هل تختفي أزمة الوقود في سوريا وتنعكس إيجاباً على السوريين؟
منذ عام 2011، كانت واحدة من أبرز المشكلات التي صعّبت حياة السوريين هي أزمة الوقود في سوريا، متمثلةً في صعوبة تأمين البنزين، والمازوت، وعبوات الغاز المنزلي ومع سقوط نظام الأسد، يُقال إن السوق بات يشهد توافرًا أكبر لهذه المواد.
ووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت عن موقع “Voaturkce“، إلى جانب فتح محطات الوقود، يمكن ملاحظة باعة يعرضون المازوت والبنزين في زجاجات بلاستيكية بأحجام مختلفة على جوانب الطرق وفي الساحات الرئيسية في دمشق.
وعلى الرغم من أن الوقود المتوفر في محطات التعبئة نظيف ومصدره معروف، فإن السوريين يواصلون شراء الوقود الذي يُباع على الطرقات، نظرًا لانخفاض سعره قليلاً.
في فترة الحرب، انخفضت القدرة الشرائية بشكل كبير في سوريا، حيث تراجع متوسط راتب الموظف العادي إلى ما يتراوح بين 12 و15 دولارًا، الأمر الذي انعكس على أزمة الوقود في سوريا، ففي حين أن سعر لتر البنزين في محطات الوقود يبلغ حوالي 1.16 دولار، فإن الوقود الذي يُباع على الطرقات يقل سعره قليلاً عن هذا المبلغ.
“الوقود على الطرقات أرخص لكن المواطن لا يهتم بالجودة”
وحول أزمة الوقود في سوريا، صرّح هادي نجار، صاحب إحدى محطات الوقود في ميدان العباسيين، أحد أكبر الميادين في دمشق، قائلاً:
“الوقود الذي يُباع على الطرقات أرخص قليلاً من الوقود المتوفر في محطات التعبئة. الفارق في السعر بسيط، لكن المواطنين يعتقدون أنه أرخص دون النظر إلى جودته. الوقود المتوفر في المحطات أفضل.”
تُحذّر تقارير من أن المازوت والبنزين الذي يتم تهريبه بشكل رئيسي من لبنان ويُباع عبر باعة متجولين يمكن أن يتسبب بمشكلات كبيرة للمركبات.
ومع ذلك، ذكر نجار، خلال حديثه مع المصدر، أنه رغم انخفاض الإقبال تدريجياً، فإن الناس ما زالوا يشترون الوقود من الطرقات.
“إلغاء نظام البطاقة الذكية للتخفيف من أزمة الوقود في سوريا”
خلال الفترة السابقة، شهدت محطات الوقود في بعض الأحيان طوابير طويلة تمتد لعدة كيلومترات، كما كانت هناك فترات لم يكن من الممكن فيها الحصول على الوقود لأيام.
وكانت إدارة الأسد تعتمد على استيراد الوقود من إيران وفنزويلا، واعتبرت أن السبب الأساسي تفاقم أزمة الوقود في سوريا هو العقوبات الدولية المفروضة على سوريا.
في تلك الفترة، تم تطبيق نظام أطلق عليه اسم “البطاقة الذكية” بهدف تخفيف أزمة الوقود في سوريا.
وبموجب هذا النظام، كان على الراغبين بشراء الوقود وعبوات الغاز المنزلي والاحتياجات الأساسية الأخرى بالأسعار التي تحددها الدولة والمدعومة الانتظار في طوابير.
وكان النظام البائد قد وفر لكل عائلة أسطوانة غاز واحدة كل ثلاثة أشهر، وكمية محددة من البنزين أسبوعياً لكل مركبة. كما شمل النظام مواد غذائية مثل المعكرونة والأرز.
لكن الكميات التي حددها النظام لم تكن كافية لتلبية الاحتياجات، مما أدى إلى ظهور السوق السوداء. ووصلت أسعار السوق السوداء أحياناً إلى 5-10 أضعاف الأسعار العادية، ما جعلها غير ممكنة بالنسبة لمعظم السوريين.
وأدى هذا الوضع إلى إثراء سريع للتجار العاملين في السوق السوداء، بينما لم يتمكن السوريون من تلبية احتياجاتهم بشكل كافٍ، بدءاً من الوقود وصولاً إلى المواد الغذائية.
وأشار هادي نجار، صاحب محطة الوقود، إلى إلغاء نظام البطاقات قائلاً:
“في السابق، كان من الصعب على المواطن تأمين المازوت والبنزين. أما الآن، فالوضع مختلف. على العكس، مع الحكومة الجديدة والوضع الجديد، الأمور أصبحت أفضل. يمكن للمواطن الحصول على المازوت والبنزين كما يشاء.”
وأوضح نجار أن الوقود الذي يُعرض للبيع في المحطة يتم توفيره من شركة نفط تابعة لوزارة النفط.
وأكد أن زيادة كمية الوقود المتوفرة في السوق أدت إلى بدء انخفاض الأسعار، لتشكل انفراجة أولية على أزمة الوقود في سوريا.
مشكلة أسطوانات غاز الطهي
وقد عانى السوريون لسنوات طويلة من مشكلة أخرى تمثلت في صعوبة الحصول على أسطوانات الغاز المنزلي.
فلا تزال العاصمة دمشق وسوريا بشكل عام تفتقر إلى مركز حكومي لتعبئة الأسطوانات، حيث يعتمد السكان على مركبات متنقلة تديرها شركات خاصة لتعبئة أسطواناتهم.
وفي أثناء انتظار دوره في طابور تعبئة الغاز، تحدث أبو عماد حكيم لـ VOA التركية قائلاً:
“في عهد الحكومة السابقة، كنا نستطيع تعبئة أسطوانة واحدة كل ثلاثة أشهر. لم يكن ذلك كافياً على الإطلاق، فكنا مضطرين إلى شراء الغاز من السوق السوداء ودفع التكاليف من جيوبنا.”
وفي دمشق، أصبحت الاحتياجات الأساسية متوفرة بشكل أسهل في الأسواق، مما أدى إلى تراجع الأسعار.
ورغم ذلك، لا يزال من الصعب على السكان، الذين لا يتجاوز متوسط رواتبهم 20 دولاراً كحد أقصى، تحمّل تكلفة شراء لتر واحد من المازوت بسعر 1.16 دولار من محطات الوقود.
وبعد الإطاحة بالحكومة السورية، أوقفت إيران إمدادات الوقود التي كانت تعتمد عليها البلاد لتلبية احتياجاتها من المحروقات.
وتوجد توقعات بأن يتم تزويد دمشق بالوقود في الأيام المقبلة من دول مثل السعودية وقطر، لكن لم تصدر أي تصريحات رسمية بهذا الشأن حتى الآن.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد
التعليقات مغلقة.