ما هي ضربة الشمس؟ وما هي أنواعها وأسبابها وأعراضها وسبل الوقاية منها؟

تستمر درجات الحرارة في ارتفاعها الملحوظ في عموم أراضي الجمهورية التركية مع بلوغ فصل الصيف ذروته في تموز/يوليو الحالي، وعلى إثر الارتفاع غير المسبوق لدرجة الحرارة حذرت المديرية العامة للأرصاد الجوية التركية المواطنين والمقيمين من مخاطر الإصابة بحالة ضربة الشمس.

في هذا المقال أعد لكم فريق تحرير كوزال نت كل ما يلزم لتعرفوه عن ضربات الشمس وأسبابها وأنواعها وسبل وطرق الوقاية والعلاج منها.

ما هي ضربة الشمس؟

ضربة الشمس تشير إلى حالة فرط درجة الحرارة في جسم الإنسان، وهي ناتجة عن التعرض لدرجات حرارة مرتفعة.

إذ أنه في أشد حالات التعرض للحرارة، تصل درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية أو أعلى، وتحدث هذه الحالة بشكل أكثر شيوعًا خلال فصل الصيف.

أنواع ضربات الشمس

اضطرابات الصيف المرتبطة بدرجات الحرارة المرتفعة هي تعبير شامل يشمل العديد من الحالات المختلفة.

تتراوح هذه الحالات من الإرهاق الناجم عن الحرارة إلى حالات ضربة الشمس التي تهدد الحياة.

في حالات الاضطرابات المرتبطة بالحرارة عند عدم العلاج الطبي المناسب، يمكن أن يحدث تلف في الأعضاء الداخلية، إذ أن الدماغ والقلب والكلى والعضلات يمكن أن يكونوا من بين الأعضاء التي قد تتعرض للضرر في حالات ضربة الشمس التي لم تتلقى العلاج، ومع استمرار تأخر العلاج، قد يكون هناك خطر متزايد للإصابة بمضاعفات أكثر خطورة وعواقب مدمرة مثل الوفاة.

ما هي أعراض الإصابة بضربات الشمس؟

بعد التعرض لأشعة الشمس والحرارة، يحدث فقدان للماء والأملاح في الجسم.

ونتيجة لذلك، يمكن أن يحدث حالة من التعب والضعف وتشنجات العضلات نتيجة للإجهاد الحراري.

إذا تقدمت هذه الحالة وفقد الجسم قدرته على الحفاظ على توازن الحرارة، فإنه قد يؤدي إلى ارتفاع خطير في درجة حرارة الجسم وتسمى ضربة الشمس.

تشكل قياسات درجة الحرارة المستقيمة بواسطة المستقيم بأكثر من 40 درجة مئوية علامة رئيسية لضربة الشمس، وتشمل الأعراض العصبية التي يمكن أن تحدث نتيجة لضربة الشمس الارتباك والقلق واضطراب الكلام والهذيان والنوبات والغيبوبة.

ويمكن تلخيص الأعراض والعلامات الأخرى التي قد تحدث بعد ضربات الشمس على النحو التالي:

– تغيرات في التعرق

– الغثيان والقيء

– تغيرات في لون الجلد ليصبح أحمرًا

– زيادة سرعة التنفس

– ضربات القلب المتسارعة

– صداع شديد

يتفاوت مسار ضربات الشمس والأعراض التي قد تحدث وفقًا لمدة استمرار ارتفاع درجة حرارة الجسم.

وإذا استمرت درجة الحرارة العالية لفترة طويلة ولم يتم التدخل فيها، فقد يحدث آثار جانبية دائمة لضربة الشمس في أجزاء مختلفة من الجسم، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مختلفة.

ما الذي يسبب ضربات الشمس؟

الإجابة حول سؤال أسباب ضربة الشمس يمكن تقسيمها أساسًا إلى فئتين.

في الحالة الأولى المعروفة بضربة الشمس المرتبطة بالجهد، يتأثر تكون ضربة الشمس بالأنشطة البدنية المكثفة التي تجرى في الأماكن الحارة.

وتحدث ضربة الشمس بهذه الطريقة بشكل خاص لدى الأشخاص الذين ليسوا معتادين على العمل في البيئات الحارة، ويحدث تطور الحالات المرتبطة بالحرارة في أنشطة الرياضة بمعدل تقريبي 10 أضعاف حالات الناتجة عن مشاكل في القلب.

أما في حالات ضربات الشمس التقليدية غير المرتبطة بالجهد، فإن العامل الرئيسي في تطور هذه الحالة هو التعرض للبيئات الحارة، إذ أن قضاء وقت طويل في الأجواء الحارة وذات الرطوبة العالية يشكل السبب الأساسي لحدوث ضربة الشمس التقليدية، إذ من الممكن التعرض لحدوث ضربات الشمس التقليدية لدى كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، لذا يجب أن يكون الحذر.

وفي كلا الحالتين، يمكن أن تكون الممارسات الخاطئة مؤثرة مثل ارتداء طبقات متعددة من الملابس وتناول الكحول وعدم تعويض فقدان السوائل بالتعرق بالطريقة الصحيحة.

وهنا لابد من الإشارة إلى أن تنظيم حرارة الجسم خلال التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة هو عمل يتم تنظيمه بواسطة الجهاز العصبي المركزي.

في فئات الأعمار الصغيرة، تكون الهياكل العصبية المسؤولة عن هذه المهمة لا تزال في مرحلة التطور، بينما لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، يحدث بعض الانخفاض في وظائف الجهاز العصبي المركزي.

 لذلك، سيكون من الجيد توخي الحذر في حالة عدم تعويض فقدان السوائل بشكل صحيح في هاتين المجموعتين العمريتين، حيث يمكن أن يكون هناكا احتمالية لحدوث ضربات الشمس.

وبذلك يمكن القول بأن الفئات المعرضة أكثر من غيرها للإصابة بحالات ضربات الشمس هي الأطفال والمسنين فوق 65 عاما.

كيف يتم تشخيص ضربات الشمس?

في التشخيص المبدئي لحالات ضربات الشمس، يتم مراقبة الوظائف الحيوية للمريض المشتبه به بشكل مكثف من خلال رصدها، وبعد ذلك يجري فحص كامل للدم، ومعايير تجلط الدم، وغاز الدم، ومستوى إنزيم الكرياتين كيناز في المصل، واكتشاف وجود الميوجلوبين في البول، وهي بعض الفحوصات الأخرى التي يمكن اللجوء إليها.

وبشكل عام، يتم تشخيص حدوث تسارع في التنفس وزيادة في معدل ضربات القلب لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات ضربات الشمس.

يمكن أن تكون مستويات الصوديوم والبوتاسيوم وغاز التنفس التي تم فحصها في التحاليل الدموية مفيدة لتوضيح ما إذا تأثر الجهاز العصبي المركزي أم لا.

كمأن تغير لون البول للأغمق يمكن أن يكون علامة على حدوث ضربة الشمس، ويعتبر هذا الحدث مهمًا لأنه يشير إلى أن وظائف الكلى قد تأثرت.

بالإضافة إلى ذلك فإن مستوى إنزيم الكرياتين كيناز في المصل هو علامة على تلف أنسجة العضلات نتيجة ضربة الشمس، ويمكن أيضًا اللجوء إلى أساليب تصوير مختلفة لتوضيح مدى تأثر الأعضاء الأخرى.

ما هي طرق علاج ضربات الشمس؟

علاج ضربة الشمس يهدف في الأساس إلى خفض حرارة الجسم وبالتالي منع حدوث أضرار في الأعضاء الحيوية، بما في ذلك الدماغ.

ويمكن أن يكون أخذ حمام بارد فعالًا جدًا في خفض حرارة الجسم بشكل فوري.

ومع ذلك، يجب أن يتم التعامل بحذر مع علاج الحمام البارد لدى الأشخاص كبار السن أو الذين يعانون من أمراض القلب المختلفة، حيث يمكن أن يتسبب في آثار جانبية مختلفة.

في الأوقات التي لا يكون فيها العلاج بالماء البارد ممكنًا، يمكن استخدام تقنيات تبريد الهواء “التبخير” من قبل العاملين في الرعاية الصحية لخفض حرارة الجسم، إذ يتم قطر الماء البارد على جسم الشخص ثم تبخيره بتيار هواء دافئ، حيث يتم تحقيق توازن حرارة الجلد من خلال التبخير بهذه الطريقة المشابهة للتعرق الطبيعي.

كما أن وضع كيس ثلج على منطقة الفخذ وتحت الإبط هو طريقة أخرى تستخدم في علاج ضربات الشمس.

أثناء تطبيق طرق تبريد حرارة الجسم، قد يحدث رجفة لدى بعض الأشخاص، ويمكن استخدام مختلف الأدوية لتهدئة المريض ومراقبة حركة العضلات في حالة حدوث رجفة شديدة.

 أيضاً يجب تجنب استخدام مضادات الحمى في علاج ضربة الشمس، لأنه استخدام مضادات الحمى في حالة ضربة الشمس يمكن أن يكون له تأثير سام على الكبد، لذلك يجب تجنبها.

ما الذي يمكن فعله للوقاية من ضربات الشمس في هذه الأجواء الحارة؟

ضربة الشمس هي حالة تستدعي الوعي بمخاطرها بسبب احتمالية تهديد حياة الإنسان، ولذلك إليكم أبرز الطرق الوقاية منها:

  • الاهتمام بالبقاء في حالة انتعاش وشرب السوائل بشكل كافي خاصة خلال فصل الصيف الحار.
  • يجب اختيار ملابس خفيفة ومريحة وضبط الوقت المناسب للتواجد في الخارج وتجنب الحروق الشمسية، لأن اختيار الملابس الضيقة والسميكة قد يعوق قدرة الجسم على تحقيق توازن الحرارة الطبيعي، وينطبق هذا أيضًا على الحروق الشمسية.
  • يمكن أن يكون استخدام قبعة ونظارات شمسية ومستحضرات التجميل ذات العامل الواقي العالي مفيدًا لحماية البشرة من آثار الشمس الضارة، ولكن يجب عدم نسيان إعادة وضع واقي الشمس كل ساعتين عند استخدامه.
  • لا يجب أبدًا ترك الأطفال وكبار السن بمفردهم في السيارات المتوقفة، ففي غضون 10 دقائق فقط في سيارة مغلقة، يمكن أن ترتفع درجة الحرارة الداخلية بحوالي 7 درجات مئوية، ويجب أن لا ننسى أن وجود فتحات في النوافذ أو وقوف السيارة في الظل لا يجعل الوضع آمنًا.
  • نظرًا لعدم كفاية التدخلات العلاجية المنزلية في حالات ضربة الشمس، يجب أن تكون حذرًا، ففي حالة ملاحظة أعراض ضربات الشمس في نفسك أو أحبائك، يُنصح بالتوجه إلى أقرب مرفق صحي للحصول على الدعم المناسب.

إعداد وتحرير: عبد الجواد حميد

التعليقات مغلقة.