أصبحت مركز جذب لهم.. زيادة لافتة في عدد الطلاب الأجانب في تركيا

قال المدير المؤسس لمدارس الجزري للعلوم والتكنولوجيا، أرسين إيشجي أوغلو، إن عدد الطلاب الأجانب في تركيا يزداد كل عام، مشيرًا إلى أن البلاد أصبحت مركزًاً للسياحة والثقافة والفنون والتعليم لدول المنطقة القريبة منها.

ووفقاً لما ترجمه فريق كوزال نت نقلاً عن وكالة الأناضول التركية الرسمية، فإن ملايين الطلاب بدأوا يوم الإثنين 11 سبتمبر/أيلول العام الدراسي 2023-2024، إذ ليشارك الطلبة الأتراك حماس بدء الدراسة أيضًا الطلاب الأجانب في تركيا.

أسباب زيادة عدد الطلاب الأجانب في تركيا

بعد أن أصبحت تركيا واحدة من مراكز الاستثمار الدولية، زاد عدد المدارس الدولية في إسطنبول بشكل خاص. 

في السنوات الخمس الماضية، بدأت العديد من المدارس الدولية التي تنفذ برامج تعليمية من مختلف البلدان في تقديم خدمات تعليمية في إسطنبول، إذ ما تزال العائلات من مناطق متعددة في العالم تختار تركيا مرة أخرى لتعليم أطفالهم.

ومع زيادة عدد المدارس الدولية، زاد أيضًا عدد المعلمين الأجانب الذين يأتون إلى البلاد، إذ أن المؤسسات التعليمية التي تقدم تعليمًا باللغة الإنجليزية، على وجه الخصوص، توفر فرصًا لتعلم اللغة الأجنبية والحصول على شهادتين، سواء للطلاب الأتراك أو الأجانب.

وقال مدير مدرسة الجزري للعلوم والتكنولوجيا، وهي إحدى المدارس الدولية التي تقدم خدمات تعليمية في إسطنبول، أرسين إيشجي أوغلو، إن مكانة تركيا في التعليم الدولي زادت أهميتها في السنوات الأخيرة.

أرسين إيشجي أوغلو

 

وقال إيشجي أوغلو: “إن القوة الناعمة لتركيا وسياساتها الخارجية تجاه مناطق آسيا والشرق الأوسط والبلقان، والتي يمكن أن نطلق عليها جغرافيتها الخاصة، قد مكنت تركيا من أن تصبح مركزًا من حيث السياحة والثقافة والفن والتعليم في المنطقة”.

 

“لدينا ما يقرب من 301 ألف طالب أجنبي”

إشجي أوغلو أشار إلى أن عدد الطلاب الأجانب في تركيا قد ارتفع بشكل كبير، موضحاً أن تركيا استقبلت استثمارات كبيرة في مجالات الثقافة والتعليم، خاصة في الربع الأخير من عام 2023، حيث شهدت هذه الاستثمارات زيادة بنسبة 112٪. 

ومن خلال البيانات المقدمة من معهد الإحصاء التركي (TÜİK)، يمكن رؤية أن هناك زيادة عمودية  في عدد الطلبة الأجانب حتى عام 2023. 

وبدءًا من عام 2020 إلى عام 2023، زاد عدد الطلاب الأجانب من 162 ألفًا إلى 260 ألفًا، وفي الربع الأول من عام 2023 وصل عدد الطلاب الأجانب في تركيا إلى ما يقرب من 301 ألف طالب.

وأشار إرسين إشجي أوغلو إلى التركيبة المتعددة للمؤسسات التعليمية في إسطنبول، حيث قال: “في الوقت الحالي، هناك 206 جامعة في بلادنا، ومنها 54 جامعة في إسطنبول. من بين هذه الجامعات، 44 جامعة خاصة “وقفية”. نرى أن هناك زيادة متزايدة في تدفق الطلاب الأجانب إلى الجامعات الأهلية، وخاصة تلك الجامعات. 

في الوقت الحالي، يدرس حوالي 180-190 ألف طالب في جميع أنحاء البلاد، ومن بينهم 84 ألف طالب يتابعون دراستهم في إسطنبول، بما في ذلك 44 ألفًا من طلاب الدراسات العليا والدكتوراه والبكالوريوس. بالإضافة إلى ذلك، إذا أخذنا في اعتبارنا أيضًا الطلاب في المدارس الابتدائية والمدارس المتوسطة، فإن حوالي 20-25 ألفًا منهم يعيشون ويدرسون في إسطنبول.”

وأكد إشجي أوغلو أنه في تركيا تُطبق برامج تعليمية من مختلف البلدان، وأشار إلى أن تواجد الطلاب الأجانب مع عائلاتهم في تركيا يسهم في توفير العملة الصعبة للبلاد، مشيرًا إلى أن قوة لغة الطلاب الأجانب ومشاعر المحبة والود لتركيا تضيفان إلى قوتها الناعمة وتثري التراث الثقافي والإسهام في رؤية تركيا الجديدة.

أحد مدارس الجزري للعلوم والتكنولوجيا في إسطنبول

 

الطلاب الأجانب إضافة مميزة لتركيا

بدوره، أكد منسق التعليم الشبابي في مدارس الجزري للعلوم والتكنولوجيا سالم نيجيجينا، أن إسطنبول تتقدم على طريق أن تصبح مركزًا تعليميًا، حيث أشار إلى أن العديد من الطلاب من جميع أنحاء العالم يأتون إلى المدينة للحصول على تعليمهم.

ونوه نيجيجينا إلى أنه يمكن رؤية مساهمة هؤلاء الطلاب بعدة طرق مختلفة، حيث قال: “بعد تخرجهم من المدرسة الثانوية، ينتقل بعض هؤلاء الطلاب إلى الدراسة في جامعات مختلفة في الخارج، بينما يختار البعض الآخر البقاء في تركيا ومتابعة حياتهم الدراسية في مجالات مختلفة وفي جامعات مختلفة”.

وأكد نيجيجينا أن هذا يسهم في تطوير تركيا في العديد من المجالات مثل الطب والهندسة، إذ أن الطلاب الأجانب الذين يدرسون في المدارس الدولية في إسطنبول يمكنهم التكيف بسهولة مع العالمية والتعددية الثقافية.

وأشار نيجيجينا إلى وجود طلاب من أكثر من 45 دولة مختلفة في مدرسة الجزري، مؤكداً أنهم يتعلمون ثقافة العيش المشترك، بالإضافة إلى ذلك، يتعلمون أيضًا الثقافة التركية. 

وأضاف نيجيجينا “بعد التخرج، يذهب نصف هؤلاء الطلاب إلى الخارج ويعيشون الثقافة التي تعلموها في تركيا هناك، في حين يبقى النصف الآخر هنا ويستمرون في العيش في هذه الثقافة”.

من جهتها، أشارت سلدا كوجا، المديرة الأكاديمية لمدارس جزيري للعلوم والتكنولوجيا لمرحلة الروضة، إلى أن “مدارس الجزري لمرحلة رياض الأطفال تقدم نهجًا تعليميًا يستند إلى معايير التعليم العالمية، وتشجع على التنوع الثقافي، وهذا يساعد على التميز عن المدارس الأخرى في تركيا ويوفر للطلاب منظورًا عالميًا.

إعداد وتحرير: عبد الجواد حميد.

التعليقات مغلقة.