قال صحيفة “Türkiye Manşet” أن السوريين قد استيقظوا صباح الاثنين الماضي على مشاهد كانوا على دراية بها منذ سنوات في شمال سوريا الذي مزقته الحرب والأحداث الداخلية المؤلمة منذ سنوات.
ووفقا لمتابعة كوزال نت، وصفت الصحيفة ما حدث بالكارثة، مشيرة إلى أن المباني قد انهارت وأن المواطنين قد علقوا تحت الأنقاض في مشهد ليس بالجديد على السوريين.
وأضافت الصحيفة أن الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات، والذي كان مركزه جنوب شرق تركيا وشعرت به مناطق بعيدة مثل فلسطين المحتلة وقبرص، قد أعاد للسوريين ذكريات مؤلمة للحرب الداخلية في سوريا من الماضي القريب.
وأشارت الصحيفة إلى أن جزءا كبيرا من سوريا لا يزال يعاني من جراح الصراع، رغم الوقف الهش لإطلاق النار منذ بداية عام 2020.
وبينت الصحيفة أن إعادة إعمار سوريا كانت مجزأة ومحدودة، في مواجهة العقوبات الدولية المفروضة على نظام الأسد، و في ظل عدم وجود مساعدات لإعادة الإعمار من المانحين الدوليين، والاقتصاد الذي يعاني من حالة من الفوضى.
وشددت الصحيفة على أن خسائر الحرب والدمار الكبير، والأزمة الاقتصادية الحادة، وانهيار العملة، ستجعل الاستجابة للزلزال أكثر صعوبة لجميع الأطراف.
وقالت الصحيفة أن حلب، أكبر مدن شمال سوريا، هي ظل لنفسها السابقة، إذ تعاني من انقطاع التيار الكهربائي، وأزمة الوقود وارتفاع معدلات البطالة.
آخر حصيلة لضحايا الزلزال في مناطق شمال سوريا
ووفقا لآخر تحديث صادر عن فرق الدفاع المدني -المعروفة باسم الخوذ البيضاء- شمال سوريا ظهر الأربعاء 8 شباط/فبراير 2023، فقد لقي 2802 سوريًا على الأقل مصرعهم جراء الزلزال.
وأشارت الخوذ البيضاء أن حوالي 4.2 مليون شخص يعيشون شمال سمال سوريا، وقد نزح أكثر من نصفهم من أجزاء أخرى من البلاد خلال الحرب، ويعيش معظمهم في مخيمات كبيرة.
وقالت منظمة الخوذ البيضاء في بيان سابق لها صباح الاثنين، أن المنظمة تدعو المجتمع الدولي لتحمل المسؤولية في مواجهة هذه الكارثة واتخاذ إجراءات عاجلة للحيلولة دون تفاقم الوضع.
كما دعت المنظمة المجتمع الدولي إلى دعم إنقاذ المدنيين في سوريا والضغط على نظام الأسد وحليفته روسيا لضمان عدم وقوع قصف في المناطق المتضررة.
وقالت المنظمة أن هناك مستشفى تدعمه الجمعية الطبية السورية الأمريكية تضرر وكان لا بد من إجلائه، في محافظة إدلب، بجانب حلب.
من ناحية أخرى، أفادت الصحيفة أنه تم تدريب أفراد الخوذ البيضاء على عمليات الإنقاذ من قبل فرق الإنقاذ التركية، خلال السنوات الأولى من الصراع.
وحول أوضاع سوريا في عامة البلاد، قالت الصحيفة أن حكومة الأسد تعاني من ضائقة مالية في السنوات الأخيرة لدرجة أنها أجبرت رجال الأعمال الأثرياء على تمويل رواتب الحكومة وخدماتها.
من جانب آخر، تقلص الناتج المحلي الإجمالي لسوريا بأكثر من النصف بين عامي 2010 و2020، وفقًا للبنك الدولي، كما أعيد تصنيف سوريا كدولة منخفضة الدخل في عام 2018 بسبب الانخفاض الكبير في دخلها القومي الإجمالي.
وفي عام 2020، ضربت جائحة فيروس كورونا المنطقة، مما تسبب في مزيد من الاضطرابات الاقتصادية وتسبب في إجهاد نظام الرعاية الصحية في البلاد.
التعليقات مغلقة.