بعد ادعاءات لم يتسنى التحقق من صحتها بشأن حالة تحرش جنسي بطفل تركي، دعت الأحزاب السياسية ونقابة المحامين في وقت متأخر من ليلة أمس الخميس، الجمهور التركي إلى ضبط النفس بعد هجمات على محلات تجارية تعود ملكيتها إلى اللاجئين السوريين في شانلي أورفا جنوب شرق تركيا.
ووفقاً لمتابعة كوزال نت، بعد خروج ادعاء بأن طفلاً يبلغ من العمر 10 أعوام في منطقة بوزوفا قد تعرض للتحرش من قبل الشاب “ف.ك”(21 عامًا)، تعرضت محلات تابعة إلى السوريين في شانلي أورفا قرب للاعتداء.
وبعد خروج مزاعم بأن “ف.ك” سوري الجنسية، حُطمت نوافذ ما لا يقل عن 3 محلات تابعة إلى اللاجئين السوريين في شانلي أورفا، فيما نُهبت بعض المحلات الأخرى.
وبحسب صحيفة “Duvar” التركية، توجه والي المدينة ورئيس الشرطة لتهدئة الجماهير التركية التي سارت نحو مكتب الولاية ومركز الشرطة، وأجروا محادثات مع المحتجين بالتعاون مع رئيس البلدية سوفي أكسوي.
وبعد الأحداث التي وقعت قبل يومين، قامت الأحزاب السياسية وبعض الهيئات الجماهيرية بإصدار بيانات تدعو المواطنين إلى الهدوء وضبط النفس.
بعد الهجوم على محلات السوريين في شانلي أورفا.. توضيح من مكتب الوالي
وفي بيان صدر عن مكتب ولاية شانلي أورفا، اكتفت الولاية بالإشارة إلى أن مرتكب الجريمة هو شخص أجنبي دون الإفصاح بشكل واضح عن جنسيته.
نص بيان ولاية شانلي أورفا
“في يوم الاثنين الموافق 14/08/2023، تلقينا إبلاغ عن حالة جنائية من مستشفى بوزوفا الحكومي عند الساعة 10:15 مساءاً وتوجهت فرقنا على الفور إلى المستشفى، وبناءً على إفادة الطفل المجني عليه “M.Y” في المستشفى، بأن الشخص المشتبه به الأجنبي الجنسية “F.K” قام بالاعتداء الجنسي عليه، بدأت التحقيقات في ملابسات الحادثة على الفور وألقي القبض على الشخص المشتبه به”.
وتابع البيان “بعد توجيه الطفل المجني عليه “M.Y” إلى مركز متابعة الأطفال في شانلي أورفا وتسليمه لعائلته، تستمر خدمات الدعم والمتابعة التي بدأتها الجهات المعنية، وفي تاريخ 15/08/2023، أرسل الشخص الأجنبي الجنسية (F.K) إلى المحكمة وجرى اعتقاله”.
“ندعم ديمقراطية الاحتجاج دون تصرفات عنصرية”
وأكد أحد قيادي حزب الشعوب الديمقراطي اليساري الكردي أحمد أتيش في أورفا، أن حزبه يقف مع جماهير بوزوفا، قائلاً “بالطبع، من الطبيعي أن يخرجوا للاحتجاجات، نحن مع جماهير بوزوفا. ومع ذلك، حُول ملف الحادث إلى السلطات القضائية، وقد بدأت بالفعل عملية قانونية بهذا الصدد، وقد اعتقل الشخص الجاني بالفعل”.
وحول الاعتداء على محلات تجارية للسوريين، أكد أتيش رفضه المطلق للاعتداءات والممارسات العنصرية نحو السوريين، وقال ” بالطبع، يمكنك التعبير عن احتجاجك بأكثر الطرق ديمقراطية، لكن يجب ألا يتم القيام بأي عنصرية أبدًا، يمكنك القيام بمظاهرات، لكن لا نؤيد أبدًا التسبب في أضرار لممتلكات المواطنين، محلاتهم، أماكن عملهم، أو سياراتهم.”
وأشار أتيش إلى أن الحادث اتجه إلى اتجاه مختلف، إذ تحول إلى احتجاجات معادية للاجئين أمس، مطالباً بالحفاظ على الحساسية في هذا الصدد.”
وأكد أتيش أن حزبه سيتابع التطورات المتعلقة بالحادث.
نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري في منطقة بوزوفا: “لا نريد اللاجئين”!
قال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري في منطقة بوزوفا، عبدالقادر غول، إنه حزبه سيصدر بيانًا صحفيًا يؤكد على “عدم رغبتهم في وجود السوريين”.
وأوضح غول: “سنجتمع في الساعة 20:00 بشكل هادئ وسنصدر بيانًا صحفيًا في ساحة المدينة. سيتم حل هذه المشكلة في وقت ما. لا نريد اللاجئين في بوزوفا. تعرضت نوافذ وممتلكات بعض السوريين للاعتداءات. لن يكون هناك أي تجاوزات هذا المساء ولن يتم التخريب. نرغب في ألا يتكرر هذا مرة أخرى، ونحن نرفض وجود اللاجئين السوريين في شانلي أورفا، ونرغب فقط في التعبير عن ذلك من خلال بيان صحفي”.
نقابة المحامين في أورفا: نحن نتابع القضية
وأصدرت نقابة المحامين الأتراك في ولاية شانلي أورفا أيضًا بيانًا بشأن الأحداث..
وفي البيان الذي أكت فيه النقابة أن مسؤوليها سيتابعون قضية الادعاء بالاعتداء الجنسي،دعت النقابة جميع المواطنين الأتراك ا إلى الهدوء في هذه المرحلة، مشددة على أنه من الأهمية بمكان أن يتصرف الجميع بحكمة من أجل تحقيق السلام الاجتماعي والعدالة
ماذا حدث في بوزوفا؟
في مساء الثلاثاء الموافق 15 أغسطس/آب 2023، وفقًا للادعاء، فقد جرى الاعتداء جنسيًا على طفل ذكر من قبل خباز يدعى “F.K” في حي كيرميزي بينار في المنطقة.
وبعد انتشار خبر الحادثة، نُظّمت مظاهرات في المدينة في اليوم التالي، وبعد المسيرة والاحتجاجات، تعرضت محلات تجارية تعود ملكيتها إلى السوريين في شانلي أورفا لرشق بالحجارة، وفي النهاية، تم تفريق الجماهير التي اجتمعت أمام مبنى الولاية من قبل الشرطة التركية.
وقد أُعلن في ساعات ليل الحادثة بأن الشخص المشتبه به الذي ذكر اسمه في الادعاء بالاعتداء الجنسي، “F.K”، قد اعتقل بناءً على قرار من مكتب ولاية شانلي أورفا.
إعداد وتحرير: عبد الجواد حميد
التعليقات مغلقة.