قال مسؤول كوري جنوبي اليوم الثلاثاء إن سوريا استقبلت وزير الخارجية الكوري الجنوبي تشو تاي يول بأعلى درجات الكرم والبروتوكول الدبلوماسي خلال زيارته إلى دمشق الأسبوع الماضي، في خطوة تشير إلى التزام قوي من الحكومة السورية الجديدة بتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد، وإعادة الإعمار، والتنمية.
ووفقاً لترجمة كوزال نت جاءت زيارة الوزير تشو إلى دمشق، التي جرت الخميس الماضي، لتكريس إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين، ما يمثل إنجازًا دبلوماسيًا لكوريا الجنوبية التي باتت بذلك تربطها علاقات رسمية بجميع دول الأمم المتحدة باستثناء كوريا الشمالية.
مسؤول كوري جنوبي يشيد بحفاوة استقبال وفد بلاده في سوريا
ووفقًا لما ذكره مسؤول كوري جنوبي، فإن الزيارة أُجريت بسرية بسبب الوضع الأمني الحساس في سوريا، حيث تولت حكومة انتقالية السلطة بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد، الذي حكم البلاد لنحو نصف قرن.
وأضاف المسؤول أن الوزير تشو حظي بإجراءات بروتوكولية وأمنية غير مسبوقة خلال الزيارة، حيث تم تخصيص مرافقة أمنية بثلاثة أضعاف الحجم المعتاد، منذ لحظة وصوله إلى مطار دمشق وحتى عبوره الحدود اللبنانية برًا.
وأشار المسؤول إلى أن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، قد فاجأ نظيره الكوري الجنوبي بمرافقته شخصيًا عبر القيادة إلى القصر الرئاسي لتقديم التحية الرسمية للرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع. ووصف هذه المبادرة بأنها “أحد أرقى أشكال اللباقة في العالم العربي، وتعبير استثنائي عن حسن الضيافة”.
وبحسب الوزارة، فقد استغرقت زيارة الوزير الكوري إلى دمشق خمس ساعات، عاد بعدها إلى بلاده عبر إسطنبول بعد مروره ببيروت.
وخلال المحادثات الثنائية، أعربت سوريا عن اهتمامها الكبير بتبني نموذج كوريا الجنوبية في النمو الاقتصادي السريع، وأبدت استعدادها لإرسال وفد حكومي إلى سيول في المستقبل القريب لبحث التعاون في مجالات المساعدات الإنمائية، والطاقة، وتكنولوجيا المعلومات، ومشاريع إعادة الإعمار.
كما أعربت الحكومة السورية الجديدة عن رغبتها في بناء “شراكة استراتيجية” مع كوريا الجنوبية، وأملت في أن تدعم سيول جهودها لتخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها.
وقال المسؤول: “هذه هي أول علاقات دبلوماسية تقيمها الحكومة السورية الجديدة، وتعتبر كوريا الجنوبية شريكًا رئيسيًا في دعم جهود إعادة الإعمار، وهناك قناعة لدى الطرفين بأن أمام الشركات الكورية فرصًا كبيرة للمشاركة في هذه العملية”.
وأكد أن إقامة العلاقات مع سوريا تمثل أيضًا تحولًا في سياسة دمشق الخارجية، مبتعدة عن علاقاتها التقليدية الوثيقة مع كوريا الشمالية.
وأوضح المسؤول أن “الجانبين يتشاركان الفهم بأن التعاون بين سوريا الجديدة وكوريا الجنوبية يمكن أن يسهم في تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين، على عكس السياسات السابقة التي تبناها نظام الأسد تجاه بيونغ يانغ”.
ورغم أن البلدين لم يبدآ بعد مشاورات بشأن فتح سفارات، فإن الطرفين يتوقعان بحث هذا الملف مستقبلًا، على أن تتولى السفارة الكورية الجنوبية في لبنان مؤقتًا إدارة الشؤون المتعلقة بسوريا.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.