لليوم الرابع على التوالي، تتواصل المظاهرات ضد نظام الأسد على خلفية الإجراءات الاقتصادية الجديدة التي اتخذتها إدارة دمشق في البلاد، إذ يردد المتظاهرون السوريون هتافات مناهضة للحكومة السورية في حوالي 25 قرية وبلدة في محافظة السويداء جنوب سوريا.
ووفقاً لمصادر سورية محلية، فقد تجددت المظاهرات صباح اليوم في ساحة السير وسط مدينة السويداء، وأطلق المتظاهرون شعارات معادية لإيران ووجودها في سوريا، كما شهدت المظاهرات لاحقاً إحراق صورة لبشار الأسد وسط المدينة.
“الشعب يريد إسقاط النظام”.. هو شعار المظاهرات ضد نظام الأسد في السويداء
ووفقًا لمتابعة فريق كوزال نت، أفاد نشطاء سوريون ومنظمات مراقبة حقوق الإنسان، أن تجمعاً كبيراً من الناس في مدينة السويداء “مركز المحافظة” قد أطلقوا شعارات تطالب برحيل نظام بشار الأسد مثل “الشعب يريد إسقاط النظام!”.
وقد ذكر موقع السويداء 24، أن هناك أكثر من 40 نقطة قد شهدت احتجاجات يوم أمس الثلاثاء، في ظل حركة تظاهرات وإضرابات غير مسبوقة في المحافظة منذ بدء الأزمة السورية عام 2011.
إذ شملت الاحتجاجات مدينتي صلخد وشهبا، وبلدات ملح، والمزرعة، وصما البردان، والبثينة، وأم الزيتون، وعمرة، والعانات، وتعارة، والهوية، وكفر اللحف، والجنينة، ونجران، وسليم، وعرمان، وسالة، وقيصما، والرحا، وسميع، والمجيمر، ومردك، وبكا، والقريّا، وحرّان.
وفي عدد من البلدات، أغلق المتظاهرون السوريون مقرات تابعة لحزب البعث الحاكم في سوريا، وطردوا قياداتها، وأزالوا شعارات الحزب في شهبا ودوما والحريسة.
ومن بين المشاركين في المظاهرات ضد نظام الأسد، رفع طفلٌ سوريٌ في إحدى القرى لافتة مكتوب عليها “لماذا جعلتم شيبس البطاطس أغلى؟”.
وقد اندلعت المظاهرات ضد نظام الأسد في المحافظة الأسبوع الماضي بسبب ارتفاع أسعار البنزين والمحروقات، فيما خرجت مظاهرات أخرى مؤيدة لها في درعا.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المظاهرات ضد نظام الأسد انتشرت الأسبوع الماضي وأن 11 مدينة وبلدة وقرية في محافظة السويداء تشارك حاليًا فيها.
وأفاد المرصد بأن العديد من المؤسسات العامة قد أغلقت تمامًا في العديد من المناطق.
ولم يصدر أي مسؤولون سوريون في النظام، أي تعليق على الاحتجاجات حتى هذه اللحظة، فيما ذكرت صحيفة الوطن المؤيدة للحكومة أن المتظاهرين تسببوا في عرقلة عمل البنوك والمؤسسات الحكومية والمخابز.
يشار إلى أن محافظة السويداء تستضيف جزءًا كبيرًا من المجتمع الدرزي في البلاد، وقد احتفظ نظام الأسد بالسيطرة عليها طوال فترة الأحداث الدامية التي أعقبت الثورة، إذ لم تتأثر المحافظة بشكل كبير بالاضطرابات التي شهدتها مناطق أخرى في البلاد.
ومع ذلك، تبقى الانتقادات المباشرة لنظام الأسد نادرة للغاية في المناطق التي تسيطر عليها إدارة دمشق، بسبب القمع والسطوة الأمنية.
الجدير بالذكر أن المواطنين السوريين يمرون بأزمة اقتصادية خانقة بسبب فساد نظام الأسد، إذ انخفضت قيمة العملة السورية بسرعة، حيث وصلت قيمة الليرة السورية إلى مستوى قياسي عند 15,500 ليرة سورية مقابل الدولار خلال الأسبوع الماضي.
وقبل 12 عامًا، وقبل اندلاع الاحتجاجات والثورة السورية ضد نظام الأسد في البلاد بقليل، كان سعر الدولار حوالي 47 ليرة سورية.
إعداد وتحرير: عبد الجواد حميد
التعليقات مغلقة.