تحدث روبرت كينيدي الابن، الذي انسحب من السباق الرئاسي في الولايات المتحدة لصالح دونالد ترامب، عن قلقه من أن يصبح الجنود الأمريكيون “طعمًا” في الصراع بين تركيا والمقاتلين في سوريا، كاشفاً النقاب عن رغبة دونالد ترامب في سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا.
ووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت عن “euronews” بالتركية، صرح روبرت كينيدي الابن بأن دونالد ترامب يرغب في سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا لتجنب تركهم كـ”طعم” في حال اندلاع صراع بين تركيا ومسلحي منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابيين في شمال سوريا.
كينيدي: ترامب عبر عن نواياه الواضحة في سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا
وخلال بث مباشر حول تقييم نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قال كينيدي الابن للصحفي تاكر كارلسون، الذي من المتوقع أن يلعب دورًا مهمًا في إدارة ترامب القادمة، إن الرئيس المنتخب عبّر عن نواياه بشأن شمال سوريا خلال رحلة طيران.
وأشار كينيدي إلى أنه كان يتحدث مع ترامب حول الشرق الأوسط، حيث قام الأخير برسم خريطة للمنطقة على ورقة، تتضمن مواقع الدول بشكل لا يستطيع أغلب الأمريكيين رسمه.
وأضاف كينيدي، “كان ينظر تحديدًا إلى الحدود السورية التركية وقال: ‘لدينا 500 جندي ومعسكر صغير يتعرض للقصف عند الحدود السورية التركية.'”
وذكر كينيدي أن ترامب أخبره بوجود 750 ألف جندي في تركيا و250 ألفاً في سوريا، لكنه لم يوضح ما إذا كان يقصد بذلك قوات الجيش السوري، أو القوات الكردية السورية، أو مزيجًا من الاثنين.
وأشار كينيدي إلى أن ترامب قال له: “إذا حدث صدام بينهم، سنكون في المنتصف.”
وأوضح كينيدي الابن أن ترامب يرى أن القوات الأمريكية ستصبح “طعمًا” في حال وقوع مواجهة بين تركيا والمسلحين الأكراد، وهذا ما سيدفعه إلى سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا.
واختتم كينيدي كلامه قائلاً: “ثم قال ترامب: ‘أخرجوا الجنود من هناك!'”
الانتخابات الأمريكية وما بعدها
في يوم الأربعاء الماضي، الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أعيد انتخاب دونالد ترامب رئيساً بعد تجاوزه منافسته كامالا هاريس في إجمالي الأصوات وعدد المندوبين.
وقد أثارت إعادة انتخاب ترامب مخاوف بعض حلفاء الولايات المتحدة في الغرب، حيث يخشون أن يقوم ترامب بتغييرات كبيرة في السياسة الخارجية، تشمل تقليص دعمه لأوكرانيا في صراعها مع روسيا.
ومنذ عام 2014، تدعم الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تضم وحدات حماية الشعب (YPG) والتي تشكل المكون الرئيسي فيها، في قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وتسيطر وحدات حماية الشعب على جزء كبير من شمال سوريا، وتعتبرها تركيا امتدادًا لحزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي يُصنف كمنظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وتركيا وعدة دول أخرى.
وقد نفذت تركيا عمليات عسكرية في سوريا عدة مرات لمنع وحدات حماية الشعب من السيطرة على المزيد من الأراضي على طول الحدود السورية التركية.
كما أن حكومة النظام السوري، التي تعهدت باستعادة جميع الأراضي التي خسرتها منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، قد اشتبكت مع وحدات حماية الشعب وجماعات المعارضة السورية المدعومة من تركيا.
وتحتجز قوات سوريا الديمقراطية أيضًا أكثر من 10 آلاف من مقاتلي داعش في حوالي عشرين مركز احتجاز شمال شرق سوريا، من بينهم ألفي أجنبي يرفضون العودة إلى بلدانهم.
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد صوت في العام الماضي لصالح بقاء القوات الأمريكية في شمال سوريا.
ويؤيد الداعمون لاستمرار الوجود الأمريكي بقاء نحو 900 جندي في سوريا كجزء من الجهود الإقليمية لرصد إيران ومواجهتها.
تركيا تضغط منذ فترة طويلة على الولايات المتحدة لوقف دعمها العسكري لقوات وحدات حماية الشعب (YPG) في سوريا
وفي العام الماضي، صرحت إدارة البيت الأبيض بأن العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا تشكل تهديدًا على أمن المنطقة وأمن الولايات المتحدة.
وقد أسقطت طائرات حربية أمريكية من طراز F-16 طائرة مسيّرة تركية بالقرب من منطقة الحسكة في سوريا، وذكر البنتاغون أن الطائرة اقتربت لمسافة كيلومتر واحد فقط من قاعدة أمريكية في المنطقة.
وفي بيان نشر على الموقع الرسمي للبيت الأبيض بتاريخ 12 أكتوبر/تشرين الأوول 2023، جاء فيه: “إن العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش التركي في شمال شرق سوريا تقوض جهود هزيمة تنظيم داعش، وتعرض حياة المدنيين وأمن المنطقة للخطر، وتستمر في تشكيل تهديد غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة”.
وأشار البيان إلى إعلان الرئيس الأمريكي حالة الطوارئ الوطنية في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2019 بسبب الوضع في سوريا، وأعلن عن تمديد هذه الحالة لمدة عام اعتبارًا من 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في ضوء التطورات الراهنة.
وقد اعتبرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إسقاط الطائرة التركية المسيّرة في الأجواء السورية بواسطة مقاتلات F-16 الأمريكية “دفاعًا مشروعًا عن النفس”.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد
التعليقات مغلقة.