عملية أشبه بالأفلام ضد ضباط نظام الأسد في سوريا! الجهة المنفذة لا تزال مجهولة!

تبيّن أنه تم التسلل إلى الهواتف الذكية لآلاف ضباط نظام الأسد في سوريا من خلال برنامج تجسس، وذلك قبل انهيار النظام القمعي في سوريا، إذ اتضح أن آلاف الضباط في نظام الأسد وقعوا في الفخ.

ووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت، فقد تم الضغط على الزر قبل نحو 5 أشهر من بدء الفصائل المعارضة المدعومة من تركيا باتجاه تنفيذ عملية ضد نظام الأسد. 

ووفقاً لاعترافات ضابط سابق في جيش الأسد أدلى بها لموقع New Lines، فقد بدأت في يونيو/حزيران 2024 تطبيقات يعتقد أنها مخصصة لـ”تبرعات للضباط” بالانتشار بين ضباط النظام.

تطبيق تقمص اسم مؤسسة أسماء الأسد، استهدف ضباط نظام الأسد في سوريا!

من خلال تطبيق محمول باسم Syria Trust for Development (STFD)، ظهر وكأنه تابع لمنظمة “مؤسسة التنمية السورية” التي تُعرف بأنها مدعومة من قبل أسماء الأسد، زوجة بشار الأسد، جرى دفع مبالغ مالية معينة لضباط الجيش السوري تحت مسمى التبرعات.

وقد تم إعداد التطبيق باستخدام اسم وشعار المؤسسة، وامتلك واجهة استخدام تمنح شعوراً بالثقة للمستخدم. وكان من الممكن تحميل التطبيق من قناة غير رسمية على تطبيق “تلغرام” تم إنشاؤها باسم “مؤسسة التنمية السورية”.

ضباط نظام الأسد في سوريا، أعطوا معلوماتهم الشخصية بأيديهم

بدأ التطبيق المحمول ينتشر بسرعة بين الضباط. وبعد تحميله، كان يتم توجيه المستخدمين إلى موقع خارجي لإدخال معلوماتهم الشخصية. لكن عبر طريقة اصطياد إلكتروني “Phishing” مدمجة ضمن هذه المواقع – وهي إحدى وسائل الهندسة الاجتماعية الشائعة – تم الاستيلاء على جميع المعلومات المدخلة.

كسبوا ثقة الضباط من خلال اسم أسماء الأسد!

ما منح التطبيق مصداقية لدى الضباط هو تقمصه لتطبيق مدعوم من مؤسسة تابعة لأسماء الأسد. وكان مطورو التطبيق يدركون أن لا أحد سيجرؤ على التشكيك في حركة الأموال القادمة من تطبيق يُزعم أنه مدعوم من أسماء الأسد، في ظل السياسات القمعية التي يتبعها النظام.

كما ساهمت طبيعة التطبيق المفتوحة وسهولة الوصول إليه، إضافة إلى وجود أسئلة مثل “ما نوع المساعدة التي تتوقعها؟” و”هل يمكن أن تشرح لنا وضعك المالي؟”، في إزالة أي شكوك حيال الغرض الحقيقي منه.

أنشأوا “خريطة” لجمع المعلومات عن ضباط نظام الأسد في سوريا

الضباط الذين أرادوا الحصول على مساعدات مالية تحت اسم “تبرعات”، قاموا بإدخال معلوماتهم الشخصية والعائلية بالإضافة إلى مواقعهم الحساسة في الجيش، والتي كان يفترض أن تبقى سرية. وبهذه الطريقة، تمكّن مطورو التطبيق – سواء كانوا أفراداً أو جهة ما – من إنشاء “خريطة” كاملة لضباط النظام العاملين في مواقع حساسة، تشمل القادة الكبار وضباط الاستخبارات والاتصالات في الجيش السوري.

الهواتف بدأت تُراقَب ببرامج تجسس

في المرحلة الثانية من العملية، جرى تحميل برنامج التجسس الشهير SpyMax،– وهو أحد أدوات المراقبة المستخدمة على أجهزة أندرويد-، على هواتف الضباط بشكل سري.

وبهذا الشكل، أصبحت الميكروفونات، والكاميرات، والرسائل، والمعارض، وحتى المواقع الجغرافية الفورية للضباط تحت المراقبة. ومن خلال ملفات APK التي يُعتقد أنها الوسيلة التي انتشر عبرها البرنامج، جرى جمع معلومات استخباراتية آنية ومباشرة عن الوضع داخل جيش الأسد.

من نفذ العملية؟

لا تزال هوية الجهة أو الدولة أو المؤسسة أو الأشخاص الذين نفذوا هذه العملية الاحترافية والمعقدة من عمليات التجسس الإلكتروني طي الكتمان. ورغم عدم معرفة العدد الكامل للضباط المستهدفين، فإن التقارير تشير إلى أن عددهم لا يقل عن 1,500 ضابط.

 

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

التعليقات مغلقة.