ظروف قاسية تواجه النازحين السوريين في إدلب خلال برد الشتاء القارس!

في شمال غرب سوريا، لا تزال الظروف القاسية تواجه النازحين السوريين في إدلب الذين جرى تهجيرهم قسرًا بسبب هجمات ميليشيات نظام بشار الأسد، نتيجة استمرار معاناتهم بالعيش في خيام مؤقتة، لا سيما خلال فصل الشتاء. 

ووفقاً لما ترجمه ونقل فريق كوزال نت نقلاً عن صحيفة “Yeni Şafak” التركية، فإن النازحين السوريين في إدلب الذين يعيشون في المخيمات في شمال المحافظة يستخدمون وقودًا ضارًا بالصحة لتدفئة خيام اللجوء. 

معاناة النازحين السوريين في إدلب في ظل حياة النزوح في الخيام والبرد القارس

وبحسب الصحيفة، فإن سكان المخيم من النازحين السوريين في إدلب يقومون بجمع أغصان الزيتون والنايلون نهاراً لتسخين خيامهم ليلاً في المخيم الواقع شمالي المحافظة، حيث تمر الليالي بشكل بارد.

ومن جانب آخر، فإن قوة الشراء للعمال الذين يكسبون بين 30 و50 ليرة تركية يوميًا لا تكفي لشراء الوقود الباهظ مثل الحطب وقشر الفستق وقشر الجوز. سكان مخيم الخيام يواجهون مواجهة قاسية لفصل الشتاء في خيام بنية بنية البنية التحتية.

“نقوم بتغطية الأطفال بما لا يقل عن 3 بطانيات لإبقائهم دافئين”

ماهر طه، أحد النازحين السوريين في إدلب والذي هاجر من مدينة معرة النعمان في جنوب إدلب نتيجة لهجمات قوات نظام الأسد، قال إنه رفقة النازحين الآخرين يجمعون النايلون وفروع الزيتون نهارًا ليستخدموها لتدفئة الخيام ليلاً.

ويعيش طه في مخيم الراعي في شمال إدلب، حيث قال: “نقوم بجمع البطاطا من الحقل ونحصل على 20 ليرة تركية، وهذا يكفي فقط لتغطية تكاليف الطعام. لا يوجد لدينا مال لشراء الحطب.”

 وأكد طه أن النازحين السوريين في إدلب لم يقوموا بأي استعدادات لشتاء هذا العام، مشيرًا إلى أن الأحوال الجوية باردة جداً، وللحفاظ على دفء الأطفال في الليالي الباردة، يقومون بتغطيتهم بثلاث بطانيات على الأقل. 

وقال طه، الذي لديه خمسة أطفال: “إذا ما مرضوا، فإن أسعار الأدوية غالية جداً.” 

وأعرب طه عن إحساسه بالعجز لعدم قدرته على شراء الحطب أو الوقود لتدفئة أطفاله. وأضاف: “نشعل النار في الخارج في الليالي، ثم نقوم بجلب النار المشتعلة إلى داخل الخيمة عندما يتوقف الدخان. نحن قلقون من أن تشتعل الخيمة وأيضًا نحاول منع أطفالنا من الإصابة بالأمراض.”

يعاني الأطفال من التهاب الشعب الهوائية وضيق التنفس والربو لأننا نحرق الفضلات

محمد إبراهيم أحد النازحين السوريين في إدلب، والذي استقر في مخيم التيه في شمال إدلب، قال إنهم يجمعون النفايات من حولهم ويحرقونها لتدفئة الخيام.

 وأشار إلى أن استخدام هذه النفايات يؤثر سلبًا على صحة أطفالهم، قائلاً: “بسبب حرق النفايات، يعاني الأطفال من التهاب الشعب الهوائية وضيق التنفس والربو.” 

وأوضح إبراهيم أنهم يقومون بجمع النفايات لمدة لا تقل عن 4 ساعات يوميًا، مضيفًا: “تأتي المساعدات الفحم متأخرة، وسيستمر هذا الروتين حتى نهاية الشتاء، مشيراً إلى أنه في العام الماضي، أحرقت امرأة تعيش في المخيم نفسه، نفسها وخيمتها عندما كانت تشعل المدفأة.”

“حتى لو وصلت مساعدات الوقود، فإنها تصل متأخرة”

عبد السلام يوسف، المسؤول في مخيم التيه، أكد أن معاناة المدنيين النازحين في إدلب الذين يعيشون في المخيم ازدادت هذا العام مقارنة بالعام الماضي. 

وأوضح يوسف أن الخيام البسيطة لا تحمي العائلات من البرد، قائلاً: “تظهر مشاكل كبيرة نتيجة لدخول المياه إلى الخيام المبنية في كل مرة تُمطر فيها. حتى إذا كانت هناك مساعدات للوقود، تأتي بتأخير.” 

وأكد يوسف أن المدنيين الذين يعيشون في المخيم ليس لديهم القدرة على شراء المدفأة، مضيفًا: “إن دخلنا الشهري يتراوح بين 1500 و3000 ليرة تركية، أسعار الوقود مرتفعة جدًا. سعر طن الحطب وبرميل المازوت يتراوح بين 170 و200 دولار (حوالي 5100-5900 ليرة تركية”.

ومن جهة أخرى، أشار يوسف إلى أن المدنيين الذين يعيشون في المخيم يعانون من العديد من الأمراض مثل السعال والتهاب الشعب الهوائية، وأن أسعار الأدوية باهظة الثمن.

 وأكد أن السكان يواجهون العديد من المشكلات بما في ذلك صعوبات في وسائل النقل، متحدثًا قائلاً: “المستشفيات مليئة بالأطفال المرضى. نناشد المنظمات الإنسانية لحل المشاكل التي يواجهها ضحايا الحرب، خاصةً خلال فصل الشتاء.”

 

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

التعليقات مغلقة.