بدأت صباح أمس السبت 4 يونيو/حزيران أعمال الافتتاح الرسمي للمركز التركي العربي الأكبر لريادة الأعمال “كور إسطنبول”، و بحضور شخصيات بارزة عربية وتركية في مدينة إسطنبول.
ووفقاً لمراسل كوزال ، فقد شارك في الافتتاح السفير الكويتي لدى تركيا غسان الزواوي، و مستشار الأمين العام للأمم المتحدة سعد المعتوق ، ونائب رئيس مكتب الاستثمار في رئاسة الجمهورية التركية فرقان كاركايا ، و مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي ، و رئيسُ مجلسِ إدارةِ جمعيةِ الشيخ عبدالله النوري الخيريةِ جمال النوري ، و نائبُ رئيسِ اتحادِ رجالِ الأعمال الأتراك (الموسياد) عثمان تشاليشكان ، بالإضافة إلى نخبة واسعة من المستثمرين ورجال الأعمال والخبراء.
وتعتبر (كور اسطنبول لريادة الأعمال) مؤسسة متخصصة في قطاع ريادة الأعمال التركية – العربية في تركيا، وقد أسسها نخبة من الشباب التركي – العربي وبدعم من رجال أعمال ومنظمات دولية، وهي تعمل على تحقيق تمكين اقتصادي كبير للشباب التركي والعربي في مختلف القطاعات الاقتصادية داخل وخارج تركيا.
كما تتميز “كور إسطنبول” بأنها تمتلك أكبر مساحة عمل مشتركة تركية – عربية في تركيا، و (يقع مقرها في منطقة يني بوسنا)، كما تسعى إلى خلق مجتمع (تركي – عربي) متخصص بقطاع ريادة الأعمال وناشط فيه.
كور اسطنبول ، تصمم خدماتِها لتغطيةِ متطلباتِ تشكيلِ منظومةِ مواردَ وقدراتٍ بشريةٍ، تتمكن من اختراقِ السوقِ، وخلقِ مجتمعٍ متخصصٍ بقطاع ريادة الأعمال في تركيا والعالم، كما تهدف إلى تأسيس الشركات وتطويرها، فضلاً عن العملِ على مستوى الريادةِ الوظيفيةِ.
كما أن فريقَ كور اسطنبول قد نجح خلالَ فترةِ التأسيسِ في تقديم نموذجَ عملٍ مميز ومؤثر؛ من خلال تصميمه برنامجَ صُمم خصيصاً لاحتضانٍ للشركات الناشئة التركية والعربية في تركيا، وهو برنامجٌ مصممٌ لاستقبالِ 40 شركةً ناشئةً وجديدة كلَ عام، ويقومُ البرنامج على تطويرِ هذه الشركات لتنتقلَ من مرحلةِ الفكرةِ والتأسيس إلى القدرةِ على بدءِ العملِ في السوقِ وتحقيقِ النجاحِ والأرباح.
وقد شهد الافتتاح أمس ، تخريج أول دفعة من المشاريع الريادية المحتضنة و عددها ٢٠ مشروعًا، كما تم الإعلان عن المشاريع الخمسة الفائزة في برنامج الاحتضان الأول ، كما تم كشف الستار عن قائمة رواد الأعمال والمشاريع المقبولة في الدفعة الثانية من برنامج الاحتضان وعددها ٢٥ مشروعًا آخر.
وفي تصريح له ، قال المدير التنفيذي لكور إسطنبول سلام أحمد “جاءت اليوم كور اسطنبول لتأخذ على عاتقها تأسيس مجتمع شبابي مهتم ومتخصص بقطاع ريادة الأعمال في تركيا، وتهدف كور إسطنبول إلى المساهمة في تأسيس شركات ناشئة قادرة على اختراق السوق وتحقيق نجاحات على مختلف المستويات المحلية والاقليمية والعالمية، ومن ثم المساهمة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية داخل تركيا وخارجها ، بالإضافة إلى البلدان المنكوبة”.
وأضاف سلام أحمد: “جاءت كور اسطنبول لتعمل على تأهيل الشباب لسوق العمل، وربطهم مباشرة بفرص العمل، والشركات والخبراء، وفتح المجال أمامهم للإبداع الوظيفي في جميع القطاعات الاقتصادية.”
وتابع أحمد: “لأن هذه المهمة ليست مهمة عادية، ولأنها تتعلق بتأسيس مجتمع خاص ومتفاعل، ولوجود حاجة لتأسيس أكبر مساحة عمل تركية – عربية مشتركة في تركيا، فقد جاءت مساحة كور إسطنبول للأعمال بأكبر مساحة ، حيث تمتد على مساحة 1200 م2، في وسط مدينة اسطنبول.”
من جانبه ، قال سفير الكويت في أنقرة غسان الزواوي: “أهنئكم وأبارك هذه الجهود المبذولة، وأتمنى التوفيق من الله لأن المبادرة نوعية ومتميزة وتستحق التقدير، وإن استطاع هذا الفكر وإن انتشر الشغف والاحتضان لهذه الطاقات ، فلعلنا نستطيع فعل شيء لأمتنا وأوطاننا وللخيرين حول عالمنا الذي يعاني”.
وأضاف الزواوي: “هناك كثير من التحديات السياسية والاقتصادية، وعالمنا لا يزال يعاني من الأزمة الاقتصادية حتى اليوم ، وأن تأتي المبادرة في بلد منحه الله الموارد والبشر والقيادة فهذا توفيق من الله وأسال الله لكم التوفيق”.
بدوره ، قال مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي: “أشكر كل من أطلق هذه المبادرة وساهم بتنفيذها ، وهذه المبادرة ليست محدودة بتركيا فقط بل ستكون نموذجا من العمل خاصة لبلدان العالم الإسلامي التي فيها صعوبات وتحديات كثيرة”.
وتابع أقطاي: “نحن أبناء الحضارة الإسلامية مسؤولون وناقلون لهذه الرسالة لكل العالم، فتركيا تستضيف حاليا قرابة 5 ملايين لاجئ ،وعندما رأت تركيا هذه الموجات كان هذا امتحاناً لها وتمكنت من النجاح فيه، كما اعتبرتهم ضيوفاً ومهاجرين”.
وشدد أقطاي على أن “المهاجر يغامر بالتجارة أكثر، و تركيا لا تملك من المقومات الطبيعة كالغاز والنفط، لكن لديها موارد أخرى تعطيها فرصة للاستثمار بالطاقة البشرية، و قد تقدمت بهذا المجال، واستغلت الفرصة وأنتجت من العدم طاقة غير مسبوقة في العالم”.
واستطرد مستشار الرئيس التركي أقطاي: ” تركيا ركزت على تنشئة الأجيال والطاقة البشرية، حيث كانت هناك 76 جامعة فقط سابقاً، وحاليا هناك 208 جامعة، ما يدلل على التركيز على الطاقة البشرية، وهو ما يظهر بالصناعة النوعية، ولا سيما بالصناعات الدفاعية”.
وأضاف أقطاي: “نسبة الشباب عالية بتركيا، و يضاف لهم 5 ملايين من الجالية العربية التي جاءت بسبب الهجرة ،ولكن بالتأكيد فيها فرص أيضاً يجب استغلالها، كما أن هذه المبادرة تجعل الطاقة البشرية الموجودة من الجالية العربية تستكشف الفرص التي ستكون نوعية لها وفيها تطور”.
يشار إلى أن الافتتاح شهد عرضاً قدم فيه مجموعة من رواد الأعمال الشباب عدداً من المشاريع في مجالات مختلفة ، من بينها متاجر إلكترونية ومنصات رقمية وغيرها، وأن هذه المشاريع تنتظر من رجال الأعمال الحاضرين دعمها وتمويلها، حيث تجول المستثمرون واستمعوا لمعلومات عن هذه المشاريع من قبل رواد الأعمال المحتضنين.
كما تخلل الحفل، عزفُ قطعةٌ موسيقيةٌ خاصةٌ ألفها موسيقيون عربٌ وأتراك لتتحدثَ بنغماتِها عن قصةِ تأسيسِ كور إسطنبول، بقيادة المايسترو محمد محمود.
وقد جرى تأليفُ هذهِ المقطوعةِ لتحاكيَ قصةَ هؤلاءِ الشبابِ الذين واجهوا المتاعبَ، والهجرةَ، وتعرضوا لفقدان كلُ الفرص، ما بين الغربةٍ والحرمان، لكنهم رغم ذلك لم يقبلوا بالانكسار، وثارُوا على واقعهم، والتقوا على رسالةٍ إنسانيةٍ في قطاعِ الأعمالِ ليشكلوا فريقاً يخططُ ويصممُ وينفذُ ويطورُ العملَ بوتيرةٍ استثنائيةٍ استمرت تسعةَ عشرَ شهراً، ليصلوا في النهاية إلى إنتاج هذه التجربةَ الرائدةَ من نوعها، وهي تجربة كور اسطنبول.
لزيارة موقع كور إسطنبول والتعرف عليها أكثر ، إضغط هنا.
التعليقات مغلقة.