منصة تأييد التركية تكشف زيف ادعاءات منح بشار الأسد ألف دولار إلى السوريين العائدين!

أفادت منصة تأييد التركية “Teyit” أن بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت تصريحات زُعم أنها تخص رئيس النظام السوري بشار الأسد، ووفقًا للادعاءات، فقد قدم الأسد وعدًا بتقديم مبلغ نقدي قدره ألف دولار وشقق جديدة ومحلات تجارية للمواطنين السوريين الذين يعيشون في تركيا إذا عادوا إلى بلادهم.

ووفقاً لما ترجمه فريق كوزال نت، فقد أجرى فريق منصة تأييد التركية المختصة بمكافحة التضليل والأخبار المزيفة، تحقيقاً حول صحة الادعاءات.

منصة تأييد التركية: لا يوجد أي دليل واحد على هذه الادعاءات!

رغم البحث في محركات البحث باللغة التركية والإنجليزية والعربية باستخدام كلمات مفتاحية مختلفة، فإن فريق منصة تأييد التركية لم يتمكن من العثور على أي تصريحات لزعيم النظام السوري بشار الأسد يعد فيها بمساعدة نقدية للمواطنين السوريين الراغبين في العودة إلى سوريا. 

علاوة على ذلك، عند فحص جميع أخبار رئيس النظام الأسد التي نُشرت على وكالة الأنباء السورية الرسمية “SANA “خلال عام 2023، لم يجد فريق التقصي في منصة تأييد التركية أي دليل على تلك الوعود بالمساعدة.

 كما أنه ليس هناك أي إعلان رسمي أو رسالة تؤيد هذه الادعاءات على موقع وزارة الداخلية التابعة لنظام الأسد.

أحد المنشورات المتداولة حول الإعلان

وعلى عكس هذه الادعاءات، فإن تصريحات مختلف مستويات حكومة الأسد تشير إلى التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد نتيجة للعقوبات الدولية، إذ أشار رئيس وزراء النظام السوري حسين أرناؤوس في 31 أغسطس/آب إلى صعوبة وصول المواطنين السوريين حتى إلى بعض احتياجاتهم الأساسية. 

وتؤكد تقارير منظمات دولية أن نسبة 90% من السكان في سوريا يعيشون تحت خط الفقر وأن الوصول إلى احتياجاتهم اليومية مثل الطعام والأدوية والكهرباء والمياه النظيفة يعد أمرًا صعبًا بحد ذاته.

بشار الأسد لم يتطرق إلى أي حديث عن مساعدات نقدية في آخر تصريحات له

ويوضح فريق منصة تأييد التركية، أن آخر مقابلة أجراها رئيس النظام السوري بشار الأسد كانت في 9 أغسطس/آب 2023 مع قناة “Sky News Arabia“.

في هذه المقابلة، أكد الأسد أن بلاده مفتوحة للمهاجرين السوريين العائدين وأن نصف مليون سوري عادوا إلى البلاد دون أن يسببوا أي ضرر.

وعلى عكس ما ذكره الأسد، تظهر تقارير منظمات دولية أن انتهاكات حقوق الإنسان مستمرة في سوريا، بما في ذلك التعذيب وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان.

كما أشار الأسد أيضًا في مقابلته مع قناة “Sky News Arabia” إلى أن المهاجرين لا يرغبون في العودة إلى سوريا بسبب المشكلات الاقتصادية ومشكلات البنية التحتية في البلاد.

تحليل فريق المنصة

هذا التصريح، على الرغم من أنه يظهر تحديات عملية لعملية عودة اللاجئين السوريين، فإنه لا يحتوي على أي دليل يشير إلى وجود وعد بالمساعدة المالية أو توفير سكن للمواطنين السوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم.

كما تواصل فريق منصة تأييد التركية ،مع أحمد بريمو من منصة تأكد “Verify Sy“، وهي منصة سورية مختصة في التحقق من الأخبار والمعلومات، إذ أكد أن بشار الأسد لم يقدم وعدًا بالمساعدة المالية لتشجيع عملية عودة اللاجئين. 

ووفقاً لبريمو، فإن هناك رغبة من النظام في تعزيز عملية عودة اللاجئين، ولكن الواقع يشير إلى أن عدد السوريين العائدين إلى بلادهم قليل بسبب المشكلات الاقتصادية ومشكلات البنية التحتية كما أشار الأسد في المقابلة.

ومع ذلك، في 16 أغسطس/آب 2023، فقد أُعلن عن زيادة نسبتها 100٪ في أجور الموظفين الحكوميين في سوريا. 

وقبل هذه الزيادة، كانت أجور الموظفين الحكوميين تتراوح بين 10 و25 دولارًا.

وبناءً على ما دٌفع للموظفين الحكوميين والوضع الاقتصادي في سوريا، فقد استنتج فريق منصة تأييد التركية أنه يبدو ليس من الممكن حاليًا توفير مبلغ ألف دولار نقدًا بالإضافة إلى منزل ومكان عمل للسوريين العائدين إلى بلادهم.

وعلى الصعيدين المحلي والدولي، لا يبدو أن عمليات عودة السوريين بشكل جماعي إلى بلادهم ممكنة في الوقت الحالي. 

وتؤكد منظمات دولية وحكومة بشار الأسد نفسها أن الظروف لا تزال غير مهيأة لعمليات العودة، بينما تواصل تركيا الخطوات المتخذة بمبادرة طوعية لعودة السوريين إلى بلادهم.

الادعاء: ادعاءات أفادت بأن رئيس النظام السوري بشار الأسد سيقدم مساعدات نقدية بقيمة ألف دولار، بالإضافة إلى منازل جديدة ومكاتب للسوريين العائدين إلى بلادهم.

التحقق: 

ليس هناك أي إعلان من بشار الأسد يشير إلى قيامه بتقديم مساعدات نقدية بقيمة ألف دولار وممتلكات جديدة للسوريين العائدين إلى بلادهم. 

في آخر تصريح له، أكد الأسد أن بلاده مستعدة لاستقبال اللاجئين السوريين العائدين، لكنه أشار إلى أن العديد من السوريين لا يرغبون في العودة بسبب مشكلات اقتصادية وبنية تحتية ضعيفة في البلاد.

النتيجة: الادعاء لا أساس له من الصحة!

إعداد وتحرير: عبد الجواد حميد

التعليقات مغلقة.