منظمة الخوذ البيضاء في سوريا: إزالة الذخائر وإعادة الإعمار ستستغرق وقتاً طويلاً!

بينما تكمل منظمة الخوذ البيضاء في سوريا “الدفاع المدني السوري” عامها العاشر، أعلن مسؤولوها أن تطهير البلاد من الذخائر غير المنفجرة وإعادة بناء البنية التحتية قد يستغرق عقودًا.

ووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت عن وكالة الأناضول التركية الرسمية، بدأت فرق منظمة الخوذ البيضاء في سوريا، التي تنظم عمليات البحث والإنقاذ في المناطق المدمرة من أحداث الثورة السورية والحرب الدامية مع النظام، جهودها إثر بدء الانتفاضات الشعبية في سوريا. 

ومع استهداف النظام السوري وحليفه الروسي للمناطق المدنية التي بقيت في يد المعارضة السورية بشن غارات جوية وهجمات برية عنيفة، ظهرت الحاجة إلى فرق الإنقاذ المدني.

الذكرى العاشرة لتأسيس منظمة الخوذ البيضاء في سوريا في أرقام

ويُعرف “الدفاع المدني السوري” في المناطق المحررة باسم “منظمة الخوذ البيضاء”، وقد أُعلن عن تأسيسها في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2014، وبدأت في تدريب الفرق التطوعية التي تضم فئات متنوعة من المجتمع، بما في ذلك خبازون، وخياطون، ومهندسون، وصيادلة، ورسّامون، ونجارون، وطلاب، وغيرهم.

واليوم، وصل عدد المتطوعين في هذه الفرق إلى نحو 3 آلاف و300 فرد، مع توفير المعدات اللازمة لأعمال البحث والإنقاذ في المناطق الحضرية.

ووفقاً لسجلات الدفاع المدني بقيادة “رائد صالح”، فقد أنقذت الفرق أكثر من 130 ألف شخص حتى الآن. وفي المقابل، قُتل 252 متطوعًا في هجمات شنها النظام وحلفاؤه، وأُصيب ما لا يقل عن 500 آخرين.

بالإضافة إلى عمليات البحث والإنقاذ، تقدم فرق الدفاع المدني خدمات أخرى مثل إصلاح شبكات الكهرباء، وإزالة الأنقاض من الطرق، والتخلص من الذخائر غير المنفجرة، وتوعية المواطنين بالمخاطر.

وفي عام 2016، رُشّحت منظمة الخوذ البيضاء في سوريا لجائزة نوبل للسلام تقديرًا لجهودها الإنسانية تجاه المدنيين، وفي عام 2017 حصل فيلم وثائقي عن “الخوذ البيضاء” للمخرج أورلاندو فون أينسيدل على جائزة الأوسكار عن فئة “أفضل فيلم وثائقي قصير”.

”نساء متطوعات يقدمن الدعم النفسي للنساء اللواتي تم إنقاذهن من تحت الأنقاض“

وبمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس “الدفاع المدني السوري”، تحدث نائب رئيس المؤسسة، منير مصطفى، لوكالة الأناضول، مشيراً إلى أن “الخوذ البيضاء” أُنشئت بمبادرة من فرق تطوعية استجابةً لهجمات النظام السوري على المدنيين.

وفي تطرقه إلى بدايات المؤسسة، قال مصطفى: “لم يكن هناك أي معدات في البداية، وكان المتطوعون يفتقرون للتدريب والمهارات والخبرة.
,بفضل الدورات التي نظمتها جمعيات الإغاثة الإنسانية، بدأنا في اكتساب الخبرات بشكل تدريجي.
وقد قام المشاركون في هذه الدورات بنقل خبراتهم لزملائهم لرفع المستوى وتعزيز القدرة على الاستجابة”.

وأكد مصطفى على أهمية توعية النساء في هذا المجال، مشيراً إلى إنشاء مراكز لهذا الغرض، وأضاف: “لدينا اهتمام كبير بعمل المرأة، وتساهم هذه المراكز في دعم النساء لأعمال البحث والإنقاذ وتقديم الرعاية الصحية والإسعافات الأولية. كما أن المتطوعات يقدمن دعماً نفسياً للنساء اللواتي يُخرجن من تحت الأنقاض”.

وأوضح مصطفى أنهم يتعاونون مع منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

وأشار إلى تقديم الدعم للمتطوعين المتأثرين سلباً بالحرب، قائلاً: “تم إنشاء وحدة للتعافي النفسي لهذا الغرض، حيث يُقدَّم الدعم من قِبل خبراء نفسيين عبر التواصل المباشر مع الحالات”.

”إعادة الإعمار ستستغرق عقوداً من الزمن“

وأكد مصطفى أن إزالة الذخائر غير المنفجرة من جميع أنحاء سوريا وإعادة بناء البنية التحتية بعد الحرب قد يستغرق عقوداً، قائلاً: “قد يتطلب إصلاح الدمار الذي خلفته الحرب وبناء مجتمعات جديدة نحو 30 إلى 40 عاماً. ولتمكين الناس من العودة إلى ديارهم بأمان، علينا إعادة بناء البنية التحتية. ستبقى الخوذ البيضاء دائماً بجانب الشعب”.

وأشار مصطفى إلى تعرضهم أحياناً لهجمات من خلال تلاعبات إعلامية، وأضاف: “نستمر في كشف الحقيقة رداً على مثل هذه الحملات التضليلية. نحن نوثق المجازر المرتكبة خلال 12 عاماً من الحرب ونرسل الأدلة إلى الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية لضمان تحقيق العدالة”.


إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

التعليقات مغلقة.