خلال الحرب التي شنها نظام بشار الأسد على شعبه على مدار 13 عامًا في سوريا، كان جبل قاسيون، الذي يتميز بإطلالته الساحرة على العاصمة دمشق، ضمن المناطق المحظورة، ومع تحرير العاصمة في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، أصبح الجبل مقصدًا للزوار الذين تدفقوا لزيارته.
ووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت عن وكالة الأناضول التركية الرسمية، كان نظام الأسد قد أغلق جبل قاسيون أمام المدنيين منذ اندلاع حركة الثورة عام 2011، رغم كونه أحد أجمل المعالم المطلة على دمشق.
وروى السوريون كيف قام النظام بإغلاق الطرق المؤدية إلى الجبل من خلال وضع الحواجز وإقامة نقاط تفتيش، مما منع المدنيين من الوصول إلى المنطقة طوال فترة الحرب.
ولكن بعد سقوط النظام في 8 ديسمبر/كانون الأول، انتهى الحنين الطويل بين السوريين وجبل قاسيون، الذي أصبح مجددًا رمزًا للحرية والوصول المفتوح للجميع.
فرحة الشعب بالثورة وصلت إلى جبل قاسيون أيضًا!
وقد صعد السوريون إلى الجبل للاستمتاع بالمنظر الذي طالما اشتاقوا إليه، حيث يتراءى لهم جمال العاصمة دمشق وسهولها الواسعة من أعلى الجبل.
وقد امتلأت المنطقة بالكثير من البائعين المتجولين الذين يعرضون المشروبات والوجبات الخفيفة، إضافة إلى بيعهم للبالونات الملونة والألعاب للأطفال. بينما يقوم الزوار بالتقاط الصور التذكارية أمام المنظر الخلاب باستخدام هواتفهم المحمولة.
وفي كل ساحة، وفي كل لقاء، تواصل الأناشيد الثورية التي أصبحت تقليداً سائداً في سوريا، عزفها على الأكشاك والسيارات، ليشارك الناس في الغناء معبرين عن فرحتهم بشكل جماعي.
وتحدث الطالب الجامعي السوري البالغ من العمر 22 عاماً، عمر، لوكالة الأناضول، قائلاً إنه زار جبل قاسيون آخر مرة عندما كان في السابعة من عمره، مشيراً إلى أنه لم يتمكن من العودة إلى هنا إلا بعد 15 عاماً.
وأوضح عمر أن جميع سكان دمشق قد حُرموا من الوصول إلى هذه المنطقة، قائلاً: “مشاعرنا رائعة. نُشاهد المنظر من هنا، لكننا لا نكتفي منه.”
وأشار الشاب السوري قائلاً: “كنت أقول دائماً لأصدقائي، ‘نحن نعيش في سجن كبير.’ في صيدنايا، هناك مراكز تعذيب. (مشيراً إلى دمشق) كان هذا أيضاً سجنًا كبيرًا، حيث كان جميع سكان المدينة يعيشون في سجن ضخم وكانوا محرومين من الكثير من الأشياء.”
”جئت لرؤية الحرية في بلدي“
وأوضح محمد، المقيم في دمشق، أنه هاجر إلى قطر في عام 2013 بعد اندلاع الأحداث في 2011، وقال: “بعد مغادرتي بلادي لمدة 11 عامًا، الحمد لله عدت إلى وطني لأرى الحرية هنا.”
وأضاف محمد: “لا أحد يمكنه أن يروي كيف كانت الحياة في دمشق سابقًا. لا أستطيع أن أتصور كيف عاش والديَّ في هذا البلد لمدة 13 عامًا. في تلك الفترة، لا أصدق كيف استطعت العيش هنا لعامين. كان الوضع في كل مكان مظلمًا.”
وأشار محمد إلى أن دمشق وسوريا كانت بمثابة “سجن مفتوح” قائلاً: “أدعو الجميع لزيارة سوريا، فهي جميلة جدًا. إن شاء الله، في غضون 3 إلى 4 أشهر، ستتغير الكثير من الأمور.”
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد
التعليقات مغلقة.