

التعليقات مغلقة.