نشر أمس الكاتب التركي جناب شيرين مقالة دافع فيها عن السوريين والعرب ، ووجه فيها انتقادات لاذعة للعنصريين الأتراك.
ووفقاً لما ترجمته كوزال نت ، استهل جناب شيرين مقالته بالتأكيد على أن السوريون يتعرضون للإهانة ليس لأنهم يسببون مشاكل اقتصادية للشعب التركي ، بل ببساطة لأنهم عرب ومسلمون.
ودافع الكاتب عن السوريين قائلاً بأنه لم يقابل أي شخص واجه صعوبات اقتصادية أو فقد عمله أو لقاحه بسبب السوريين ، مشيراً إلى أنه يرى أن إدارة مشكلة اللاجئين السوريين هي قضية أخرى لا علاقة لها بالأزمة الاقتصادية.
وأكد شيرين أن الذين يظهرون ردود فعل معادية تجاه السوريين لديهم حساسية ناتجة عن “العنصرية” و “معاداة الإسلام” ، مضيفاً أن العنصرية هي جائحة قاتلة تنتشر من أوروبا إلى العالم.
وتابع شيرين أن ردود الفعل تجاه السوريين مبنية على أسس أيديولوجية تتبناها أحزاب معادية للسوريين وللعرب والإسلام.
وأشار شيرين إلى أن الأتراك الأوائل في العالم و أول مؤسسي “التركية” هما هيرمان فانبيري وليون كوهين اللذين كانا يهوديان! وأن أول مستعرب ومؤسس للعربية كان يهودياً على حد قوله!
وتساءل الكاتب : هل كان هيرمان فانبيري وليون كوهين يعشقان الأتراك والتركية حقًا؟ لماذا جاء الأتراك الأوائل وأول العرب في التاريخ من يهود وليس من أمة أخرى؟
وأضاف الكاتب أن بذور “الكراهية العربية” الحالية لدى الأتراك هي ثمرة هيرمان فانبيري وليون كوهين ، وتابع شيرين ” إذا كان اليهود متحمسين للغاية ، و مفتونين ومعجبين بالأتراك ، فلماذا قاتلوا الأتراك إلى جانب إنجلترا في حرب الدردنيل؟
واستهجن الكاتب قائلاً بعد فجوة 2000 عاماً ، لماذا لا يذكر “تاريخنا الرسمي” المليء “بعداء العرب” كلمة واحدة عن “اتحاد صهيون بغل” الذي شكل أول وحدة عسكرية قوامها 657 شخصًا وقاتلت الأتراك في جناق قلعة؟
وتابع شيرين ” بينما كان آخر الجنود الأتراك ينسحبون من القدس على الجبهة الفلسطينية ، كانت وحدة صهيون بغل ، مرة أخرى بقيادة المقدم باترسون ، هي التي وجهت لهم الضربة القاضية ” ، مؤكداً على أن تاريخنا الرسمي لا يذكر سطراً واحداً عن هذا.
وأشار الكاتب إلى أن الأجيال الأتراك في المائة عام الماضية تم تعبئتها بالعداء العربي وكراهية الإسلام ، حيث نشأت الأجيال على حكايات طعن العرب للأتراك من ظهرهم.
وسخر الكاتب من هذه الادعاءات قائلاً : حسنًا ، العرب طعنونا من الخلف ، لكن أين طعننا البريطانيون ، الذين قتلوا 300 ألف تركي في جناق قلعة؟
وتابع الكاتب : يغفر البريطانيون في ومضة ، والبريطانيون لا يعاديهم أحد ، لكن الكراهية العربية لا يمكن أن تتوقف!
واستدرك الكاتب شيرين : في بودروم و مرمريس ، عندما يشتري البريطانيون منزلاً ، نتفاخر به بالقول “البريطانيون أحبونا ، أخذوا منازلنا” ، أما عندما يشترى العرب منزلاً نعتبر أنه قد تم إهانتنا ، ونبدأ بالقول أن الدولة تُباع.
وهاجم الكاتب الذين يعادون اللغة العربية قائلاً : أولئك الذين يهاجمون اللافتات المكتوبة بالعربية بشكل حاقد لا يستطيعون الحديث عن اللافتات بالإنجليزية Haute Cauture و Baker و Flover Shop و Baby Shop و Exit و Towers ، والتي في كل زاوية من البلاد.
وأضاف شيرين ” يعلنون عن حبهم لبوتين في ملاعب كرة القدم لكنهم لا يتراجعون أبدا عن عداء العرب ،بينما تقول الحقائق التاريخية أن أحد أفراد كل عائلة تركية قد استشهد على يد روسي”!..
واستهجن الكاتب امتنان العنصريين الأتراك بالمساعدات الروسية التي أرسلها بالأصل المسلمون في بخاري وسمر قند في فترة حرب الاستقلال ، وفي نفس الوقت استمرار عدائهم للعرب !
واختتم الكتاب مقالته بالإشارة إلى أن تركيا قامت بتربية جيل كامل من الناس الذين تم عزلهم عن تاريخها و جغرافيتهم وضميرهم وروحانيتهم ، مؤكداً على أن هذا الجيل الجديد هو أعظم انتصار “للغرب”.
التعليقات مغلقة.