مع سقوط نظام الأسد، لحظات مؤثرة للسوريين القادمين إلى مطار دمشق الدولي!

شهد مطار دمشق الدولي أمس حدثاً تاريخياً مع وصول أول رحلة دولية مدنية بعد سقوط نظام بشار الأسد، قادمة من العاصمة القطرية الدوحة. 

ووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت عن وكالة الأناضول التركية الرسمية، حمل الركاب الوافدين إلى مطار دمشق الدولي من الدوحة، أعلام سوريا الحرة ورددوا شعارات الثورة وأناشيدها فور نزولهم من الطائرة، في أجواء غلبت عليها المشاعر المؤثرة.

مطار دمشق الدولي ساحة للحظات مؤثرة وفرح عامر للسوريين!

الركاب القادمون من الخارج لم يستطيعوا كبح دموعهم وهم يلتقون أحبّاءهم في مطار دمشق الدولي بعد سنوات من الفراق.
وفي صالة الوصول، كان أقاربهم ينتظرون بفارغ الصبر، حاملين الورود ومشغلين أناشيد الثورة عبر مكبرات صوت صغيرة، حيث عمت لحظات من العناق والفرح الممزوج بالدموع.

كما أعرب الركاب عن مشاعرهم أثناء انتظارهم في طوابير الجوازات أو عند استلام الحقائب، من خلال الهتافات ومعانقة ذويهم. وامتلأت قاعة الانتظار بمشاهد مؤثرة، حيث التقى الأهل والأصدقاء لأول مرة منذ زمن طويل.

وفي تصريح لأحد الركاب، ويدعى خلدون عيسى، وهو أب لخمسة أطفال، عبّر عن فرحته قائلاً: “الحمد لله، نحن الآن في سوريا الحرة التي لم يعد فيها نظام الأسد”.

هذا الحدث يمثل علامة فارقة في عودة سوريا إلى أجواء الحرية، حيث يأمل السوريون أن تكون هذه الرحلة الأولى خطوة نحو مستقبل أفضل يعيد التواصل بين الوطن وأبنائه في الخارج.

“غنى أغنية “سرنا معاً في هذه الطرقات

وقال الدكتور خلدون عيسى، وهو اختصاصي في علم الأدوية ينتظر في منطقة استلام الحقائب، إنه يحمل جنسية مزدوجة لكل من سوريا وتركيا، مشيراً إلى أنه لم يتمكن من زيارة بلده منذ 14 عاماً.

وأضاف عيسى أن الأوضاع في سوريا خلال تلك الفترة كانت “لا يمكن تصورها”، مؤكداً أنه لم يتمكن حتى من التواصل مع بعض أفراد عائلته عبر الهاتف أو الإنترنت.

وقال عيسى: “الحمد لله، نحن الآن في سوريا الحرة التي لم يعد فيها نظام الأسد”، مشيراً إلى أنه سيتوجه مباشرة بعد وصوله إلى المطار برفقة زوجته إلى مدينة حماة حيث تعيش عائلته.

وأوضح أن أطفاله يعيشون ويتلقون تعليمهم في مدينة قونيا بتركيا، مضيفاً: “تركيا هي شقيقتنا”، وغنى أغنية “سرنا معاً في هذه الطرقات” باللغة التركية.

ودعا عيسى، وهو أب لخمسة أطفال، الشعب التركي إلى زيارة سوريا، قائلاً: “قلبي نصفه في بلدي والنصف الآخر في قونيا”.

حنين إلى الوطن رغم السفر حول العالم

من جانبه أشار أسامة الموسوي إلى أنه على الرغم من سفره إلى العديد من الأماكن حول العالم، فإنه ظل بعيداً عن وطنه سوريا لمدة 16 عاماً، متحدثاً عن شوقه العميق لوطنه أثناء إقامته في الغربة.

وأضاف الموسوي أن العاصمة الكولومبية بوغوتا، حيث أقام لفترة، ذكرته في كثير من النواحي بالعاصمة دمشق، لكنه قال: “مع ذلك، سأختار دمشق دائماً، فهي دائماً في قلوبنا”.

ووصف الموسوي مدينة قرطبة في جنوب إسبانيا، التي عاش فيها لفترة، بأنها “دمشق الغرب”، معبراً عن سعادته قائلاً: “الحمد لله، أنا الآن في سوريا”.

وأوضح أنه متحمس جداً للقاء العديد من أفراد عائلته الذين ينتظرونه، وأنه يتوق لزيارة الجامع الأموي في دمشق وأداء الصلاة فيه فور دخوله المدينة.

وأعرب الموسوي عن سعادته بوجوده في “سوريا الحرة”، قائلاً إنه يتطلع لتذوق أطباق المطبخ السوري التقليدي في أقرب فرصة.

وعندما سئل عن الرسالة التي يرغب في إيصالها للعالم، قال الموسوي: “إذا لم تكن لديك نوايا حسنة ولا تنوي الاندماج في سوريا، فالأفضل أن تبقى بعيداً”.


“ثورة ضد الديكتاتورية”

وأوضح أسامة الموسوي، الذي سافر إلى العديد من دول العالم بصفته سورياً، أنه لاحظ خلال تلك الرحلات “تقليلاً من شأن سوريا والسوريين” وعدم معرفة “الحقائق المتعلقة بسوريا”.

وأضاف الموسوي: “الناس يعتقدون أنها ‘حرب أهلية’، لكن الأمر هنا ليس حرباً أهلية، بل هي ثورة ضد الديكتاتورية. نحن نريد استعادة وطننا، وهذا ما نحاول القيام به هنا”.

“الطائرة دارت عدة مرات في الهواء”

بدوره قال عمار نجار، الذي خرج من تفتيش الجوازات في مطار دمشق الدولي، وهو يحمل علم سوريا الحرة حول عنقه، إنه زار بلده قبل 8 أشهر في ظل “الخوف والقلق”.

وأوضح نجار أنه كان يفكر سابقاً في الحصول على جنسية دولة أخرى، لكنه الآن، وللمرة الأولى منذ سنوات طويلة، يشعر بأنه يملك وطناً، مضيفاً أنه لا يستطيع وصف مشاعره.

وأشار نجار إلى أنه كان ينتظر بدء الرحلات منذ 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، وقال: “الطائرة دارت عدة مرات في الهواء. وصلنا إلى هنا اليوم، لكن الـ20 دقيقة الأخيرة من انتظار هبوط الطائرة كانت أكثر إثارة من الشهر الماضي بأكمله”.

 

“الحمد لله، الآن عادت إلى وطنها وعائلتها”

شارك يحيى بكاش، الذي استقبل شقيقته أم مهند في وطنها بعد غياب دام 14 عاماً، مشاعره المؤثرة قائلاً إنه لا يستطيع وصف تلك اللحظة. وأوضح أن شقيقته حُرمت من عائلتها ووطنها طوال هذه السنوات.

وأضاف بكاش، الذي وصل إلى مطار دمشق الدولي قبل ساعتين من موعد هبوط الطائرة بسبب حماسه: “لم نكن نصدق أننا سنتمكن من رؤية أختي اليوم، وأنها ستتمكن من رؤية وطنها وعائلتها. الحمد لله، الآن عادت إلى وطنها وعائلتها”.

أما أم مهند، فقد أشارت إلى أنها كانت متشوقة طوال الشهر الماضي للعودة إلى وطنها، مضيفة أنها لم تستطع النوم طوال الليل بسبب الحماس.

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.