هل صارت كارثة الزلزال جُزءًا من الثقافة التركية التاريخية؟

من سوء حظ منطقة الأناضول أنّها تقع على الصدع القاري، جعلها باستمرارعرضةً لزلزال عنيفة، خلّفت حضاراتٍ منسية خُلدت في الثقافة التركية التاريخية، إذ أنها أصبحت ممحية تمامًا من الوجود الجغرافي بعد أن كان لها شأن عظيم امتدّ  في مناطق بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط.

في هذا التقرير الذي أعده فريق كوزال نت سنتعرف معاً على أبرز الزلازل المخلدة في الثقافة التركية التاريخية.

الزلازل في الثقافة التركية التاريخية

 طروادة:

عروس الإلياذة الملحمة الشعرية للأديب الإغريقي والمؤرّخ هوميروس، والتي تعدُّ سجلّاً تاريخيًا حافلاً بالإبداع في وصف حرب طروادة.

 قامت حضارة  طروادة بحسب خبراء الآثار منذ الألف الثالثة قبل الميلاد  على الصدع الغربي للأناضول، المعروفة حاليًا بولاية تشاناكالي حالياً، أعيد بناء المدينة في أوقات مختلفة عبر التاريخ بعد أن دمرتها الزلازل أكثر من مرة،حتى استسلمت أخيراً لآخر زلزال أصابها، وغارت ملامحها تحت نهر كارامينديريس، ويُقال إنّ رمز بوسيدون، كان مسؤولاً عن الزلزال في العقيدة الوثنية القديمة.

أفروديسياس

مدينة المعروفة بولاية آيدين اليوم، ضربت بزلازل مرات عدة، الأولة في القرن 4 الميلادي والثاني في القرن 7 الميلادي، أثرت على معالمها الحضارية والطبيعية، لدرجة أنّها لم تعد صالحة للعيش فيها.

 أوليمبوس في أنطاليا:

تميّزت بالتصاميم المعمارية الفريدة التي تزينت بها قديمًا شواطئ البحر المتوسطتعرّضت أيضًا لزلزالي القرنين 4 و 7 الميلادي، وحالت خرابًا، وبؤرة لقطاع الطرق والقراصنة.

 أفسس:

أعظم المدن الإغريقية القديمة في الأناضول،الواقعة  في ولاية إزمير غربي تركيا حالياً. تعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد، منها خرج الإرث المسرحي القديم،فيها سيلكوس وتمثال أرتميس، تسببت الزلازل العنيفة بانهيار جزء كبير من مساحتها، منها الزلازل الأخيرة في 1360-1361، تبعها زلزال أكثر تدميراً في تاريخ المدينة المعروف بزلزال جنوب غرب الأناضول عام 262.

 هيرابوليس:

مدينة يونانية قديمة تعني “المدينة المقدسة”، تقع جنوب غرب الأناضول، بالقرب من مدينة باموكالي،إحدى المدن التي قامت على خط الصدع في دنيزلي، ضربها زلزال شديد عام 60 ميلادي، ثم أصابها مرة أخرى في القرن 7 وتأثرت بشكل جزئي ،حتى فقدت معالمها تمامًا بعد الزلزال الذي ضربها في القرن الرابع عشر، ويعود تاريخها إلى 2000 عام، شهدت تعرضت خلالها إلى 33 زلزالاً كبيراً، من حين إلى آخر.

 كيكوفا:

 أصاب الزلزال المنطقة الساحلية للبحر المتوسط في القرن 2 الميلادي، أدى إلى غرق المدينة، فلم يتبقّى منها إلا بضعًا من القطع الأثرية تحت مياه البحر،ماجذب انتباه السياح والوافدين إلى المدينة.

أسوس: 

مدينة أرسطو التي نشأت فيها مدرسته الفلسفية الأولى، تقع بالقرب من مدينةطروادة، محاها زلزال شديد قبل 1300 عام، من الخارطة نهائيًا،ثم تكرر الزلزال بنفس القوة في عام 1944، وهو ذات الزلزال الناتج عن صدع غرب الأناضول الذي تسبب بالزلازل التي أصابت الولايات التركية مؤخرًا. 

زلزال  إسطنبول :

تقع إسطنبول على شق مرمرة، المشهور بانتفاضة الزلزال من حين لآخر، وهو امتداد للصدع الأناضول الشمالي،أعيد بناؤها أكثر من مرة،لمكانتها التاريخية والدينية الأصيلة وموقعها الاستراتيجي الفريد، وبحسب ما ذكره موقع الجزيرة نت، فقد أصاب إسطنبول زلزال “القيامة الصغرى” في عام 1509، وسُمي بذلك لأنّه كاد أن يهلك المدينة بأكملها، وشاع اعتقادٌ آنذاك أنّه من العلامات الصغرى ليوم القيامة.

 

إعداد وتحرير: علاء الدين يوسف

التعليقات مغلقة.